التهاب السحايا (الحمى الشوكية)
رموز التصنيف الدولي للأمراض: A87 B05.1 B26.1 B37.5 G00 G01 G02 G03 G04 ما المقصود برموز تشخيص الأمراض ICD؟
الحمى الشوكية عبارة عن التهاب يصيب السحايا. إذا كانت البكتيريا، مثل المكورات السحائية أو المكورات الرئوية أو الليستريا هي سبب المرض، فيمكن أن يُصبح المرض مهددًا للحياة بسرعة. إذا كانت هناك أسباب أخرى هي سبب الالتهاب، فعادة ما يكون تطور المرض أكثر اعتدالًا.
نظرة سريعة
- غالبًا ما تكون العدوى الفيروسية هي سبب الحمى الشوكية.
- وفي حالة ضعف المناعة، قد تؤدي العدوى الفطرية أيضًا إلى الإصابة بالحمى الشوكية.
- وقد تكون الحمى الشوكية البكتيرية خطيرة جدًا وحتى قاتلة.
- الأعراض الرئيسية للحمى الشوكية هي الحمى والصداع وتيبس الرقبة.
- في حالة الاشتباه في الإصابة بالحمى الشوكية، يجب قصد المستشفى على الفور. وينطبق ذلك بشكل خاص على الأطفال وكبار السن.
- يمكن تلقي تطعيم ضد العديد من مسببات مرض الحمى الشوكية.
إرشاد: المعلومات الواردة في هذا المقال لا يمكن ولا يجب أن تحل محل زيارة الطبيب ولا يجوز استخدامها للتشخيص الذاتي أو العلاج الذاتي.

ما الحمى الشوكية؟
الحمى الشوكية عبارة عن التهاب يصيب السحايا. والسحايا هي الأغطية التي تحيط بالدماغ والحبل الشوكي.
في بعض الأحيان لا تلتهب السحايا وحدها، بل يلتهب الدماغ أيضًا. وعندئذٍ يشار إلى التهاب السحايا والدماغ.
قد تحدث الحمى الشوكية بسبب البكتيريا والفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى. والأسباب المحتملة الأخرى تشمل مشكلات جهاز المناعة (رد فعل مناعي ذاتي) أو أمراض السرطان أو الآثار الجانبية للأدوية.
تشمل الشكاوى النمطية الحمى والصداع وتيبس الرقبة واضطراب الوعي. وغالبًا ما يظهر المرضى في صورة ذهول أو ارتباك.
من المهم أن تعرف: قد يكون التهاب السحايا البكتيري مهددًا للحياة بسرعة لأنه ينتشر عادةً إلى الدماغ (التهاب السحايا والدماغ). لذلك ينبغي علاجه في المستشفى في أقرب وقت ممكن. الأشكال الأخرى غالبًا ما تكون أكثر اعتدالًا.
ما أعراض الحمى الشوكية؟
تعتمد أعراض التهاب السحايا على سبب المرض والعمر وجهاز مناعة المريض.
والأعراض النمطية تشمل:
- الحمى
- تيبس الرقبة
- الصداع
غالبًا ما تظهر أعراض عامة، مثل:
- الحساسية للضوء
- الغثيان والقيء
- الإسهال
قد تكون التغيرات الجلدية مؤشرًا مهمًا على مسبب المرض. حيث يحدث نزيف الجلد (النمش الدموي) في حالة المكورات السحائية؛ تكوّن حويصلات في حالة المكورات الرئوية.
قد تؤدي الحمى الشوكية إلى زيادة الضغط داخل تجويف الجمجمة. المقصود بتجويف الجمجمة هو التجويف الذي تشكله عظام الجمجمة المحيطة بالدماغ. وقد تؤدي زيادة الضغط فيه إلى اضطرابات الوعي وفشل بعض الأعصاب (الأعصاب القحفية) ونوبات الصرع.
عادة ما تكون أعراض الحمى الشوكية أقل وضوحًا بين حديثي الولادة والأطفال الصغار. فقد تظهر في صورة ارتفاع درجة حرارة الجسم أو انخفاضها. قد يُشير بروز اليافوخ للخارج - المناطق الناعمة بين عظام الجمجمة - إلى وجود التهاب. الأطفال المرضى يأكلون ويشربون بقدرٍ أقل. وقد يشعرون بالاضطراب ولا يكونون قادرين على تهدئة أنفسهم. وقد يبدو عليهم النعاس بشكل ملحوظ أيضًا.
