كسر عظم الترقوة

الترقوة تمثل الوصلة العظمية بين عظم الصدر ولوح الكتف. وهي منحنية على شكل حرف S وغالبًا ما تنكسر في الثلث الأوسط. ويشير الأطباء أيضًا إلى كسر الترقوة بانكسار عظم الترقوة.

غالبًا ما يحدث كسر عظم الترقوة بسبب السقوط على الكتف. وبين الشباب، يحدث ذلك غالبًا في الحوادث الرياضية أو حوادث المرور.

حوالي 3 بالمائة من جميع العظام المكسورة تكون في الترقوة - خاصة بين الأطفال والشباب وكبار السن.

إذا تسبب الكسر في إزاحة العظام بشكل كبير أو إذا أصيبت الأوعية والأعصاب أيضًا، فعادةً ما يلزم التدخل الجراحي.

يمكن تثبيت الكسور غير المعقدة برفع الذراع. وفي المعتاد، يمكن تحريك الذراع المصاب مرة أخرى في وقتٍ قريب دون ألم، ولكن الأمر قد يستغرق من 6 إلى 12 أسبوعًا حتى تلتئم العظام تمامًا.

العلامات النمطية لكسر عظم الترقوة في الثلث الأوسط من العظم تشمل:

• أصوات طقطقة أو التصدع في لحظة وقوع الحادث
• ألم موضعي يزداد مع تحريك الذراع
• تورم مرئي على العظام
• تشوه واضح لموضع العظام
• إذا كان هناك كسر في وصلة عظم الصدر، فقد تندفع الترقوة أمام عظم الصدر وتصبح مرئية بشكلٍ متحدب.

من الممكن أيضًا أن يتعرض عظم الترقوة للانحسار أسفل عظم الصدر، ولا يمكن الشعور به نحو عظم الصدر. ويجب إجراء عملية جراحية لعلاج مثل هذا العظم المكسور بسرعة لأن الأعضاء الأساسية قد تتعرض للإصابة.

السبب الأكثر شيوعًا لكسر عظم الترقوة هو السقوط على الكتف. وغالبًا ما ينكسر عظم الترقوة بين الشباب في الرياضات أو حوادث المرور. وفي حوادث المرور، فإنه يصيب راكبي الدراجات بشكل رئيسي.

تشمل أنواع الحوادث الأقل شيوعًا الإصابة المباشرة لعظم الترقوة، كما يحدث في الرياضات التي تستلزم الاحتكاك الجسدي، أو في حالة السقوط على ذراع مفرودة.

إذا انكسر عظم الترقوة بالقرب من عظم الصدر، فغالبًا ما يكون سبب ذلك التعرض لحادث خطير. وفي هذه الحالة، غالبًا ما تكون هناك إصابات أخرى، مثل إصابة الرئتين أو الأضلاع أو العمود الفقري العنقي أو الأعضاء الأخرى.

ومن الأسباب الأخرى لكسر عظم الترقوة بالقرب من عظم الصدر، التعرض الدائم للإجهاد. ويشار إلى ذلك في هذه الحالة بما يسمى بالكسر بسبب الإجهاد. وقد يحدث ذلك نتيجة للتدريب الرياضي المكثف، وخاصة في رياضة التجديف أو الجمباز.

خاصة بين كبار السن المصابين بفقدان العظام (هشاشة العظام)، فحتى حالات السقوط البسيطة قد تؤدي إلى كسر العظام. ويزداد الخطر أيضًا في حالة أمراض الأورام أو العلاج الإشعاعي.

عادةً ما تلتئم كسور عظم الترقوة غير المعقدة جيدًا، حيث يمكن إعادة مزاولة التمارين الحركية مجددًا في وقتٍ قريب. كقاعدة عامة، يلتئم العظم بعد 6 إلى 12 أسبوعًا، وبين الأطفال يلتئم بعد 3 إلى 6 أسابيع. بعد التعرض لحادث خطير، غالبًا ما يكون التركيز منصبًا على تبعات الإصابات الأخرى.

إذا تمت إراحة الذراع لفترة طويلة، فقد يحدث هزال في العضلات وتصلب في المفاصل. ويعتبر ذلك هو السبب في أهمية بدء التمارين الحركية في مرحلة مبكرة بعد بحسب توجيهات المُعالج الطبيعي.

غالبًا ما يتكون ما يسمى بالفصال الكاذب (المفصل الكاذب) بعد كسر عظمة الترقوة. حيث لا يندمج العظم عند نهايات الكسور سويًا بطريقة مستقرة، ولكن يحدث فقط وصلة من نوع الغضروف الليفي. ولا يؤدي ذلك غالبًا إلى الشعور بالألم أو الاضطرابات الوظيفية. ومع ذلك، إذا تسبب الفصال الكاذب في تقصير عظم الترقوة أو التسبب في الشعور بالألم، فقد يُساعد الخضوع لعملية جراحية.

يمكن أن يحدث أيضًا سنام عظمي في موقع الكسر. وعادة ما يتراجع هذا التحدب بين الأطفال، ولكن بين البالغين، قد يبقى مرئيًا أيضًا لأن عظم الترقوة يوجد مباشرة تحت الجلد. إذا تكونت النتوءات العظمية بعمق، فإنها تضغط أحيانًا على الأعصاب وتسبب الشعور بالألم.

في حالة كسور عظم الترقوة بالقرب من موضع الاتصال بالكتف، فمن الممكن أن تظهر علامات التآكل المؤلمة بعد سنوات.

