سرطان الكلى

يشير الأطباء إلى الأورام الخبيثة التي تنشأ في الكلى بمصطلح سرطان الكلى. هناك أنواع مختلفة من سرطان الكلى. والشكل الأكثر شيوعًا هو سرطان الخلايا الكلوية، الذي ينشأ عن خلايا معينة في أنسجة الكلى. يتحدث هذا المقال عن سرطان الخلايا الكلوية فقط.

وعادة ما يصيب سرطان الكلى كلية واحدة فقط، ومن النادر أن يُصيب سرطان الكلى كلتا الكليتين.

عادة ما يكتشف الأطباء سرطان الكلى عن طريق "الصدفة". أي إذا كانوا يفحصون تجويف البطن لأسباب طبية أخرى. وعندئذٍ، يكون المرض عادة في مراحله المبكرة ولا تظهر على المرضى أي أعراض. وقد تظهر بعض الأعراض فقط عندما يتفاقم المرض.

قد تشير الأعراض التالية إلى سرطان الكلى:

• البول الدموي
• ألم في منطقة الظهر من الجانب
• ضغط الدم المرتفع، والذي يظهر حديثًا
• تورم الساقين
• أعراض غير محددة، مثل الحمى المستمرة والإجهاد وفقدان الوزن

بعض الأعراض، مثل تورم الساقين أو الحمى أو فقدان الوزن لا تحدث مع سرطان الكلى فحسب، ولكن أيضًا في حالة الإصابة بأمراض حميدة أخرى. إذا استمرت الأعراض لعدة أسابيع، فيوصى بزيارة الطبيب. يمكن لأطباء الأسرة بالفعل تحديد نطاق محفزات الأعراض بصورة جيدة والبدء في اتخاذ المزيد من خطوات التشخيص لدى الأطباء المتخصصين إذا لزم الأمر.

عندما يتعلق الأمر بأسباب وعوامل خطر الإصابة بسرطان الكلى، فإن الأبحاث تُفرق بين العوامل التي يمكن السيطرة عليها ونظيرتها التي يصعب السيطرة عليها. يوصي الأطباء بتجنب عوامل الخطر التي يمكن السيطرة عليها، مثل التدخين أو زيادة الوزن. إذا كان ضغط الدم مرتفعًا، فإن التحكم الجيد في ضغط الدم قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الكلى.

وتشمل عوامل الخطر التي لا يمكن السيطرة عليها أمورًا، مثل الاستعداد الوراثي. وقد تشمل علامات الخطر الوراثية للمرض ما يلي:

• العمر الذي يبدأ فيه المرض يبلغ 45 عامًا أو أصغر.
• أن يعاني المصابون من أورام في الكليتين.
• الأقارب ممن لديهم أو كان لديهم أورام في الكلى.

ينبغي منح الأشخاص ممن لديهم استعداد وراثي إمكانية الحصول على المشورة الوراثية من الأطباء. وجود تغيرات مختلفة في التركيب الجيني والمعروف أنها تسبب سرطان الكلى. ويمكن رصدها من خلال الاختبارات الجينية. يمكن إجراء فحوصات للمعنيين ممن ورثوا مثل هذا التغير لرصد السرطان في أقرب وقت ممكن.

ومع ذلك، لا يوجد برنامج قانوني للكشف المبكر عن سرطان الكلى على مستوى السكان في ألمانيا.

في حالة الاشتباه في الإصابة بسرطان الكلى، يتوفر للأطباء طرق تشخيص مختلفة تستكمل بعضها بعضًا للاستخدام.

في البداية، توجد دائمًا التشخيصات الأساسية، والتي تتكون عادةً من العناصر التالية:

• استبيان المريض (السوابق المرضية) وسؤاله عن الأمراض السابقة والأعراض والتاريخ المرضي العائلي
• الفحص البدني
• تحديد قيم الدم
• الإجراءات التصويرية مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب (CT) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
• وإذا لزم الأمر، فيمكن سحب عينات الأنسجة بالفحص النسيجي اللاحق

يمكن لأطباء الأسرة إجراء الخطوات الأولى من التشخيص الأساسي بأنفسهم. ويتولى المتخصصون، مثل أطباء المسالك البولية وأطباء الأشعة، المسؤولية عن إجراء المزيد من الخطوات. كما يوجد في العيادات الخارجية المتخصصة طاقم من المتخصصين الحاصلين على التدريب اللازم ولديهم التجهيزات الطبية اللازمة.