بين كبار السن، قد يكون الارتباك أو فقدان الوعي من الأعراض الرئيسية للحمى الشوكية.
ما أسباب الحمى الشوكية؟
عادة ما تحدث الحمى الشوكية بسبب مسببات الأمراض.
فمن النادر وجود مسببات أخرى، مثل السرطان أو أمراض المناعة الذاتية أو تناول الأدوية، مثل مسكنات الألم المضادة للالتهابات أو بعض المضادات الحيوية.
غالبًا ما تسبب الفيروسات الحمى الشوكية. ويندرج إلى ذلك، على سبيل المثال:
- الفيروسات المعوية: فهي مثلاً من مسببات مرض اليد والقدم والفم.
- الفيروسات البيكورناوية: تسبب التهابات الجهاز التنفسي والالتهابات المعدية في الجهاز الهضمي.
- فيروسات إبشتاين بار: مسبب مرض حمى فايفر الغدية
- فيروس الهربس البسيط: مسبب هربس الشفاة والهربس التناسلي
- الفيروس النطاقي الحماقي: مسبب جدري الماء والقوباء المنطقية
- سارس-كوفيد-2: مسبب مرض كوفيد-19
- الفيروسة المنقولة بالمفصليَّات: تشمل الفيروسات التي تنتقل عن طريق البعوض أو القراد.
- فيروسات الانفلونزا والحصبة والنكاف
أحيانًا تكون العدوى البكتيرية هي السبب. تشمل أكثر مسببات الأمراض البكتيرية شيوعًا ما يلي:
- المكورات الرئوية
- المكورات السحائية
- المكورات العقدية من الفئة ب
- الانفلونزا المستدمية
- الليستيريا
- بين حديثي الولادة: البكتيريا المعوية، الإشريكية القولونية
مسببات المرض الأقل شيوعًا تشمل العدوى بالمكورات العنقودية أو بكتيريا السل أو البورليات.
يحدث التهاب السحايا الناجم عن العدوى بالفطريات، مثل فطيرات الخميرة أو العفن، في المقام الأول بين من يعانون من ضعف جهاز المناعة، مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز.
والتهاب السحايا الذي يحدث بسبب العدوى بالطفيليات، مثلًا بالديدان أو الطفيليات الأخرى نادر الحدوث في هذه البلاد.
كيف تصل مسببات الأمراض إلى السحايا؟
تنتقل العديد من مسببات الأمراض عن طريق عدوى الرذاذ - أي عند التحدث أو السعال أو العطس. وتحدث العدوى عندما يتم تنفس هذه القطرات التي تحتوي على مسبب المرض.
وعادة ما تستقر مسببات الأمراض أولاً في أجزاء أخرى من الجسم. ثم تصل إلى السحايا عبر طرق مختلفة. على سبيل المثال، غالبًا ما تستعمر البكتيريا الأغشية المخاطية للأنف والحلق، وتخترق الأوعية الدموية وتصل إلى السحايا عبر مجرى الدم.
في حالة حدوث الالتهاب في محيط السحايا، مثل الأذن الوسطى أو الجيوب الأنفية، فقد ينتشر المرض مباشرةً إلى السائل الشوكي والسحايا. يستخدم الأطباء مصطلح السائل الدماغي الشوكي للإشارة إلى السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي. يمكن للفيروسات أيضًا أن تنتقل على طول الأعصاب وصولاً إلى السحايا.
تحدث الإصابة ببعض الفيروسات، مثل التهاب الدماغ المحمول بالقراد أو فيروس غرب النيل، عن طريق لدغات القراد أو البعوض. وقد تدخل الفيروسات مجرى الدم عن طريق لدغة القراد أو البعوض ومن هناك تصل إلى السحايا.
متى تزداد مخاطر الإصابة بالتهاب السحايا؟
الرضع والأطفال الصغار وكبار السن معرضون بشكل خاص للإصابة بالحمى الشوكية.
