سرطان الثدي

عادة ما يُشار إلى سرطان الثدي باسم ورم الثدي. وهو ورم خبيث ينشأ من الأنسجة الغدية للثدي. وينقسم ورم الثدي إلى عدة أنواع فرعية. على سبيل المثال، هناك أنواع من سرطان الثدي تنمو بسبب الهرمونات، وأخرى تنمو بشكل مستقل عن الهرمونات.

وفي ألمانيا، تصاب حوالي 69,000 سيدة وحوالي 700 إلى 800 رجل بسرطان الثدي كل عام. 

والمرحلة الأولية لسرطان الثدي هي سرطان القنوات الموضعي (DCIS). وهنا، يكون لدى الخلايا العديد من خصائص ورم الثدي "الحقيقي" بالفعل، إلا أنها لم تتغلغل بعد في الأنسجة المحيطة ولم تنتشر إلى الأعضاء البعيدة. 

خاصة في حالة سرطان الثدي الحساس للهرمونات، يستمر العلاج عادةً لمدة 5 سنوات أو أكثر. ومع ذلك، تمكنت العديد من السيدات من استعادة روتين حياتهن اليومية خلال هذه الفترة. بينما تشعر سيدات أخريات بالسوء لفترة أطول.  

من حيث المبدأ، لا يجب أن تقوم السيدات المصابات بسرطان الثدي (المتعافيات منه) بتقييد أنفسهن في روتين الحياة اليومية. بل على العكس من ذلك - يمكن أن يساعد نمط الحياة الفعال المشمول بالكثير من التمارين الحركية في تجنب أو تخفيف الآثار طويلة الأمد للمرض. قد تقلل التمارين الحركية من خطر عودة المرض. 

المؤشرات المحتملة لسرطان الثدي هي، مثلاً 

• وجود عقدة محسوسة في الثدي، 
• تراجع الحلمة، 
• تسرب السوائل من الحلمة، 
• الاحمرار وفرط الحرارة في الثدي والذي يستمر لفترة طويلة ولا يستجيب للمضادات الحيوية. 

غالبًا لا تسبب الأورام الصغيرة أي أعراض. ومع ذلك، يمكن اكتشافها أثناء فحوصات الكشف المبكر. 

إذا لاحظت السيدات مثل هذه التغييرات في ثديهن، فيُفضل استشارة الطبيب. يمكن للأطباء بالفعل تضييق نطاق محفزات الأعراض بصورة جيدة أو البدء في اتخاذ المزيد من خطوات التشخيص إذا لزم الأمر. 

لدى معظم المصابين بسرطان الثدي، لا يوجد سبب واضح للإصابة بالمرض. ومع ذلك، فهناك عدد من عوامل الخطر المعروفة، ومنها في المقام الأول التقدم في العمر. 

بعض السيدات لديهن استعداد وراثي للإصابة بسرطان الثدي. ففي كثير من الحالات، يرجع ذلك إلى حدوث تغيير محفز للسرطان في أحد الجينات التي تسمى بجينات سرطان الثدي BRCA1 وBRCA2. وهذه التغييرات تزيد بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بسرطان الثدي.  

ويمكن أن يؤدي العلاج الإشعاعي المكثف للثدي في مرحلة الطفولة والمراهقة إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل كبير. ومن الأمثلة على ذلك، ما يُعرف بالعلاج الإشعاعي الموضعي لمنطقة الثدي في حالة سرطان الغدد الليمفاوية.  

كما تنطوي أيضًا أنسجة الثدي عالية الكثافة أو بعض أمراض الثدي الحميدة على زيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي. 

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتأثيرات الهرمونية أن تزيد قليلاً من خطر الإصابة بسرطان الثدي: وتشمل هذه التأثيرات، على سبيل المثال، الحدوث المبكر للحيض الأول أو الأخير أو الاستخدام طويل الأمد للعلاج الهرموني المدمج بعد انقطاع الطمث.   

في السنوات والعقود الأخيرة، تحسنت إمكانيات علاج سرطان الثدي بشكل ملحوظ. بشكلٍ عام يسري ما يلي: كلما تم اكتشاف سرطان الثدي مبكرًا، كلما كانت مرحلة العلاج أكثر ملاءمة وكانت فرص الشفاء أفضل.

