الهربس النطاقي

الهربس النطاقي هو أكثر الأمراض الجلدية الحادة شيوعًا. من المهم رصد المرض وعلاجه مبكرًا. بين 80 بالمائة من المرضى، يظهر المرض أولاً في صورة ألم شديد. وفي وقت لاحق، عادةً ما يظهر طفح جلدي يشبه البثور في موقع الألم، والذي قد ينتشر مثل الحزام. من الأعراض الأساسية أن تظهر الأعراض دائمًا على أحد جانبي الجسم فحسب. أي أنها لا تنتشر أبدًا خارج خط منتصف الجسم.

بشكلٍ أساسيّ، قد يحدث الهربس النطاقي في أي مكان من الجسم. وغالبًا ما يظهر على الصدر أو الجذع. وفي المعتاد، تصاب منطقة معينة فحسب من الجسم.

يحدث الهربس النطاقي بسبب إعادة تنشيط فيروس الحماق النطاقي "الكامن" في الجسم. حيث تسبب هذه الفيروسات الإصابة بجدري الماء عند التعرض لها لأول مرة. لذلك، قد يتطور الهربس النطاقي لدى أي شخص سبق أن أصيب بجدري الماء.

كبار السن ومن يعانون من ضعف جهاز المناعة لديهم مخاطر متزايدة للإصابة بالهربس النطاقي.

عندما يصاب الشخص بفيروس الحماق النطاقي لأول مرة، وتتكوّن الحبوب والبثور في جميع أنحاء الجسم جراء ذلك، يُطلق على المرض جدري الماء (الحماق). قبل التوصية العامة بتلقي التطعيم ضد الحماق في عام 2004، كان معظم الأطفال حاملين للفيروس بالفعل في سن المدرسة ويعانون من جدري الماء.

وبمجرد الشفاء من جدري الماء، يستقر الفيروس في الخلايا العصبية للدماغ والحبل الشوكي. حيث يبقى فيها مدى الحياة، أي يبقى غير نشط. ومع ذلك، إذا كان هناك ضعف في جهاز المناعة - على سبيل المثال بسبب الإجهاد المفرط، أو عدم كفاية الحماية من أشعة الشمس، أو تناول بعض الأدوية، مثل الكورتيزون - فيمكن أن ينشط الفيروس مرة أخرى. وعندئذٍ، ينتقل الفيروس على طول المسالك العصبية إلى الجلد، حيث يحدث الالتهاب المؤلم والطفح الجلدي النمطي. وعندئذٍ، لا يُشار إليه بجدري الماء، بل بالهربس النطاقي.

كيف تحدث العدوى؟

لا ينتقل الهربس النطاقي بسهولة مثل جدري الماء. فقط السائل الموجود في البثور الجلدية هو المادة المعدية (ناقلة العدوى) وذلك لاحتوائه على الفيروس. يعني ذلك: يمكن لمن لم يصابوا بالجدري المائي ولم يتلقوا التطعيم ضده أن يصابوا بالعدوى إذا لامسوا هذه البثور. ولا يُصابون عندئذٍ بالهربس النطاقي، ولكن بالجدري المائي.

في المعتاد، يقتصر الطفح الجلدي على جانب واحد من الجسم، ويكون مصحوبًا بعقيدات أو بثور صغيرة حمراء اللون، ويكون معظمها على الصدر والجذع. ولكن، قد تصاب كذلك العينين والأذنين وتجويف الفم ومنطقة الأعضاء التناسلية. يقتصر الطفح الجلدي دائمًا على جانب واحد من الجسم. وفي بعض الأحيان، يسود شعور بالوخز أو الحرقة في المناطق المصابة وغالبًا ما تسبب الشعور بالألم الشديد.

قد يستمر الألم الناجم عن التهاب الأعصاب لبعض الوقت بعد شفاء الطفح الجلدي (ويسمى بألم الأعصاب التالي للهربس). في حالات نادرة، يكون الألم مستمرًا.