بالإضافة إلى العمر، هناك عوامل خطر أخرى للإصابة بالتهاب السحايا. ويندرج تحت ذلك جملة أشياء، من بينها:
- الأمراض الأساسية المزمنة، مثل مرض السكري
- نقص المناعة بسبب بعض الأمراض، مثل فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز أو استخدام الأدوية التي تضعف جهاز المناعة، مثلًا بعد زراعة الأعضاء
- الإفراط في شرب الكحول
- إزالة الطحال جراحيًا أو الولادة دون الطحال
- التهاب الأذن الوسطى أو التهاب الجيوب الأنفية
- التهاب صمام القلب الناجم عن البكتيريا
ما مدى تواتر الإصابة بالحمى الشوكية؟
في الأغلب تسبب الفيروسات الإصابة بالحمى الشوكية: يُصاب ما يصل إلى 20 من كل 100,000 شخص في ألمانيا بالحمى الشوكية الفيروسية كل عام. ويحدث حوالي نصف حالات الحمى الشوكية بسبب الفيروسات المعوية.
في ألمانيا، يُصاب أقل من شخص من كل 100,000 شخص بالتهاب السحايا البكتيري كل عام. وأكثر مسببات الأمراض البكتيرية شيوعًا هي المكورات الرئوية والمكورات السحائية. تحدث عدوى المكورات السحائية بشكلٍ خاص بين الرضع والأطفال ممن يبلغ عمرهم عام واحد.
عادةً ما تكون ذروة الإصابات بسبب المكورات السحائية في البلدان ذات المناخ المعتدل، مثل ألمانيا، في بداية العام.
من المفيد أن تعرف: نظرًا لبرامج التطعيم، انخفض معدل الإصابة بالحمى الشوكية انخفاضًا حادًا في العقود الأخيرة.
كيف تتطور الحمى الشوكية؟
يعتمد تطور التهاب السحايا على مُسبب المرض وكذلك على عمر المريض وجهاز مناعته.
وعادة ما يمر الالتهاب الناجم عن الفيروسات أو الأدوية بصورةٍ لطيفة. فعادة ما يشفى تلقائيًا في غضون 2 إلى 3 أسابيع دون أي علاج خاص.
من ناحية أخرى، قد يبدأ التهاب السحايا البكتيري بشكل مفاجئ جدًا في بعض الأحيان، ويتفاقم بسرعة ويؤدي إلى الوفاة سريعًا. كما يمكن أن يرتبط أيضًا بمضاعفات خطيرة أخرى للعدوى البكتيرية، مثل تسمم الدم (الإنتان)، مما يؤدي إلى حدوث أضرار جسيمة في الدماغ، مثلًا بسبب زيادة الضغط داخل الجمجمة.
بعد التطور الحاد للمرض، قد يستمر الضرر الناتج، مثل تضرر وظائف الدماغ والأعصاب الفردية أو فقدان السمع أو اضطرابات التفكير. الاضطرابات السلوكية والحركية، وكذلك نوبات التشنج، من العواقب المحتملة على المدى الطويل.
كيف يمكن الوقاية من الحمى الشوكية؟
توجد تطعيمات ضد بعض مسببات الحمى الشوكية التي تمنع الإصابة بالتهاب السحايا. ويندرج إلى ذلك التطعيمات ضد المكورات الرئوية، والمستدمية النزلية، والمكورات السحائية، والحصبة، والنكاف، وجدري الماء. في ألمانيا، تعتبر هذه التطعيمات جزءًا من التطعيمات التي تستهدف حماية الطفل والتي أوصت بها اللجنة الدائمة للتطعيم (STIKO).
قد تحدث الحمى الشوكية المرتبطة بالمكورات السحائية بسبب العدوى بسلالات بكتيرية مختلفة (الزمرة المصلية). بالنسبة للأطفال، يوصى بالتطعيم ضد السحايا من الزمرة المصلية B بدءًا من عمر شهرين. ويوصى بالتطعيم ضد السحايا من الزمرة المصلية C في بداية السنة الثانية من العمر. يتوفر تطعيم ضد الزمرة المصلية A وW وY للمعرضين لخطر متزايد للإصابة بالمرض.
يجب على المخالطين عن كثب للمصابين بالحمى الشوكية بسبب المكورات السحائية تناول المضادات الحيوية كإجراء وقائي.
كيف يتم التطعيم؟
في الفيديو التالي، ستعرف كيف يتم التطعيم.
يوجد مقطع الفيديو والمزيد من مقاطع الفيديو على اليوتيوب
مشاهدة الآنتسري تعليمات حماية البيانات المعلنة هناك.