ومع ذلك، في بعض الأنواع الثانوية من سرطان الثدي الحساسة للهرمونات، يمكن أن تتكرر الإصابة بعد أكثر من 10 سنوات من التشخيص الأولي. وهذه الحالات يجب معالجتها مرة أخرى.

في حالة سرطان الثدي المتقدم، لن يكون العلاج الكامل متاحًا في المعتاد. ومع ذلك، ونظرًا للمجموعة الواسعة من خيارات العلاج، غالبًا ما يعيش المصابون بالمرض لفترة طويلة ويتمتعون بجودة حياة مناسبة.

يفترض العلماء أن نمط الحياة الصحي يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الثدي. ويشمل ذلك، على سبيل المثال، تجنب زيادة الوزن ونقص الوزن، وتناول نظام غذائي متنوع غني بالألياف، وتقليل شرب الكحوليات، والإقلاع عن التدخين، وممارسة الكثير من التمارين الحركية.  

لم تتم الموافقة على الأدوية التي تهدف إلى الوقاية من سرطان الثدي في ألمانيا حتى الآن. 

هل تُعاني إحدى السيدات من خطر وراثي عالٍ للإصابة بالمرض؟ عندئذٍ، إلى جانب الاكتشاف المبكر الوثيق، قد تتوفر أيضًا إجراءات وقائية. 

بدءًا من عمر 30 عامًا، يمكن لكل سيدة إجراء فحص سنوي للثدي والغدد الليمفاوية المحيطة به لدى طبيب أمراض النساء. ويمكن أيضًا أن يُطلب منها إجراء فحص ذاتي للثدي.

كما تتم دعوة السيدات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 50 و69 عامًا للمشاركة في الفحص بالتصوير الإشعاعي للثدي كل عامين. ويدور الأمر في ذلك الصدد حول فحص الثدي بجرعة منخفضة من الأشعة السينية. جديرٌ بالذكر أن المشاركة اختيارية.

ما العمل في حالة وجود تاريخ وراثي للمرض؟

يمكن للسيدات ممن لديهن مخاطر وراثية عالية للإصابة بسرطان الثدي المشاركة في برنامج الكشف المبكر. ويُقدم هذا البرنامج مثلاً في المراكز العائلية لسرطان الثدي والمبيض هذا البرنامج.

كما تشرح خدمة معلومات مرض السرطان التابعة للمركز الألماني لأبحاث السرطان، على موقعها الإلكتروني، كيفية إجراء التصوير الإشعاعي للثدي والفحوصات الأخرى للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتشرح كذلك المزايا التي يتمتع بها المرضى وما إذا كانت هذه الإجراءات تنطوي على أية مساوئ.

يقدم دليل المريض الصادر عن اللجنة الفيدرالية المشتركة (G-BA) المزيد من المعلومات والمساعدة في اتخاذ القرار الخاص بالفحص بالتصوير الإشعاعي للثدي.

في حالة الاشتباه في الإصابة بسرطان الثدي، يُستخدم الفحص بالموجات فوق الصوتية إلى جانب التصوير الإشعاعي للثدي. ويخضع البعض أيضًا لاختبارات أخرى، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).  

وإذا استمر الاشتباه في الإصابة بسرطان الثدي، يقوم الطبيب بسحب عينة من الأنسجة (خزعة) من المنطقة المشتبه في إصابتها بسرطان الثدي. ويمكن لأخصائي علم الأمراض تأكيد أو استبعاد الإصابة بسرطان الثدي عن طريق فحص هذه الخزعة. 

إذا تم تأكيد الإصابة بسرطان الثدي

هل تم تأكيد سرطان الثدي بشكل واضح من الخزعة؟ عندئذٍ سيتم مواصلة فحصها لرصد خصائصه ومدى انتشاره. فهذا الأمر مهم لاختيار العلاج المناسب.  

يتم فحص العوامل التالية، مثلاً: 

• حالة المستقبل: يتم تحديد ما إذا كانت الخلايا السرطانية تنتج مواقع ارتباط لهرموني الاستروجين والبروجسترون الجنسي وبأي كمية. يتم أيضًا فحص كمية مستقبلات HER2 على خلايا سرطان الثدي. 
• مدة تشابه أنسجة الورم مع أنسجة غدة الثدي الطبيعية  
• سرعة انقسام الخلايا السرطانية 
• إصابة الغدد الليمفاوية المجاورة للورم: يقوم الأطباء اليوم عادةً "بسحب خزعة من العقد الليمفاوية الحارسة". ومن ثمّ، يقومون بإزالة وفحص العقد الليمفاوية، التي يصل عددها إلى 3، والتي يصل إليها السائل الليمفاوي من الورم أولاً. وتتواجد عادةً في الإبط.  

