تشوهات خلقية بالحاجز القلبي

تشوهات الحاجز القلبي هي عيوب في القلب تؤثر على الحاجز القلبي. في بعض الأحيان تحدث عيوب الحاجز القلبي مصحوبةً بتشوهات قلبية خطيرة أخرى. 

يتكون قلب الإنسان من نصفين، وفي كل منهما أذين وبطين. يفصل الحاجز القلبي بين هذين النصفين بحيث لا تختلط دورة الدم الغني بالأكسجين مع نظيرتها التي بها دم قليل الأكسجين.

ما تشوهات الحاجز القلبي الموجودة؟

تشمل التشوهات الخلقية للحاجز القلبي ما يلي:

• عيب في الحاجز البطيني: في هذه الحالة، يوجد ثقب في الحاجز القلبي الذي يقسم كلا بطينيّ القلب.
• عيب في الحاجز الأذيني: في هذه الحالة، لا يكون الحاجز بين كلا أذينيّ القلب مغلقًا تمامًا.
• عيب في الحاجز الأذيني البطيني: يشمل ذلك مزيجًا من العيبين المذكورين أعلاه، وفيه تتشوه صمامات القلب أيضًا.

ما متوسط العمر المتوقع للأطفال المصابين بعيب في الحاجز القلبي؟ 

الأطفال، الذين يُعانون من عيوب الحاجز البطيني وعيوب الحاجز الأذيني وتم سد ثقوب القلب لديهم في الوقت المناسب، يتمتعون بمتوسط عمر متوقع طبيعي ويعيشون دون أي إعاقة تقريبًا. يمكن الآن للأشخاص الذين يعانون من عيب في الحاجز الأذيني البطيني وخضعوا للعلاج أن يعيشوا حتى سن الشيخوخة. 

قد تختلف الأعراض والعلامات اعتمادًا على نوع وشدة وشكل تشوه الحاجز القلبي. إذا كان الثقب الموجود في جدار القلب صغيرًا، فغالبًا لن تظهر أي أعراض على الرضع.

بين 75 بالمائة من الأطفال ممن يعانون من عيب صغير في الحاجز البطيني، ينغلق الثقب الموجود في عضلة الحاجز القلبي من تلقاء نفسه خلال أول عامين من الحياة.

وعادةً ما تظهر على الأطفال ممن يعانون من عيب كبير في الحاجز البطيني علامات ضعف القلب بين عمر 3 و4 أسابيع. ويندرج ضمن ذلك:

• التنفس السريع وضيق التنفس
• اضطراب النمو - يرضع الأطفال بشكل سيئ ويكتسبون الوزن بقدرٍ منخفض للغاية 
• النبض المتسارع 
• الشحوب 
• ضجيج التنفس والالتهابات في الرئة  

في حالة وجود عيب في الحاجز الأذيني، قد ينغلق الثقب من تلقاء نفسه خلال السنوات القليلة الأولى من العمر، وغالبًا لا يُسبب ذلك أي أعراض. غالبًا لا يلاحظ الأطباء هذا العيب إلا في سن رياض الأطفال أو سن المدرسة. قد يكون الأطفال أقل مرونةً مقارنةً بالأطفال الآخرين من نفس عمرهم.

وقد تظهر علامات قصور القلب أيضًا في حالة وجود عيب الحاجز الأذيني البطيني، حيث يتأثر حاجز الأذين والبطين.

وبالإضافة إلى ذلك، بعض الأطفال ممن لديهم ثقب في القلب يصابون بالزرقة: مما يعني أن الشفاه والأظافر والجلد والأغشية المخاطية تتحول إلى اللون الأرجواني إلى الأزرق بسبب نقص الأكسجين في الدم.

إذا كان هناك تشوه في الحاجز القلبي، فيعني ذلك أن الحاجز القلبي لم ينمُ بشكل صحيح لدى الجنين أثناء الحمل. وعادة ما تبقى أسباب ذلك غير واضحة.

وغالبًا ما يحدث عيب الحاجز الأذيني البطيني مع أمراض مرتبطة بأخطاء في التركيب الجيني.