كيف يقوم الأطباء بتشخيص الحمى الشوكية؟
من المهم تشخيص المرض في أسرع وقت ممكن لمنع التطور الخطير للحمى الشوكية.
نظرًا لوجود العديد من الأسباب المختلفة، يحاول الأطباء تضييق نطاق مسببات المرض المحتملة من خلال طرح أسئلة محددة. ويشمل ذلك أسئلة حول:
- الظروف المعيشية: مثلاً، ما إذا كان المصاب يعيش في سكن مشترك
- تلقي التطعيمات
- ما يشير إلى نقص المناعة بسبب مرض مزمن أو تناول دواء معين
- تناول الكحول
- الحياة الجنسية
- الاتصال مع الحيوانات
- السفر والعمليات الجراحية في الفترة الأخيرة
وعادة ما يتبع ذلك سحب عينة من الدم. في الكثير من الأحيان، يمكن رصد الالتهاب، وفي حالة البكتيريا، يمكن رصد مسبب المرض في الدم.
العامل الحاسم في التشخيص هو رصد الالتهاب وفي كثير من الأحيان أيضًا مسبب المرض في السائل النخاعي الشوكي (السائل النخاعي). ويستخدم البزل القطني لهذا الغرض. حيث يتم سحب عينة من السائل النخاعي الشوكي من القناة الشوكية الموجودة في أسفل الظهر باستخدام إبرة خاصة. السائل الدماغي الشوكي هو السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي. في حالة وجود اضطراب في الوعي، يجب على الطبيب استبعاد احتمال زيادة الضغط داخل الجمجمة باستخدام التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للدماغ قبل البزل القطني. في حالة ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، يكون إجراء البزل القطني خطيرًا.
اعتمادًا على تطور المرض، قد يلزم إجراء اختبارات أخرى، مثل:
- مسحات الحلق وعينات البراز
- قياس موجات الدماغ عن طريق الكشف بالرسم الكهربائي للدماغ (EEG)
- تصوير الأوعية الدماغية (تصوير الأوعية)
كيف يتم علاج الحمى الشوكية؟
يجب علاج الحمى الشوكية البكتيرية بالمضادات الحيوية الفعالة في أسرع وقت ممكن. فبخلاف ذلك، ينشأ خطر حدوث تبعات خطيرة أو حتى مميتة. يتم منح المضادات الحيوية عن طريق الوريد في المستشفى.
في حالة الاشتباه في الإصابة بالحمى الشوكية البكتيرية، يبدأ الأطباء في العلاج بالعديد من المضادات الحيوية على الفور، حتى إذا لم تكن نتائج الاختبارات المعملية متاحة بعد.
إذا كانت المكورات الرئوية هي سبب المرض، فيمكن للكورتيزون المضاد للالتهابات أن يمنع حدوث مضاعفات. يعمل الكورتيزون على تخفيف رد الفعل الالتهابي الذي يحدث نتيجة مسببات الأمراض. إذا أصيب العصب السمعي بالحمى الشوكية جراء المكورات السحائية، فقد يكون منح المريض الكورتيزون مفيدًا أيضًا.
من المهم أن تعرف: الحمى الشوكية البكتيرية حالة طوارئ غالبًا ما تستلزم العلاج في وحدة العناية المركزة.
في حالة الاشتباه في الإصابة بعدوى فيروسية ناجمة عن فيروسات الهربس، يمكن منح دواء مضاد لفيروسات الهربس كإجراء احترازي. وبمجرد استبعاد فيروسات الهربس بوصفها سبب المرض من خلال الفحوصات المعملية، يمكن إيقاف الدواء.
وإذا كان مسبب المرض معروفًا، فيجب علاجه بشكلٍ مستهدف. إذا لم يتم رصد أي بكتيريا أو فيروسات هربس، فيمكن فقط تخفيف حدة الأعراض. في معظم الأحيان، يتم منح المرضى مسكنات الألم والأدوية التي تنظم توازن السوائل في الجسم.
- Robert Koch-Institut (RKI). Epidemiologisches Bulletin. 04/2024.
- Robert Koch-Institut (RKI). Infektionsepidemiologisches Jahrbuch meldepflichtiger Krankheiten für 2022. 01.03.2023.
خضع للاختبار من قبل المؤسسة الألمانية للدماغ ج.م.
الحالة: