الجرب

الجرب مرض جلدي معدٍ يحدث بسبب العث. حيث تحفر أنثى العث الطبقة العليا من الجلد وتضع بيضها وإفرازاتها فيها. مما يؤدي إلى رد فعل الأكزيما. من الأعراض النمطية في حالة الجرب الشعور بالحكة الشديدة التي يمكن ملاحظتها خصوصًا في فترات الليل.

المصطلح الطبي للجرب هو العُرة، حيث إنه مشتق من الكلمة اللاتينية "scabere"، والتي تعني "الحكة". يمكن علاج الجرب بشكل فعال باستخدام الأدوية: عادة ما يتم دهان ما يسمى بمبيد الجرب على الجلد، والذي يكون في شكل كريم أو مرهم.

في المتوسط، يستغرق الأمر بين 2 إلى 5 أسابيع قبل حدوث رد فعل الأكزيما المثير للحكة بعد الإصابة الأولية بالقارمة الجربية. ومع ذلك، فيمكن للمصاب أن ينقل العدوى للآخرين حتى قبل ظهور الأعراض. في حالة ظهور العدوى بشكلٍ متكرر، تظهر الأعراض بعد أيام قليلة، لأن الجسم يكون واعيًا لمسبب المرض - أي يعرف الطفيليات بالفعل - وبالتالي يتفاعل بسرعة أكبر مع رد الفعل المناعي.

من الأعراض النمطية للجرب وجود حكة شديدة تصيب أحيانًا الجسم كله وتزداد أثناء الليل بسبب دفء الفراش. وتكون الحكة مصحوبة بطفح جلدي يتسم بوجود عقيدات وبثور صغيرة. الأكزيما المسببة للحكة عبارة عن رد فعل مناعي يحدث بسبب تفشي عث الجرب.

يمكن التعرف على قنوات عث الجرب مبدئيًا على أنها بثور رفيعة غير منتظمة (مناطق مرتفعة) توجد على الجلد، ويصل طولها إلى سنتيمتر واحد ولها شكل منحنٍ يُشبه الفاصلة. من غير السهل دائمًا رصدها بالعين المجردة، فلا يمكن رؤية العث نفسه إلا تحت المجهر أو باستخدام بعض النظارات المكبرة الخاصة (منظار الجلد).

غالبًا ما توجد القنوات:

• بين أصابع اليدين والقدمين
• على الكاحلين والمعصمين والمرفقين
• على القضيب
• في الإبطين وحلمات الثدي وسرة البطن
• في منطقة الفخذ والأرداف

في بعض الحالات النادرة، خاصة بين الرضع والأطفال الصغار، قد يصاب أيضًا شعر الرأس والوجه وراحة اليد والقدم.

حتى من يعانون من ضعف جهاز المناعة غالبًا ما يصابون بنوع مُعدٍ من الجرب، والذي يسبب احمرارًا متقشرًا واسع النطاق وظهور قشور قوية على الجلد. ويُشار هنا بشكلٍ خاص إلى الجرب القشري (الجرب اللحائي). الحكة التي قد تكون نمطية لا تظهر أحيانًا في هذا الشكل من المرض. بسبب تكاثر العث، فإن ملامسة الجلد لفترة وجيزة أو حتى الاتصال بالأشياء التي يستخدمها المصاب تنقل العدوى.

ينتقل الجرب بشكل رئيسي من خلال التلامس المباشر للجلد. ونظرًا لأن عث الجرب يتحرك ببطء شديد، فيلزم توفر اتصال مستمر وعلى مساحة كبيرة لمدة 5 إلى 10 دقائق على الأقل، مثلاً عند اللعب أو الاحتضان أو النوم في نفس الفراش. من ناحية أخرى، فمجرد مصافحة الأيدي أو العناق القصير لا يؤدي عادة إلى الإصابة بالعدوى.

ويستثنى من ذلك الجرب القشري، الذي يستوطن فيه جلد المريض آلاف أو حتى ملايين طفيليات عث الجرب. وهنا، في ظل ظروف معينة، يكفي ملامسة الجلد أو الاتصال بخلايا الجلد المنفصلة عن الجسم لفترة وجيزة للإصابة بالعدوى.

وإلى جانب عث الجرب، والذي يظهر بشكلٍ خاص بين البشر، توجد أنواع أخرى من العث التي تصيب الحيوانات الأليفة. يشار إلى أمراض العث بين الحيوانات باسم الديمودكس (جرب الحيوانات).

على الرغم من انتشار العث الحيواني في بعض الأحيان إلى البشر، إلا أنه يموت سريعًا على جلد الإنسان دون أن يتكاثر عليه. تهيج الجلد الذي يُسببه أحيانًا ("الجرب الزائف") يختفي من تلقاء نفسه بعد وقتٍ قصير.

