داء العطايف

داء العطائف عبارة عن مرض إسهال معدٍ يحدث بسبب الطعام الملوث. وعادة ما يختفي الإسهال من تلقاء نفسه في غضون أيام قليلة. ومع ذلك، فقد يفقد الجسم السوائل والأملاح بصورة تهدد الحياة بسرعة في حالة الرضع والأطفال الصغار وكبار السن. في بعض الأحيان، تحدث تبعات طويلة الأمد، مثل التهاب المفاصل أو علامات الشلل.

وتحدث العدوى عادةً بسبب الأطعمة ذات الأصل الحيواني الملوثة بالجراثيم المعوية. ومن أكثر مصادر العدوى شيوعًا لحم الدجاج والحليب الخام. ويساعد الالتزام الصارم بقواعد النظافة الصحية في الوقاية من المرض.

تظهر الأعراض الأولى بعد حوالي يومين إلى 5 أيام من الإصابة بالبكتيريا. في بعض الأحيان، تظهر بعض الأعراض العامة مثل الحمى والصداع وآلام الجسم قبل 12 إلى 24 ساعة من حدوث الإسهال.

والأعراض النمطية هي: 

• آلام في البطن وتشنجات
• إسهال عجيني إلى إسهال مائي، وأحيانًا يكون الإسهال دمويًا
• الغثيان والقيء 

يستمر المرض حوالي أسبوع، وأحيانًا يستمر لفترةٍ أطول. ولدى الكثيرين، لا تظهر أي أعراض على الرغم من الإصابة.

كامبيلوبكتر عبارة عن بكتيريا منتشرة عالميًا وتعتبر سببًا شائعًا لأمراض الإسهال. وأهم صورها هي العطيفة الصائمية والعطيفة القولونية. وتعيش هذه الأنواع في أمعاء الحيوانات. وعلى الرغم من أنها لا تستطيع التكاثر على الطعام، إلا أنها تستطيع البقاء عليه لبعض الوقت، وتبقى قادرةً على نقل العدوى. حتى في درجات حرارة الأقل من صفر، كما هو الحال في المُجمّد، لا تموت هذه البكتيريا.

الطريقة الأكثر شيوعًا للإصابة بالعدوى تكون عن طريق الطعام الملوث بجزيئات البراز الصغيرة. ويحدث ذلك غالبًا عند ذبح الحيوانات أو حلبها. ويشمل ذلك لحوم الدجاج ولحوم الدواجن الأخرى واللحوم النيئة أو غير المسخنة بشكل كافٍ والنقانق النيئة والحليب الخام ومنتجات الألبان النيئة بشكل خاص. ومن الممكن أن يكون براز الحيوانات الأليفة ومياه الآبار والمياه في بحيرات الاستحمام معدية أيضًا. 

في ألمانيا، تحدث حوالي 60,000 إلى 70,000 حالة إسهال مرضية كل عام بسبب عدوى كامبيلوبكتر. وتوجد بكتيريا كامبيلوبكتر في جميع أنحاء العالم. ويشيع انتشار الأمراض في ألمانيا وأوروبا، خاصة في فصل الشتاء الدافئ. ويصاب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عامًا بشكلٍ خاص. 

من المحتمل أن يستغرق إفراز مسببات الأمراض وقتًا أطول من المعتاد. وبين المرضى ممن لم يعانوا من أمراض سابقة، يحدث المرض عادة دون أي أعراض.

والمضاعفات المحتملة لداء العطائف تشمل:  

التهاب المفاصل التفاعلي 

بعد أيام قليلة إلى أسابيع من الإصابة بالعدوى البكتيرية، قد يحدث التهاب المفاصل، حيث يُهاجم جهاز المناعة في الجسم الغضاريف والعظام. لا يعرف سبب حدوث ذلك على وجه اليقين. ومع ذلك، فإن بعض الأشخاص لديهم استعداد للإصابة بمثل هذا الالتهاب في المفاصل. وعادة ما يشفى ذلك بعد حوالي 6 أشهر من العلاج المضاد للالتهابات. 

متلازمة غيلان باريه

قد يحدث الشلل وخلل الاضطرابات الحسية بعد الإصابة، ويبدأ في اليدين والقدمين وينتقل إلى جذع الجسم. وغالبًا ما تصاب عضلات الجهاز التنفسي أيضًا. ويبدو أن رد الفعل المضلل لجهاز المناعة في الجسم يسبب هذا المرض العصبي.

متلازمة القولون العصبي ومرض الأمعاء الالتهابي المزمن

يعتقد الأطباء أنه من الممكن أن يؤدي الإسهال الناتج عن داء العطائف إلى متلازمة القولون العصبي أو مرض التهاب الأمعاء المزمن.