وغالبية الأطفال الذين لديهم عيب الحاجز الأذيني البطيني يعانون أيضًا من متلازمة داون.

وعلى نقيض ذلك، يعاني حوالي نصف الأطفال المصابين بمتلازمة داون من عيب خلقي في القلب، وعادةً ما يكون عيب الحاجز الأذيني البطيني.

في حالات نادرة للغاية، توجد طفرة جينية محددة يمكن توريثها بين العائلات، وتكون سبب عيب الحاجز الأذيني أو عيب الحاجز الأذيني البطيني. 

يولد حوالي واحد بالمائة من جميع حديثي الولادة مصابين بعيب في القلب. ومنهم:

• 50 بالمائة منهم لديهم عيب في الحاجز البطيني 
• 17 بالمائة لديهم عيب في الحاجز الأذيني 
• ويعاني حوالي 3 بالمائة من عيب الحاجز الأذيني البطيني  

غالبًا ما يمر عيب الحاجز البطيني الصغير، أي ثقب الحاجز القلبي، دون ملاحظته ويمكن أن ينغلق من تلقاء نفسه خلال السنوات القليلة الأولى من العمر.  

ومع ذلك، في حالة وجود ثقب كبير نسبيًا، تزداد قدرة ضخ القلب للدم وتصبح أكبر فيما بعد. وفي ظل ظروف معينة، قد يزداد الضغط داخل الأوعية الرئوية أيضًا. إذا كانت الأوعية الرئوية مجهدة للغاية، يتطور الضغط المرتفع في الرئتين، مما يتسبب في تدفق الدم في الاتجاه المعاكس من خلال الثقب في الحاجز القلبي.

إذا لم يُعالج عيب الحاجز البطيني الكبير، فقد يموت الشخص. بفضل الطب الحديث، يعيش معظم المصابين بعيب الحاجز البطيني في ألمانيا دون قيود بعد العلاج.

في حالة عيب الحاجز الأذيني البطيني، يوجد أيضًا خطر تعرض القلب لإجهاد زائد وحدوث ارتفاع في الضغط داخل الرئة. قد يحدث ذلك في السنة الأولى من العمر.

يتغير لون الجلد والأغشية المخاطية عند بعض الأطفال لأن الدم لا يحمل كمية كافية من الأكسجين. وقد يعانون أيضًا من مشكلات في التنفس.

إذا بقى التشوه دون علاج، فسيصبح متوسط العمر المتوقع أقصر بشكل كبير.

ويمكن أيضًا أن ينغلق ثقب الحاجز الأذيني مجددًا في السنوات القليلة الأولى من العمر ولن يكون لذلك أي تبعات صحية. ومع ذلك، إذا كان الثقب أكبر وبقى مفتوحًا، فسيتعين على القلب والرئتين العمل بجهد أكبر من المعتاد.

وقد تكون النتيجة انخفاض الأداء وعدم انتظام نبضات القلب وزيادة خطر الإصابة بالجلطات. 

بدءًا من أسبوع الحمل السادس عشر إلى الثامن عشر وبشكلٍ مثالي بين الأسبوع التاسع عشر والثاني والعشرين - يمكن رصد بعض مشكلات القلب في إطار رعاية الحمل.

التشخيص السابق للولادة

يستخدم الأطباء تخطيط صدى القلب للجنين ("إيكو") للكشف المبكر عن عيوب القلب. ويدور الأمر في ذلك الصدد حول فحص خاص بالموجات فوق الصوتية عالي الدقة يمكن استخدامه لتقييم وظيفة قلب الجنين وتدفق الدم في القلب والأوعية المحيطة به.

واعتمادًا على نوع وشكل عيب القلب، يمكن أيضًا قياس تدفق الدم بين الأم والطفل باستخدام تصوير دوبلر الملون بالموجات فوق الصوتية. مما يعني أن الأطباء يمكنهم أيضًا تحديد بعض العيوب الأصغر.

التشخيص بعد الولادة

بالإضافة إلى "تخطيط صدى القلب"، فإن الاستماع إلى القلب (التشخيص بالسمع) مهم في التشخيص بعد الولادة.

