السرمية الدودية (داء السرميات)

السرمية الدودية تُسبب أحد أكثر أمراض الديدان شيوعًا بين البشر. ويُصاب بها الأطفال بشكل خاص.

الطفيليات الصغيرة ذات اللون البيج المائل إلى الأبيض تستقر في الأمعاء البشرية. ويبلغ طول الإناث حوالي بوصة واحدة، بينما يكون طول الذكور أقل.

تنتقل السرمية الدودية عن طريق ابتلاع بيض الدودة الذي يمكن أن يوجد في اليدين أو الألعاب أو الطعام، على سبيل المثال. إذا لمس الطفل الأشياء التي التصق بها بيض الدودة، ثم وضع أصابعه في فمه، فينتقل البيض من هناك إلى الأمعاء.

ويساعد غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون في منع العدوى - خاصة بعد الذهاب إلى المرحاض وقبل تناول الطعام.

في معظم الأحيان، لا يمكن ملاحظة السرمية الدودية. إذا تسببت الديدان في الشعور ببعض الأعراض، فإن أكثرها شيوعًا يكون الحكة في منطقة الشرج. ويحدث ذلك بشكل رئيسي في فترات الليل ويمكن أن يؤدي إلى اضطرابات النوم.

يمكن أن تؤدي كثرة الديدان في الأمعاء أحيانًا إلى آلام في البطن وغثيان وقيء.

يمكن أن يسبب الخدش حدوث إصابات جلدية صغيرة حول فتحة الشرج، والتي تكون نقطة دخول للبكتيريا ويمكن أن تسبب التهابًا.

ومن النادر جدًا أن تهاجر الديدان عند الفتيات من فتحة الشرج عبر الجلد إلى المهبل وتسبب الالتهاب هناك.

يصاب البشر بالسرمية الدودية عن طريق ابتلاع بيض الدودة عن طريق الخطأ. وقد يحدث ذلك عندما تلمس الأشياء التي التصق بها بيض الدودة، ثم تضع يدك على فمك، أو عندما يضع الأطفال بيض الدودة الكائن على الألعاب أو الأقلام في أفواههم.

بعد فترة وجيزة من دخول بيض الدودة إلى المعدة، تفقس يرقات الدودة وتهاجر إلى الأمعاء الدقيقة. هناك تنمو اليرقات وتتحول إلى ديدان. توجد الديدان البالغة بشكل رئيسي في الأمعاء الغليظة. ويموت الذكور بعد فترة وجيزة من إخصاب الإناث، ويمكن للإناث أن تعيش حتى 100 يوم. وتهاجر من فتحة الشرج لتضع بيضها، خاصة في فترات الليل. وتسبب حركات الديدان الشعور بالحكة.

وجديرٌ بالذكر أن البيض لزج ويلتصق بثنيات الجلد في فتحة الشرج. وبسبب الخدش، يبقى بيض الدودة على اليدين وتحت الأظافر. فإذا لمس الطفل الأشياء بعد ذلك، يمكن أن ينشر بيض الديدان ويصيب الآخرين. عند وضع الأصابع في الفم، يمكنها أن تحدث الإصابة بالعدوى مرة أخرى.

يصاب العديد من الأطفال بالعدوى عندما يكونون في رياض الأطفال أو المدرسة الابتدائية. ويمكن أن ينتقل بيض الدودة من خلال الاتصال الوثيق مع الأطفال الآخرين ومن خلال اللمس ووضع الألعاب في الفم.

عدم غسل يديك قبل الأكل وبعد استخدام المرحاض يزيد من احتمالية انتشار المرض. كما أن قضم أظافرك يزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى.

إذا كان أحد أفراد الأسرة مصابًا بالديدان، فمن السهل أيضًا إصابة بقية أفراد الأسرة بالعدوى.

في أوروبا الغربية، يعاني حوالي 20 بالمائة من أطفال المدارس الابتدائية ورياض الأطفال من السرمية الدودية. هذا النوع من الديدان هو الأكثر شيوعًا. وتظهر عدوى الديدان بشكل أقل تواترًا لدى الأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن عامين، والأطفال الأكبر سنًا من سن 14 عامًا والبالغين.

تعتبر الأعراض، مثل الحكة في منطقة الشرج، مؤشرًا نمطيًا للإصابة بالسرمية الدودية.

وفي بعض الأحيان، يمكن رؤية الديدان الصغيرة في الملابس الداخلية، أو في ملابس النوم، أو على ملاءات الأسرة أو في طيات الجلد في فتحة الشرج. ومع ذلك، لا توجد الديدان دائمًا ولا يمكن رؤية بيض الدودة بالعين المجردة.

في حالة الاشتباه في الإصابة بالديدان، يوصى بتلقي المشورة الطبية.

الشرائط اللاصقة التي يمكن ضغطها على الجلد في منطقة الشرج مناسبة تمامًا للكشف عن بيض الديدان - ويفضل أن يكون ذلك في الصباح قبل الغسيل وقبل الذهاب إلى المرحاض. حيث يتم لصق الشرائط اللاصقة على قطعة زجاج ويقوم الطبيب بفحص الشرائط تحت المجهر. يمكن رؤية البيض تحت المجهر.

إذا لم يتم علاج السرمية الدودية، يمكن للطفل دائمًا أن "يصيب نفسه بالعدوى" مرارًا وتكرارًا. لهذا السبب، لا تختفي الديدان عادة من تلقاء نفسها. ومع ذلك، فهناك أدوية تقتل الديدان في الأمعاء وتسمح بانحسار العدوى.

يمكن تناولها كأقراص أو مستعلق؛ وعادة يمكن تحملها جيدًا. يحدث أحيانًا إسهال مؤقت أو صداع أو ألم في البطن.

لمنع الإصابة بالعدوى مرة أخرى، يتم تكرار العلاج بعد أسبوعين وبعد 4 أسابيع. لأنه يمكن بسهولة أن يُصيب الطفل نفسه بالعدوى مرة أخرى، حيث غالبًا يبقى بعض البيض المعدي في البيئة المحيطة.

وتساعد تدابير النظافة الصحية البسيطة على منع الإصابة بالعدوى مرة أخرى وزيادة انتشار الديدان. ويندرج ضمن ذلك:

• قص الأظافر وتجنب قضم الأظافر
• غسل اليدين كثيرًا
• الاغتسال أو الاستحمام كل يوم
• عدم حك منطقة الشرج
• تغيير الملابس الداخلية يومياً
• غسل البيجامات ومفارش الأسرة بانتظام

إذا استمرت عدوى السرمية الدودية على الرغم من العلاج، فقد يكون من الضروري علاج جميع أفراد الأسرة أيضًا.