يقوم الأطباء أولاً بإجراء فحص بدني وتحسس موقع الكسر المشتبه به. ونظرًا لأن عظم الترقوة قريبًا جدًا من الجلد، فغالبًا ما تتضح تشوهات العظام من الخارج.

يتم إجراء التصوير بالأشعة السينية لاتخاذ قرار العلاج المناسب. وتوضح الأشعة السينية:

• البقعة الدقيقة التي انكسر فيها العظم
• ما إذا كانت نهايات الكسور مزاحة ومدى شدتها
• ما إذا تم تقصير عظم الترقوة بسبب الكسر
• ما إذا كان العظم انكسر إلى عدة قطع

إذا كان الحادث مرتبطًا بالتعرض لقوة مفرطة، فقد يتبع ذلك المزيد من الفحوصات، مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير بالموجات فوق الصوتية أو الفحوصات العصبية. حيث تتيح هذه الإجراءات الكشف عن الإصابات في الأنسجة المحيطة أو في العظام المجاورة.

بعد الإصابة مباشرة، يُساعد التبريد في تخفيف حدة الألم والتورم. ويمكن القيام بذلك عن طريق وضع الكمادات الباردة أو الثلج كل 1 إلى 3 ساعات لمدة 20 إلى 30 دقيقة. ويمكن أيضًا تناول المسكنات لفترة قصيرة.

حتى يتمكن العظم المكسور من الالتئام، يتم تخديره - أي معالجته بالحفاظ عليه - أو إجراء عملية جراحية له. وتتوفر الخيارات التالية:

• العلاج المحافظ: تثبيت الذراع في حمالة للذراع أو بضمادة على الظهر. وفي ذلك الصدد، تستخدم عروات من الكتف إلى الكتف تمر عبر الظهر.
• الجراحة: تثبيت العظام بواسطة شريحة ومسامير أو عن طريق جبيرة داخلية في تجويف النخاع العظمي.

بحسب نوع الإصابة، قد تكون هناك أسباب هامة أو مفيدة لإجراء الجراحة لعلاج كسر عظم الترقوة. ويندرج إلى ذلك:

• إصابة الأوعية الدموية أو الأعصاب أو الجلد أو العظام المجاورة.
• تعذر تثبيت الكسر بشكل كافٍ من الخارج.
• تواجد الكسر بالقرب من المفصل.
• إزاحة نهايات العظام بشدة.
• إذا أدى الكسر إلى تقصير العظم أو كسره إلى عدة قطع.

عند إجراء عملية جراحية، فيجب النظر أيضًا إلى الوظيفة أو الرياضة التي يمارسها المصاب. قبل العملية الجراحية، يجب موازنة المزايا والعيوب بعناية مع الطبيب.

مزايا الجراحة

• غالبًا ما يكون الوقت حتى يُمكن استخدام الذراع بالكامل مرة أخرى أقصر مقارنة بالعلاج دون الخضوع لجراحة.
• وهناك فرصة أقل في عدم شفاء العظم وأن يتكون فصال كاذب. ومع ذلك، فإن الفصال الكاذب في الترقوة لا يسبب أي مشاكل في الكثير من الأحيان.
• وبعض الدراسات أوضحت أن الكتف كان أكثر قدرة على الحركة بعد الجراحة. ومع ذلك، كانت الاختلافات في كسور عظام الترقوة المعالجة دون جراحة صغيرة جدًا.
• ونظرًا لعدم وجود تحدب عظمي يتكون عادة على العظام بعد العملية، فغالبًا ما تكون النتيجة التجميلية أفضل.

عيوب العملية

• قد تصاب الجروح الناجمة عن الجراحة بالعدوى.
• وتتكون الندبات في منطقة الجراحة.
• وأثناء العملية، من الممكن أن تصاب الأوعية الدموية والأعصاب.
• وقد تقع حوادث التخدير بسبب أي مخدر.
• وقد لا تكون النتيجة التجميلية أو الوظيفية كما هو متوقع على الرغم من الخضوع للعملية.
• يجب إزالة الزرعات المعدنية، مثل الشرائح، في عملية جراحية ثانية بعد عام تقريبًا. بعد ذلك، لا يمكن التحميل على الذراع بالكامل لبعض الوقت.

لمنع الضرر الدائم الناجم عن ضعف العضلات وتيبس المفاصل، يجب البدء في الأنشطة الحركية في مرحلة مبكرة بعد كسر عظم الترقوة. من المهم تحريك مفصل الرسغ والكوع لعدة مرات في اليوم. ومع استخدام ضمادة الظهر، فيُسمح أيضًا بالأنشطة الخفيفة التي لا تسبب الألم.

حيث يفحص الأطباء على فترات منتظمة كيف يمكن تحريك الكتف بصورة غير مؤلمة. إذا لم تعد الذراع ثابتة، يمكن لأخصائيي العلاج الطبيعي إرشادك إلى تمارين محددة للحركة واستعادة القوة. عادة ما يمكن تحريك الكتف كما كان الوضع قبل 6 إلى 12 أسبوعًا بعد الحادث.

حتى لو لم يعد هناك أي ألم مع الحركة الحرة، فيجب تجنب الرياضات الاحتكاكية والأنشطة الشاقة لمدة 4 أسابيع أخرى؛ وتكفي فترة 2 إلى 3 أسابيع بين الأطفال. بالنسبة للرياضات التي تضغط على الكتفين، فيلزم الحصول على راحة لمدة 3 إلى 6 أشهر بعد الحادث. بعد ذلك فقط يمكن البدء في التدريب مرة أخرى.