وفي بعض الأحيان، لا يظهر الطفح الجلدي النمطي على الإطلاق. وعندئذٍ يشير الأطباء إلى الهربس النطاقي دون ظهور بثور (النطاقي الجيبي الهربسي). وفي ذلك الصدد، لا يوجد سوى الألم النمطي، والذي لا يتجاوز خط الوسط في الجسم.

الهربس النطاقي يصيب في الغالب الأشخاص ممن تزيد أعمارهم عن 50 عامًا. 6 من بين كل 1000 شخص تزيد أعمارهم عن 50 عامًا و13 من بين كل 1000 شخص تزيد أعمارهم عن 90 عامًا يصابون بالمرض كل عام. لذلك، يزداد الخطر مع التقدم في العمر. يتأثر الأشخاص ممن يعانون من ضعف جهاز المناعة بشكل عام بصورةٍ أكثر تواترًا. إلا أن الأشخاص الأصحاء والشباب قد يصابون بالهربس النطاقي كذلك.

توصي اللجنة الدائمة للتطعيم (STIKO) التابعة لمعهد روبرت كوخ بتلقي التطعيم ضد الهربس النطاقي باستخدام فيروس ميّت لجميع من تزيد أعمارهم عن 60 عامًا ولمن تزيد أعمارهم عن 50 عامًا إذا كانوا معرضين بشكل خاص لخطر الإصابة بسبب مرض كامن. ويشمل ذلك أيضًا من يتلقون الأدوية المثبطة للمناعة.

وينطبق ذلك، مثلاً، على المرضى ممن يعانون من:

• فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز
• التهاب المفصل الروماتويدي
• الذئبة الحمامية الجهازية
• أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة، مثل التهاب القولون التقرحي
• أمراض الرئة المزمنة، مثل الانسداد الرئوي المزمن أو الربو القصبي
• الفشل الكلوي المزمن
• مرض السكري

يغطي التأمين الصحي القانوني مصروفات التطعيم لمجموعات الأشخاص المذكورين أعلاه.

ويتم منح التطعيم على جرعتين تفصل بينهما فترات لا تقل عن شهرين حتى ستة أشهر كحد أقصى. ويمنح عن طريق حقنة في العضل.

يمكنك العثور على إجابات حول الأسئلة المتداولة حول التطعيم ضد الهربس النطاقي على موقع معهد روبرت كوخ.

يمكن أيضًا العثور على معلومات حول التطعيمات الموصى بها على الموقع impfen-info.de - موقع إلكتروني آخر تابع للمركز الاتحادي للتثقيف الصحي.

إذا اشتكى المرضى من ألم شديد لا يظهر سوى من جانب واحد فقط، ولا يتجاوز خط منتصف الجسم - على سبيل المثال على مستوى الصدر - فيجب أن يفكر الطبيب دائمًا في الإصابة بالهربس النطاقي. هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع تشخيص الألم بالإصابة بأمراض أخرى، ومعالجته بشكل غير صحيح في أعقاب ذلك. يعتبر العلاج المبكر مهمًا للغاية في حالة الهربس النطاقي لمنع الألم المزمن والمضاعفات.

إذا ظهر الطفح الجلدي بالفعل، فعادة ما يُشير الطبيب إلى أنه يرجع إلى الإصابة بالهربس النطاقي من خلال مظهره وطريقة انتشاره على جانب واحد من الجسم. إذا كان هناك اشتباه في الإصابة بالهربس النطاقي دون أعراض، فيتم إجراء فحص خاص في المختبر. وينطبق ذلك، مثلاً، إذا لم يظهر الطفح الجلدي على جانب واحد من الجسم، أو إذا كان الشخص مصابًا بالهربس النطاقي من قبل.

ويمكن سحب سائل من البثور الجلدية أو عينة من الدم لإجراء الاختبارات المعملية. وبين الحوامل، يتم فحص السائل الأمنيوسي أيضًا.

قبل حدوث طفح جلدي مرئي مصحوب بعقيدات، عادة ما يكون هناك ألم شديد. وبالإضافة إلى ذلك، عادة ما تكون هناك أعراض، مثل الإجهاد والحمى الخفيفة. وتظهر التغيرات الجلدية بعد يوم أو يومين من ظهور الألم: في نفس المكان الذي يسود فيه الشعور بالألم.

