داء البورليات

يمكن لأي شخص يقضي الوقت في المناطق الخضراء أن يتعرض للدغة من حشرة قراد. في بعض الأحيان، تنقل هذه الحشرات بعض الأمراض، مثل داء البورليات. داء البورليات مرض معدٍ يحدث بسبب البكتيريا. ويُشار أيضًا إلى داء البلوريات المرتبط بداء لايم أو مرض لايم.

في حالة داء البورليات، يصبح الجلد القريب من موقع اللدغة ملتهبًا. في التطور اللاحق للمرض، يمكن للبكتيريا المسماة البورلية أن تهاجم المفاصل والأعضاء المختلفة. ومع ذلك، في معظم الحالات، لا تسبب العدوى أعراضًا شديدة.

عادة ما تُسبب لدغة القراد الحكة والاحمرار في موقع اللدغة - وهذا رد فعل التهابي طبيعي ولا علاقة له بداء البورليات.

ومع ذلك، إذا ظهرت بقعة حمراء لها حواف محددة في الجلد في موقع اللدغة بعد أيام أو أسابيع قليلة من اللدغة، فقد يكون ذلك علامة على الإصابة بداء البورليات. تعتبر البقعة التي تنتشر بشكل حلقي والتي يصل قطرها إلى أكثر من خمس سنتيمترات من الأعراض النمطية. ويشار إليه أيضًا باسم "احمرار لدغة القراد".

بالإضافة إلى ذلك، قد تظهر أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا مثل الحمى والصداع والإرهاق وآلام العضلات في غضون ستة أسابيع بعد لدغة القراد. قد تشير هذه الأعراض أيضًا إلى داء البورليات، حتى لو لم يكن هناك احمرار متنقل.

إذا ظهرت أعراض الأنفلونزا بعد أسبوع إلى أسبوعين فحسب، فقد يكون سببها هو التهاب الدماغ المحمول القراد (TBE) أيضًا - إلا أن ذلك نادر الحدوث.

متلازمة ما بعد مرض لايم و"مرض لايم المزمن" - ما معنى ذلك؟

بعد شهور أو سنوات من لدغة القراد، يلاحظ البعض مشاكل في العضلات والمفاصل، أو إرهاق شديد، أو مشاكل في الذاكرة. ويعتبر بعض المصابين وبعض الأطباء هذه الأعراض نتيجة متأخرة لعدوى البورليات. ويشار إلى المرض أحيانًا باسم متلازمة ما بعد لايم أو مرض لايم المزمن - حتى لو لم يكن هذا التشخيص معترفًا به عالميًا.

في بعض الأحيان، ترجع هذه الأعراض أيضًا إلى داء البلوريات إذا لم يتم رصد لدغة القراد ولم يوفر اختبار الدم كذلك أدلة مقابلة. ومن ثم، فمن غير المحتمل أن تكون الأعراض مرتبطة بالفعل بعدوى البورليات، لأن مثل هذه الأعراض قد تظهر أيضًا عند الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى.

يعتمد ما إذا كانت لدغة القراد تُسبب الإصابة بداء البورليات في المقام الأول على 

• مدة بقاء حشرة القراد على الجلد، وكذلك
• عمرها وحجمها.

من المرجح أن يكون القراد الكبير مصابًا بالبورليات مقارنةً بحشرات القراد الصغيرة، حيث تكون الحشرة أكبر سنًا وعادة ما تكون قد لدغت المزيد من المضيفات.

البورليات منتشرة في كل مكان في ألمانيا. ومع ذلك، فإن معدل حشرات القراد المصابة بها يختلف اختلافًا كبيرًا من منطقةٍ لأخرى.

ولكن، حتى من يتعرضوا للدغات القراد المصاب بالعدوى لا يصابون بالضرورة بداء البورليات. تعيش البورليات في أمعاء القراد. وفي حالة العدوى، تنتقل البكتيريا فقط بعد امتصاص القراد للدم لفترة طويلة.

ويمكن لأي شخص يفحص جسده بحثًا عن القراد فورًا بعد قضاء الوقت في الهواء الطلق وإزالة الحشرة في غضون 24 ساعة أن يقي نفسه من داء البورليات.

تشير التقديرات إلى أن حوالي شخص من بين كل 100 شخص يصاب بداء البورليات بعد لدغة القراد. وفي ألمانيا، يصاب حوالي 3 من بين كل 10,000 شخص بالمرض كل عام.

يعتمد خطر لدغات القراد، من بين أمور أخرى، على المنطقة المعنية، والسلوك المُتبع في الطبيعة.

ومن يرغب في حماية نفسه، يمكنه ارتداء أحذية مغلقة عند التواجد في مناطق العشب الطويل أو الشجيرات، على سبيل المثال. ويوصى أيضًا بارتداء الملابس التي تغطي أكبر قدر ممكن من الجسم، مثل السراويل الطويلة والقمصان ذات الأكمام الطويلة. فهذا يجعل من الصعب على القراد أن يستقر على الجلد.