هناك العديد من التدابير الوقائية لحماية نفسك والآخرين من أمراض الإسهال المنقولة عن طريق الطعام: 

تدابير النظافة الصحية العامة

لتجنب الإصابة بالبكتيريا المعوية، يجب غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون ثم تجفيفهما بقطعة قماش نظيفة في الحالات التالية:

• بعد كل استخدام للمرحاض
• قبل تناول الطعام
• قبل تحضير الطعام 
• بعد العمل مع الأطعمة النيئة مباشرة 
• بعد تغيير الحفاضات 
• بعد التخلص من براز الحيوانات الأليفة 

الأطعمة النيئة ذات الأصل الحيواني

تشمل هذه الأطعمة، مثلاً، الحليب الخام ومنتجات الألبان الخام وأنواع النقانق النيئة مثل النقانق المدخنة واللحوم النيئة أو غير المطهوة جيدًا من أي نوع.

• ويجب على الرضع والأطفال الصغار والحوامل وكبار السن ومن يعانون من ضعف جهاز المناعة الامتناع عن تناول الأطعمة النيئة ذات الأصل الحيواني. 
• يجب غلي الحليب الخام "لبن المزرعة" أو "الحليب المعالج مسبقًا" قبل التناول. 

النظافة الصحية في المطبخ

• قم بغسل الطعام دائمًا قبل تناوله أو تحضيره.
• قم دائمًا بطهي اللحوم جيدًا، وخاصة الدواجن.
• تخلص فورًا من المياه الناجمة عن ذوبان اللحوم المجمدة ونظف الأدوات وأسطح العمل التي لمستها هذه المياه.
• لا تغسل لحوم الدواجن قبل الطهي حتى لا تنتشر مسببات الأمراض في المطبخ عن طريق رذاذ المياه.
• نظف أسطح ومعدات العمل باستخدام سائل غسيل وماء دافئ بعد كل خطوة عمل. 
• استخدم أدوات مطبخ منفصلة للأطعمة النيئة والمطبوخة. 
• استبدل فرش غسل الصحون وإسفنجات غسل الصحون بانتظام. اغسل مناشف الأرضيات ومناشف المطبخ عند درجة حرارة لا تقل عن 60 درجة.

يمكنك العثور على إجابات للأسئلة المتداولة حول الحماية من العدوى المنقولة بالطعام مع بكتيريا العطيفة على الموقع الإلكتروني الخاص بالمعهد الاتحادي لتقييم المخاطر.

زيارة المرافق الجماعية

لا يُسمح للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات والذين يعانون من مرض إسهال معدٍ بزيارة المرافق الجماعية، مثل المدارس أو رياض الأطفال. يجب على الآباء إبلاغ المرفق الجماعي عن المرض. إذا لم تظهر أي أعراض على الأطفال لمدة 48 ساعة، فيمكنهم العودة إلى المرفق الجماعي بعد التقييم الطبي. ولا يلزم في ذلك الصدد تقديم شهادة مكتوبة.

العمل في شركات المواد الغذائية أو مؤسسات تقديم الطعام

لا يُسمح للمصابين بالإسهال المعدي بالعمل مؤقتًا في أي مكان يتعاملون فيه مع الطعام أو الأطباق. قد يكون براز المرضى مُعديًا لفترة طويلة. ومن ثمّ، يمكن للمصابين العودة مرة أخرى إلى العمل بعد أن تهدأ الأعراض، ولكن يجب عليهم الالتزام بالنظافة الصحية لليدين بشكل صارم لمدة 4 أسابيع.

علاج المخالطين

طالما لم تظهر أي أعراض لدى المخالطين، مثل الإسهال أو القيء، فلا يلزم اتخاذ تدابير خاصة.

أثناء الإسهال الحاد، يمكن للأطباء رصد البكتيريا مباشرة في عينة براز جديدة في المختبر أو قد يظهر تكاثرها في مزرعة للبكتيريا. فبهذه الطريقة، من الممكن أيضًا التحقق فورًا من المضادات الحيوية التي قد تكون البكتيريا مقاومة لها، أي غير حساسة تجاهها. لكي تتراكم البكتيريا، يجب ألا يستغرق نقل عينة البراز إلى المختبر وقتًا طويلاً.

كقاعدة عامة، حتى في حالة الإسهال الشديد، يكفي التأكد من تناول كمية كافية من السوائل والملح وكذلك الطعام سهل الهضم. عادة ما يشفى داء العطائف من تلقاء نفسه. إذا كان الإسهال شديدًا للغاية واستمر لأكثر من يومين إلى ثلاثة أيام، فقد يلزم تلقي العلاج في المستشفى. لا يصف الأطباء المضادات الحيوية إلا في بعض الحالات الاستثنائية.