يحدث الجرب في جميع أنحاء العالم وفي كافة الفئات العمرية. ومع ذلك، فغالبًا ما يصاب الأطفال بشكل خاص، وكذلك الأشخاص النشطون جنسيًا ممن يُغيرون شركاء العلاقة الجنسية باستمرار. كبار السن أو الأشخاص ممن يتعاطون أدوية تضعف جهاز المناعة معرضون للإصابة بالجرب شديد العدوى.

قد يحدث تفشي الجرب أيضًا في المرافق الجماعية، مثل رياض الأطفال أو دور كبار السن أو دور الرعاية أو المستشفيات أو ملاجئ المشردين أو السجون.

ومع ذلك، فلا توجد أرقام موثوقة حول مدى انتشار هذا العث في ألمانيا بشكل عام، لأنه لا يوجد إلزام شامل بالإبلاغ عن هذا المرض. ومع ذلك، يعتبر الجرب أحد أكثر الأمراض المعدية شيوعًا ومن المرجح أن يصيب عدة آلاف من الأشخاص في بلدنا كل عام. ويتناول ذلك عدة دراسات، من بينها دراسة أجراها معهد روبرت كوخ حول الإصابة بالمرض في عام 2016. قد يختلف معدل انتشار المرض من منطقةٍ لأخرى على المدى الطويل.

غالبًا ما ينتقل عث الجرب إلى أشخاص آخرين دون ملاحظته قبل ظهور المرض. في مثل هذه الحالات، يكون من الصعب الوقاية من العدوى.

من ناحية أخرى، إذا تم بالفعل تشخيص المرض لدى المريض، فيجب فحص المخالطين عن كثب ويجب علاجهم جميعًا في نفس الوقت إن أمكن. إذا تعذر تجنب الاتصال الجسدي مع المرضى، على سبيل المثال عند رعاية الأقارب، فقد يُوفر ارتداء الملابس ذات الأكمام الطويلة والقفازات التي تستخدم لمرة واحدة الحماية اللازمة.

لكيلا ينتشر العث عن طريق المتعلقات في المنزل الجماعي، فيجب غسل ملابس ومناشف المصاب يوميًا بدرجة حرارة لا تقل عن 50 درجة، ويجب تجديد فرش الأسرّة وتنظيف الأثاث المنجد باستخدام مكنسة كهربائية قوية.

يمكن أيضًا حفظ الأشياء المتسخة في أكياس بلاستيكية محكمة الغلق لمدة 3 أيام على الأقل عند درجة 21، على سبيل المثال بالقرب من المدفأة، أو تجميدها لمدة ساعتين عند درجة 25 تحت الصفر. فذلك قد يقتل عث الجرب.

لا يُسمح للمصابين بالجرب أو المشتبه في إصابتهم بالجرب بزيارة المرافق الجماعية أو العمل فيها، مثل المدارس أو رياض الأطفال حتى يتم الانتهاء من العلاج.

يمكن للأطباء أو أطباء الأمراض الجلدية ذوي الخبرة التعرف على مرض الجرب في الكثير من الأحيان بناءً على الأعراض النمطية والفحص البدني وتأكيد التشخيص عن طريق رصد وجود العث في جزيئات الجلد التي يتم فحصها تحت المجهر أو باستخدام الفحص المجهري الضوئي المنعكس (منظار الجلد). لا يلزم إجراء الاختبارات المعملية لتشخيص الجرب.

يمكن علاج الجرب عادةً بصورةٍ جيدة بالأدوية التي تُدهن موضعياً على الجلد. وعادة ما تستخدم المادة الفعالة بيرميثرين في ذلك الصدد. وبدلاً من ذلك، يمكن أيضًا استخدام دواء كروتاميتون، مثلاً. من الممكن أيضًا تناول بعض الأقراص التي تحتوي على المادة الفعالة إيفيرمكتين في بعض الحالات المرضية.

بعد العلاج الشامل لمرة واحدة بالبيرميثرين - على سبيل المثال عن طريق دهان مرهم طوال الليل - أو بعد 24 ساعة من تناول إيفيرمكتين، لن يكون المريض معديًا في المعتاد. لا يُسمح باستخدام إيفيرمكتين بين الحوامل أو الأطفال الصغار.

بعد العلاج، يقل الشعور بالحكة في غضون أسبوع إلى أسبوعين.

ومع ذلك، يلزم تلقي العلاج بشكلٍ متكرر وتجنب المخالطة المطولة غير المحمية بالمرضى في حالة الجرب القشري الشديد.