وقد تكون الملابس ذات الألوان الفاتحة مفيدة أيضًا، حيث يكون من السهل رصد حشرة القراد عليها مقارنة بالملابس الداكنة.

قبل أن يلدغ القراد الجلد، فإن الحشرة تزحف على الجسم أحيانًا لساعات. ويمكن لأي شخص يفحص جسمه بحثًا عن القراد بعد قضاء فترة قصيرة في الغابات أو الحدائق، وإزالة الحشرة أن يمنع التعرض للدغ، وبالتالي يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بداء البورليات.

غالبًا ما ينسى الأطفال هذه الإجراءات، ويجب تذكيرهم بها. يجب أن يحصل كل من الأطفال والبالغين على المساعدة أثناء الفحص - خاصة في المواضع التي يصعب على المرء فحصها بمفرده.

يجب على أي شخص تعرض للدغة من إحدى حشرات القراد أن يلاحظ ما إذا كانت هناك أعراض تشير إلى وجود مرض. عندئذٍ، يلزم زيارة الطبيب.

يمكن اكتشاف داء البورليات بالفعل عن طريق الفحص الجسدي عند تكوّن بقعة جلدية نمطية. من المهم إبلاغ الطبيب عن التعرض للدغة القراد.

إذا لم يكن الفحص البدني كافيًا، فيمكن فحص الدم بحثًا عن البورليات.

يُعالج داء البورليات بالمضادات الحيوية لمدة أسبوعين إلى ثلاث أسابيع بحسب الأعراض. عادة ما يشفى المرض دون عواقب. ومع ذلك، فقد يكون العلاج الأولي بالمضادات الحيوية غير فعال بالقدر الكافي. عندئذٍ قد يلزم التبديل إلى نوع مضاد حيوي آخر.

ويمكن أيضًا أن تهدأ أعراض داء البورليات من تلقاء نفسها دون استخدام المضادات الحيوية. ولكن، عندئذٍ، قد يكون تطور المرض الحاد أكثر تواترًا.

ما التبعات المحتملة؟

إذا انتشر مُسبب المرض في الجسم، يحدث ألم حارق في البداية في موقع اللدغة.

يُصاب حوالي 3 من كل 100 شخص بداء البورليات العصبية. حيث تصيب البكتيريا الدماغ والأعصاب. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض الشلل (غالبًا في الوجه) أو التهاب الأعصاب المؤلم أو التهاب السحايا (الحمى الشوكية).

يُصاب حوالي اثنين من بين كل 100 شخص بالتهاب المفاصل المصاحب لداء لايم من شهور إلى سنوات بعد الإصابة. يحدث ذلك عندما تُصيب بكتيريا البورليات المفاصل. مما يؤدي إلى التهاب المفاصل المؤلم وتورمها.

من العواقب نادرة الحدوث للغاية الالتهاب المزمن في الجلد ومشاكل القلب.

ويمكن علاج كل من داء البلوريات العصبي والتهاب المفاصل بشكل فعال بالمضادات الحيوية وعادة لا يكون لهما آثار طويلة المدى.

بمجرد أن تخترق حشرة القراد الجلد، فمن المهم إزالتها في أسرع وقت ممكن.

ويوجد لذلك وسائل مساعدة خاصة:

• ملقط القراد (أداة إزالة القراد)
• بطاقة القراد
• خطاف القراد

فهذه الأدوات مصممة بحيث يمكن الإبعاد بين القراد والجلد دون الضغط على حشرة القراد. ومثل هذه الوسائل متوفرة في الصيدليات، على سبيل المثال.

ويمكن أيضًا استخدام الملقاط العادي إذا كانت أطرافه مائلة إلى الداخل.

من ناحية أخرى، إذا تقاربت أطراف الملقط بشكل مسطح، فيتم الضغط على حشرة القراد تلقائيًا عند الإمساك بها. ويجب تجنب ذلك لأن الضغط هو الذي قد يدفع مسببات الأمراض للخروج من القراد وانتقالها إلى الجسم.

يمكنك العثور على المزيد من المعلومات التفصيلية حول كيفية إزالة حشرة القراد على الموقع gesundheitsinformation.de.

تقدم مجموعات المساعدة الذاتية للأشخاص المصابين بداء البلوريات وذويهم إمكانية للحصول على المعلومات والمشورة وتبادل الخبرات الشخصية.

وعلى الموقع الإلكتروني لمركز الاتصال والمعلومات الوطني لتشجيع ودعم مجموعات المساعدة الذاتية (NAKOS)، ستجد عروضًا للمساعدة الذاتية المناسبة في قاعدة البيانات.