خلال السنة الأولى من العمر، يمكن أيضًا إجراء فحص باستخدام قسطرة القلب للتخطيط بشكل أفضل لتوقيت العملية لإغلاق الثقب. حيث يدفع الطبيب أنبوبًا بلاستيكيًا مرنًا ودقيقًا عبر أحد الأوعية الدموية وصولًا إلى القلب.  

لا تتطلب عيوب الحاجز البطيني أو الأذيني الصغيرة بالضرورة تلقي أي علاج أو الخضوع لجراحة؛ لأنها غالبًا ما تنغلق من تلقاء نفسها.

عادةً ما تُجرى عملية جراحية للأطفال ممن يعانون من عيب في الحاجز الأذيني البطيني وثقب كبير في الحاجز البطيني في سن الطفولة.

أثناء العملية الجراحية، يتم سد الثقب الموجود في الحاجز القلبي باستخدام رقعة وإعادة ترتيب الصمامات المشوهة في حالة وجود عيب في الحاجز الأذيني البطيني.

إذا كان لدى الأطفال أعراض لقصور القلب، فقد تُخفف الأدوية من حدة الأعراض.

يقوم الأطباء أيضًا بسد ثقوب الحاجز الأذيني الكبيرة أو التي تسبب أعراضًا. وتوجد طرق مختلفة للقيام بذلك. ومن هذه الطرق، إغلاق الحاجز الأذيني باستخدام قسطرة القلب. 

إذا تم إجراء عملية جراحية لعلاج عيب الحاجز البطيني أو الأذيني، فمن المهم إجراء فحوصات متابعة منتظمة في عيادة أمراض القلب للأطفال.

وسبب ذلك أنه، حتى بعد التدخل الجراحي الناجح، يوجد خطر طويل الأمد للإصابة بعدم انتظام ضربات القلب وحدوث تسريب من صمامات القلب. 

لتقديم أفضل رعاية ممكنة للأطفال الذين يعانون من خلل في القلب - حتى بعد الخضوع لعملية جراحية - من المهم إشراك جميع أفراد الأسرة. ويحدث ذلك في إطار عملية إعادة التأهيل الموجهة للأسرة.

وفي ذلك الصدد، يدور الأمر بشكل خاص حول ما يلي:

• ضمان نجاح العلاج
• تحسين الأداء البدني للطفل
• تعزيز الحالة النفسية

يهدف البرنامج أيضًا إلى رصد الضغوط التي يعاني منها الآباء والأشقاء في مرحلة مبكرة وتقديم المساعدة المناسبة.

تُجرى إعادة التأهيل الموجهة نحو الأسرة في مراكز متخصصة وهي مخصصة للأطفال والشباب الذين تقل أعمارهم عن 17 عامًا ويعانون من أمراض في القلب.

للمشاركة في هذا الإجراء، يجب استيفاء شروط أخرى. يرجى استشارة طبيب قلب الأطفال الخاص بك للحصول على المشورة بشأن هذا الأمر. 

مجموعات المساعدة الذاتية لآباء وأمهات الأطفال المصابين بأمراض في القلب يمكنهم الحصول على المعلومات والمشورة وكذلك تبادل الخبرات الشخصية.  

وعلى الموقع الإلكتروني لمركز الاتصال والمعلومات الوطني لتشجيع ودعم مجموعات المساعدة الذاتية (NAKOS)، ستجد عروضًا للمساعدة الذاتية المناسبة في قاعدة البيانات. 

يوفر موقع herzklick.de – وهو موقع تديره الرابطة الاتحادية لمرضى القلب للأطفال ج.م. – معلومات حول الأمور التي تساعد من يعانون من خلل في القلب في تدبر شؤون الحياة والحياة اليومية. 

يمكنك العثور على المزيد من المعلومات حول الرعاية الطبية لمن يعانون من عيوب خلقية في القلب وعروض المشورة على الموقع الإلكتروني للرابطة الاتحادية للأطفال المصابين بأمراض القلب ج.م. وعلى الموقع الإلكتروني لمؤسسة القلب الألمانية ج.م.