سحب عينات الأنسجة (الخزعات) من ورم الكلى ليس ضروريًا لجميع المرضى. إذا كان التشخيص مؤكدًا نسبيًا وخطط الأطباء لإزالة الورم جراحيًا، فقد لا يلزم سحب خزعة مسبقًا لبعض المصابين. ومع ذلك، إذا لم تكن العملية الجراحية مجدية، فيجب على طبيب المسالك البولية سحب عينات للتأكد من الإصابة بسرطان الكلى.

هل ترغب في معرفة المزيد عن طرق الفحص الفردية؟ ستجد على الموقع الإلكتروني الخاص بخدمة معلومات السرطان التابع للمركز الألماني لأبحاث السرطان، معلومات إطارية حول إجراءات التشخيص المختلفة وطريقة تنفيذها.

يعالج الأطباء سرطان الكلى بشكل مختلف بحسب مرحلة الورم. حيث توجد ثلاث مراحل لسرطان الخلايا الكلوية:

• محدد موضعيًا (مبكرًا): ينمو السرطان في الكلى فقط.
• متقدم موضعيًا: تنمو الخلايا السرطانية خارج الكلية المصابة، ولكنها تبقى داخل غلاف الحماية (المحفظة الكلوية).
• منتشر: تنتقل الخلايا السرطانية عبر المحفظة الكلوية، مثلاً إلى الغدة الكظرية، أو تنتشر إلى أعضاء أخرى.

علاج سرطان الكلى المبكر والمتقدم موضعيًا

إذا نما السرطان داخل الكلى أو داخل غلاف الحماية، فيمكن للأطباء عادةً إزالة الورم جراحيًا بالكامل. وفي ذلك الصدد، يحاولون عادة الحفاظ على الكلى. الجراحة هي العلاج الأكثر أهمية لعلاج المرضى. ومع ذلك، فالشفاء على المدى الطويل ليس متاحًا دائمًا: لدى بعض المرضى، يعود سرطان الكلى في منطقة الكلى أو في صورة نقائل. وعندئذٍ، تكون هناك إجراءات علاجية أخرى.

إذا لم تكن الجراحة ممكنة، مثلاً بسبب العمر، فيمكن للأطباء تدمير أنسجة السرطان موضعيًا. حيث يمكن استخدام الحرارة أو البرودة لتدمير الخلايا موضعيًا. يشير الخبراء إلى هذا الإجراء باسم الاستئصال: ومع ذلك، لا يكون متاحًا إلا لعلاج أورام الكلى الصغيرة، أي التي يصل حجمها الأقصى إلى 4 سم.

علاج سرطان الكلى المصحوب بنقائل

إذا انتشر سرطان الخلايا الكلوية، فعادةً ما يكون الشفاء غير ممكن. ومن ثم، يمكن للأدوية التي تعمل في جميع أنحاء الجسم أن تمنع المرض وتخفف الأعراض. في مثل هذه العلاجات الجهازية، غالبًا ما يجمع الأطباء بين مكونات فعالة مختلفة. ويندرج إلى ذلك طرق العلاج التالية:

• ما يسمى بالعلاجات الموجهة: تُستخدم بعض الأدوية لمهاجمة خصائص الخلايا السرطانية. حيث إن الخلايا السليمة ليس بها هذه الخصائص أو لا تظهر عليها إلا بالكاد.
• العلاج المناعي: أدوية تحفز بعض خلايا المناعة الذاتية لمحاربة الخلايا السرطانية مُباشرة.
• طرق العلاج الداعمة: يشمل ذلك جميع الإجراءات اللازمة لتخفيف الأعراض المجهدة وتحسين جودة الحياة العامة.

هل ترغب في معرفة المزيد عن خيارات العلاج الفردية لسرطان الكلى؟ ستجد على الموقع الإلكتروني الخاص بخدمة معلومات السرطان التابع للمركز الألماني لأبحاث السرطان معلومات إضافية حول علاج سرطان خلايا الكلى.

يمكن أن يكون علاج السرطان مرهقًا جدًا للجسم وللحالة النفسية. وتهدف إعادة التأهيل الطبي (التأهيل) بعد علاج السرطان إلى مساعدة المرضى والمريضات في تدبر شؤونهم مرة أخرى. كما تدعم المصابين في التعامل مع عواقب المرض وعلاجه بأفضل طريقة ممكنة.