تتكون عقيدات الطفح الجلدي متحولةً إلى بثور مثيرة للحكة في غضون ساعات. وبعد حوالي خمسة أيام، تنفجر البثور وتجف. قد يكون الطفح الجلدي مؤلمًا جدًا، خاصة بين البالغين. وقد يستمر الألم أيضًا لشهور أو حتى لسنوات، حتى بعد شفاء الطفح الجلدي. ويشير الأطباء إلى ذلك بمصطلح الألم العصبي التالي للهربس أو الألم العصبي بعد الإصابة بالهربس.

عادة ما يستغرق المرض من أسبوعين إلى أربعة أسابيع حتى يختفي. في بعض الأحيان، تبقى المناطق المصابة من الجلد أغمق قليلاً أو حتى أكثر شحوبًا من الجلد المحيط بها.

وفي الحالات الشديدة، قد تصاب الدماغ والجهاز العصبي، وكذلك الرئتين أو الكبد. مما يؤدي أحيانًا إلى تفاقم المرض بصورة تهدد الحياة. المرضى ممن يعانون من ضعف في جهاز المناعة لديهم خطر متزايد من حدوث مضاعفات ومن التعرض لمسار مرض أكثر خطورة. وبين الأطفال، يكون المرض حميدًا بشكل عام.

كل حالة إصابة بالهربس النطاقي تستلزم الحصول على علاج طبي. وينصب تركيز العلاج دائمًا على العلاج المتزامن للهربس النطاقي بالأدوية المسكنة للألم والأدوية المثبطة للفيروسات (الأدوية المضادة للفيروسات). ويمكن أيضًا تخفيف حدة الأعراض، مثل الحمى باستخدام الأدوية الخافضة للحرارة.

العلاج الدوائي باستخدام المسكنات

ألم الهربس النطاقي مجهد للغاية. والهدف من علاج الألم هو تخفيف حدته ومنع تحول الألم من أن يصبح مزمنًا. ومن ثم، ينطبق ما يلي: كلما بدأ علاج الألم مبكرًا، كان ذلك أفضل.

العلاج الدوائي بالأدوية المضادة للفيروسات

مضادات الفيروسات المذكورة موجهة إلى الفيروس مباشرة. وتستخدم الأدوية التي تحتوي على المواد النشطة أسيكلوفير، وفالاسيكلوفير، وفامسيكلوفير، وبريفودين. ويساعد اختيار الدواء المناسب على شفاء الطفح الجلدي بشكل أسرع، وتقليل وقت الشعور بالألم. ويقرر الطبيب نوع الدواء المستخدم. من المهم أن يبدأ العلاج الفعال بمضادات الفيروسات في غضون 72 ساعة.

عادةً ما يتلقى كبار السن ومن يعانون من ضعف جهاز المناعة الأدوية المثبطة للفيروس عن طريق الوريد. وعادة ما يدخلون إلى المستشفى وتتم مراقبتهم. ويقوم الأطباء أيضًا بمنح مضادات الفيروسات في حالة تطور المرض المصحوب بحدوث مضاعفات، مثل إصابة العين (هنا: أسيكلوفير) عن طريق الوريد.

العلاج بمضادات الفيروسات هو بالتأكيد خيار مطروح في حالة:

• الأشخاص ممن تزيد أعمارهم عن 50 عامًا
• الهربس النطاقي المنتشر في الرأس والرقبة
• الألم الحاد
• ضعف جهاز المناعة
• الفشل الكلوي
• المراحل الشديدة أو زيادة خطر حدوث مضاعفات

العناية بالبشرة

يوصى أيضًا بالعناية الجيدة بالبشرة في حالة الإصابة بالهربس النطاقي. فقد يساعد ذلك في تخفيف الشعور بالحكة وتجفيف البثور. فمرهم الزنك، مثلاً، مناسب لهذا. كما أن له تأثيرًا مطهرًا.

إذا تكونت البثور بالفعل، فيمكن استخدام كمادات رطبة (جافة) للتبريد. ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي يثبت جدوى ذلك.