وتُستخدم اختبارات أخرى، مثل ما يُعرف باختبارات التعبير الجيني، في بعض الأحيان لتحديد ما إذا كان المريض سيخضع للعلاج الكيميائي أم لا. 

هل تريد معرفة المزيد عن فحوصات تشخيص سرطان الثدي؟ ستجد على الموقع الإلكتروني الخاص بخدمة معلومات السرطان التابع للمركز الألماني لأبحاث السرطان، معلومات إضافية عن الإجراءات الفردية وطريقة تنفيذها. 

هناك العديد من الخيارات لعلاج سرطان الثدي. وتعتمد العلاجات التي يدمج بينها الأطباء بشكل أساسي على خصائص الورم. كما أن مدى انتشار المرض مهم أيضًا. ويمكن التفرقة بين العلاجات الفعالة موضعيًا والعلاجات التي تشمل الجسم بالكامل.

العلاج الموضعي: الجراحة والعلاج الإشعاعي

العلاج الرئيسي لسرطان الثدي في مراحله المبكرة هو التدخل الجراحي. 

واليوم، في الكثير من الحالات، يمكن الحفاظ على الثدي بشكل كبير أثناء الجراحة: في العلاج المحافظ للثدي، لا يُزال سوى جزء الثدي الذي يوجد فيه الورم. وعادةً ما يقوم الأطباء بعد ذلك بعلاج باقي الثدي بالإشعاع لقتل أي خلايا أورام قد تكون متبقية.

وإذا تمت إزالة كافة أنسجة الثدي، فسيسمى ذلك استئصال الثدي. وبعد استئصال الثدي، يمكن للجراحين إعادة بناء الثدي بعدة طرق، مثل زرع السيليكون أو بالأنسجة الذاتية.

وفي بعض الأحيان، تُعالج أيضًا منطقة الإبطين أو المزيد من قنوات التصريف اللمفاوي بالإشعاع. إذا أصيبت الغدد الليمفاوية في منطقة الإبطين بشدة، يتم إزالتها جراحيًا - عادةً لا يكون العلاج بالإشعاع كافياً في هذه الحالة.

العلاج الذي يستهدف الجسم بالكامل: العلاجات الجهازية

بالإضافة إلى العلاج الموضعي، يتلقى كل مريض بسرطان الثدي تقريبًا علاجات داعمة أخرى لتحدث تأثيرها في جميع الأماكن في الجسم لتقليل خطر تكرار الإصابة. حيث يستخدم الأطباء هذه العلاجات قبل العملية الجراحية (علاج مبدئي مساعد) أو بعد العملية الجراحية (العلاج المساعد اللاحق).

في حالة سرطان الثدي المكتشف مبكرًا، يدور الأمر حول العلاج الكيميائي والعلاج المضاد للهرمونات والعلاجات الموجهة ضد مستقبلات HER2 والعلاجات التي تؤثر على العظام. ويمكن استخدام هذه العلاجات بصورة منفردة أو مجتمعة.

• تتوفر العلاجات المضادة للهرمونات لمرضى سرطان الثدي المكتشف مُبكرًا ممن تم تحديد مستقبلات الهرمونات لديهم. ويسمى ذلك أيضًا علاج الغدد الصماء. الأدوية النمطية هنا هي عقار تاموكسيفين قبل انقطاع الطمث ومثبطات الأروماتاز بعد انقطاع الطمث. وعادة ما يستخدمها الأطباء بعد العملية الجراحية.
• ويستخدم الأطباء العلاج الكيميائي في المقام الأول عندما لا يحتوي الورم على مستقبلات هرمونية أو بالكاد يحتوي على مستقبلات هرمونية و/أو عندما تشير خصائص الورم الأخرى إلى النمو السريع. وغالبًا ما تستخدم قبل العملية الجراحية. حيث يتيح ذلك للأطباء معرفة ما إذا كان الورم يتقلص أو حتى يختفي تمامًا في ظل العلاج.
• يستخدم الأطباء العلاجات الموجهة ضد هرمون HER2 عندما يتم الكشف عن مستقبلات HER2 بأعداد متزايدة في خلايا سرطان الثدي. ينمو الورم في هذه الحالة بسرعة. عندئذٍ يتلقى المرضى المضادات الحيوية مثلاً، وعادةً ما يكون ذلك بالتزامن مع العلاج الكيميائي.
• يستخدم الأطباء الأدوية التي تعمل على استقرار العظام لمنع تكون النقائل في العظام. ومن الأمثلة على ذلك عقار بايفوسفونيت.