إعادة تأهيل مرضى سرطان الكلى هو موضوع متخصص. مما يعني أن البرنامج يشمل رعاية المسالك البولية المتخصصة. وبشكل عام، تعتمد إعادة تأهيل المسالك البولية على التاريخ الطبي الشخصي للمريض والعلاج الفردي والقيود المتواجدة حاليًا.

ومن المحتويات المستخدمة لإعادة تأهيل المسالك البولية بعد علاج سرطان الكلى:

• العلاج بالتمارين الرياضية، وإذا لزم الأمر، العلاج الطبيعي الموجه لمنع ضعف جدار البطن بعد جراحة الكلى
• المشورة بشأن نمط الحياة للحفاظ على وظائف الكلى بأفضل صورة ممكنة
• استشارة التغذية وتوصيات بشأن عادات الشرب
• عروض لتعلم تقنيات الاسترخاء
• الرعاية النفسية

كيف يسير الأمر بعد ذلك؟ الرعاية اللاحقة، وفحوصات متابعة سرطان الكلى

تعمل الرعاية اللاحقة لسرطان الكلى على رصد الانتكاسات وكذلك العواقب اللاحقة طويلة المدى للعلاج في مرحلة مبكرة. يتم فحص المصابين بانتظام بعد نهاية العلاج، ويكون ذلك في البداية على فترات قصيرة، ثم تصبح هذه الفترات البينية أطول بحسب الحاجة. حيث يسأل الأطباء عن الأعراض ويفحصون الجسد وضغط الدم وقيم الدم. علاوة على ذلك، توجد إجراءات تصويرية مختلفة.

إذا ظهرت أعراض على المرضى، فيمكنهم أيضًا زيارة الطبيب بشكلٍ أكثر تواترًا. إذا تعذّر الشفاء من السرطان، فإن فحوصات المتابعة المنتظمة تساعد في تحديد الأعراض المزعجة في مرحلة مبكرة. ويستهدف ذلك الحفاظ على جودة حياة المرضى لأطول فترة ممكنة.

يرغب العديد من مرضى سرطان الكلى في المشاركة بنشاط في تعافيهم. وتتوفر إمكانيات مختلفة في ذلك الصدد. الأمور التي قد تساعد في التعامل بشكل أفضل مع المرض وتبعات العلاج تعتمد على الحالة الفردية:

• يمكن أن تساعد بعض التمارين الحركية في التغلب على الإجهاد والضعف. يجب على المتضررين مواءمتها بحسب أدائهم الشخصي.
• الأكل الصحي المتوازن من خلال العلاج الغذائي يمكن أن يمنع التعرض لسوء التغذية أو يعالجه.
• يمكن أن تساعد المشورة النفسية للأورام المصابين عندما تسيطر الهموم والمخاوف على حياتهم.

إذا لم يعد الشفاء ممكنًا وفي حالة تفاقم المرض، فمن المهم للغاية اللجوء إلى الرعاية الطبية والتمريضية الجيدة. حيث إن هذه التدابير يمكنها تخفيف الأعراض المؤلمة مثل الآلام أو ضيق التنفس. ويمكن أن يساعد الدعم النفسي-الاجتماعي في الحفاظ على جودة الحياة لأطول فترة ممكنة.

يعمل الأطباء من مختلف التخصصات سويًا بشكل وثيق لعلاج سرطان الكلى. يمكن للمستشفيات، التي تتمتع بمستوى عالٍ من الخبرة في علاج مرضى سرطان الكلى، تأكيد ذلك بشهادة. وتتحقق جمعية السرطان الألمانية بانتظام من الامتثال لبعض المتطلبات الفنية.

يمكنك العثور على عناوين المراكز المعتمدة على موقع OncoMAP الإلكتروني.

يمكن العثور على مستشفيات المسالك البولية الجامعية في ألمانيا على الموقع الإلكتروني المشترك (بوابة أخصائي المسالك البولية) التابع للجمعية الألمانية لجراحة المسالك البولية ج.م. والجمعية المهنية لأمراض المسالك البولية.

هل لديك المزيد من الأسئلة حول التعامل مع المرض في الحياة اليومية وحول خيارات الدعم الأخرى؟ تجد على الموقع الإلكتروني الخاص بخدمة معلومات السرطان التابع للمركز الألماني لأبحاث السرطان، معلومات عن ذلك.

إذا كانت لديك أي أسئلة حول سرطان الكلى، فيمكنك أيضًا الاتصال بخدمة معلومات السرطان شخصيًا على رقم الهاتف المجاني 40 30 420 - 0800 أو عن طريق البريد الإلكتروني إلى krebsinformationsdienst@dkfz.de.