ما هو العلاج الذي يستخدم "العلاج المبدئي المساعد اللاحق"؟

إذا كان لا يزال هناك ورم متبقٍ في وقت العملية الجراحية، فقد يكون العلاج الكيميائي الإضافي أو العلاج الموجه مفيدًا في بعض الأحيان. يوصي الخبراء بهذا العلاج بعد العلاج المبدئي المساعد اللاحق.

ماذا عن مراحل المرض المتقدمة؟

في حالة سرطان الثدي الموضعي أو المنتشر في مراحله المتقدمة، يستخدم الأطباء أيضًا أدوية وإجراءات أخرى للسيطرة على المرض. ويكون اهتمامهم منصبًا بشكلٍ خاص على الحفاظ على جودة حياة المريض لأطول فترة ممكنة.

وعلى الموقع الإلكتروني لخدمة معلومات السرطان التابعة للمركز الألماني لأبحاث السرطان، يمكنك معرفة المزيد من المعلومات عن طرق العلاج الفردية لسرطان الثدي، وتأثيرها وآثارها الجانبية.

يمكن أن يرتبط علاج سرطان الثدي بالإجهاد البدني والعقلي. ومن الأمثلة النمطية على الإجهاد البدني:  

• تحديد الحركة 
• تراكم السوائل (الوذمة اللمفية) في الذراع على الجانب الذي أجريت فيه الجراحة
• الخوف أو اللامبالاة.  

لذلك، فإن إعادة التأهيل بعد علاج سرطان الثدي تتضمن العديد من العروض المختلفة. وتتراوح هذه العروض من التمارين الحركية وعلاجات الوذمات اللمفاوية إلى المشورة الغذائية وتمارين الاسترخاء. 

ما الذي يتم فحصه أثناء الرعاية اللاحقة؟ 

في إطار الرعاية اللاحقة، يقوم الأطباء بفحص دوري بعد إعادة التأهيل لمعرفة ما إذا كانت هناك أي آثار جانبية قد ظهرت ويجدر معالجتها.  

كما يقومون بإجراء فحص على فترات منتظمة للتأكد مما إذا كان الثدي المصاب والثدي الآخر لا يزالان خاليين من السرطان. وهذا الأمر مهم لكي يمكن تحديد وعلاج تكرار الإصابة الموضعية المحتمل في مرحلة مبكرة. 

يعمل الأطباء من مختلف التخصصات سويًا بشكل وثيق في علاج سرطان الثدي. ويمكن للمستشفيات التي لديها خبرة كبيرة في علاج مريضات سرطان الثدي تأكيد ذلك بموجب منح شهادة. وتتحقق جمعية السرطان الألمانية بانتظام من الامتثال لبعض المتطلبات الفنية.  

يمكنك العثور على عناوين المراكز المعتمدة على موقع OncoMAP الإلكتروني.

يتمتع الاتحاد الألماني العائلي لسرطان الثدي والمبيض بخبرة خاصة في رعاية و/أو علاج الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي والمبيض.

ويقدم الاتحاد على موقعه الإلكتروني لمحة عامة عن المراكز العائلية لسرطان الثدي والمبيض في ألمانيا. إلى الموقع

هل لديك المزيد من الأسئلة حول التعامل مع المرض في الحياة اليومية وحول خيارات الدعم الأخرى؟ يمكنك العثور على معلومات حول هذا الموضوع على الموقع الإلكتروني الخاص بخدمة معلومات السرطان التابعة للمركز الألماني لأبحاث السرطان.

إذا كانت لديك أي أسئلة حول سرطان الثدي، فيمكنك أيضًا الاتصال بخدمة معلومات السرطان شخصيًا: على رقم الهاتف المجاني 40 30 420 - 0800 أو عن طريق البريد الإلكتروني إلى krebsinformationsdienst@dkfz.de.