التبرع بالأعضاء: قرار شخصيّ للغاية

ينتظر حاليًا حوالي 8400 شخص في ألمانيا الحصول على عضو من متبرع. وبالنسبة للكثيرين، فإن العضو المتبرع به سيكون منقذًا لحياتهم. الحاجة إلى الأعضاء المتبرع بها أكبر بكثير من العرض: وفقًا للمؤسسة الألمانية لزراعة الأعضاء (DSO)، ففي عام 2023، تبرع 965 شخصًا على مستوى البلاد بعدد بلغ 2800 عضو جيد بعد وفاتهم. الكلى أكثر الأعضاء التي يتم التبرع بها.

بالإضافة إلى التبرع بالأعضاء بعد الوفاة - أي التبرع بأعضاء الشخص المتوفى - فهناك التبرع بالأعضاء الحية. وفي حالة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، يتلقى الشخص الذي لديه توصية بزراعة الأعضاء لأسباب صحية عضوًا جديدًا من مُتبرع متوفى. وفي مثل هذه الحالة، يمكن استخدام الكليتين والقلب والكبد والرئتين والبنكرياس والأمعاء الدقيقة وكذلك الأنسجة المختلفة، مثل القرنية. 

في حالة التبرع بالأعضاء الحية، يتم إزالة عضو أو جزء من العضو من شخص سليم وزراعته في جسم المريض. ومع ذلك، فليست كافة الأعضاء مناسبة لهذا الإجراء - حيث يمكن زراعة كلية أو جزء من الكبد. 

ينظم قانون زراعة الأعضاء، الذي دخل حيز التنفيذ منذ عام 1997، التبرع بالأعضاء التي يُمكن التبرع بها سواء بعد الوفاة أو أثناء الحياة، وإزالتها وتوصيلها ونقلها. لمنع سوء المعاملة، يُجرم القانون تجارة الأعضاء والأنسجة.

التبرع بالأعضاء بعد الوفاة - الموافقة وتأكيد الوفاة

وينطبق حل القرار في ألمانيا. مما يعني أنه لا يمكن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة إلا بموافقة المتبرع. لذلك، فمن الضروري بشكلٍ قاطع أن يوافق على التبرع بالأعضاء أو الأنسجة خلال حياته. بدءًا من سن 16 عامًا، يحق للفرد اتخاذ مثل هذا القرار. ويمكن رفض التبرع بأعضاء من يقل عمرهم عن 14 عامًا. إذا لم يتخذ المتوفى قرارًا، فإن الأقارب يتخذون القرار بما يصب في مصلحة المتوفى المفترضة.

والشرط الأساسي المطلق لإزالة الأعضاء من المتوفى هو إثبات موت الدماغ. وللقيام بذلك، يجب على اثنين من المتخصصين تحديد الموت الكامل والنهائي للمخ والمخيخ وجذع الدماغ كلٍ على حدة، ورصد هذه النتائج. حيث يضمن ذلك عدم إزالة الأعضاء إلا عندما يكون المتبرع متوفيًا بالتأكيد ولا يمكن القيام بأي إجراء لمساعدته.

ومن أجل التبرع بالأعضاء، يجب الحفاظ على عمل نظام القلب والأوعية الدموية بشكل اصطناعي حتى إزالة الأعضاء المعنية. نظرًا لأن السكتة القلبية تحدث أولاً في معظم الوفيات، فإن عددًا قليلاً فقط من المتوفين يمكن اعتبارهم متبرعين محتملين بالأعضاء. ويختلف التبرع بالأنسجة عن ذلك قليلاً: نظرًا لأن إمداد الأنسجة بالدم يكون أقل بشكل عام من الأعضاء، فيبقى من الممكن التبرع بها حتى 72 ساعة بعد توقف نظام القلب والأوعية الدموية. والشرط الأساسي لإزالة الأنسجة هو أيضًا تحديد موت الدماغ بمعرفة اثنين من الخبراء المستقلين.

بشكل عام، لا يوجد حد أقصى لسن التبرع بالأعضاء: والعوامل الحاسمة لذلك هي الحالة الصحية للمتوفى وحالة أعضائه. كما أن هناك أيضًا عدد قليل جدًا من الأمراض التي تستبعد بالتأكيد التبرع بالأعضاء. ويندرج إليها أمراض السرطان أو الأمراض المُعدية. في حالة الأمراض الأخرى، يُقيّم الأطباء المسؤولون مدى ملاءمة زراعة الأعضاء على أساس كل حالة على حدة.

التبرع بالأعضاء الحية - حماية صحة المتبرع

يمكن أن ينطوي التبرع بالأعضاء الحية على بعض المخاطر التي يتعرض لها المتبرع السليم. لذلك، تنطبق في ذلك الصدد متطلبات صارمة. يجب أن يكون المتبرع من الأقارب المقربين - على سبيل المثال الوالدان أو الأبناء أو شركاء الحياة - أو شخص من الواضح أنه مرتبط شخصيًا ومن أقارب متلقي العضو. يجب أن يكون الشخص الذي يرغب في التبرع كامل الأهلية، وقادرًا على منح الموافقة. علاوة على ذلك، يجب أن يوافق الشخص طواعية على التبرع بعد الحصول على معلومات مستفيضة وأن يؤكد التقييم الطبي كونه متبرعًا مناسبًا. يتم تقييم طواعية الموافقة من قِبل لجنة المتبرعين الأحياء.

بعد إثبات موت الدماغ وتلقي الموافقة على التبرع دون أدنى شك، يقوم الجراحون ذوو الخبرة بإزالة الأعضاء بنفس العناية التي يتم بها إجراء عملية لشخصٍ حي. وبعد ذلك، يغلقون الجرح الناجم عن الجراحة ويُعدون المتبرع ليكون في حالة جيدة لدفنه. ويمكن للأقارب تشييع جثمان المتوفى بالصورة المرغوبة.

ويتم فحص أعضاء المتبرع بعناية وتحديد خصائص الأنسجة وفصيلة الدم للتمكن من العثور على مستقبلين مناسبين. يتم تحديد ذلك الإجراء من قبل مؤسسة زراعة الأعضاء الأوروبية "Eurotransplant". فبوصفها منظمة غير ربحية، تنسق مؤسسة زراعة الأعضاء الأوروبية "Eurotransplant" تبادل جميع أعضاء المتبرعين في شبكة تشمل ثماني دول أوروبية، بحيث يمكن رعاية جميع المرضى في قوائم الانتظار بأكبر قدر ممكن من الكفاءة والإنصاف. ويتم منح الأولوية للأشخاص المتعرضين للمواقف الحادة والمهددة للحياة عند منح الأعضاء.

وبمجرد أن تعثر المؤسسة الأوروبية لزراعة الأعضاء "Eurotransplant" على مستقبل مناسب للعضو المعني، تقوم المؤسسة بإبلاغ مركز الزراعة المختص، والذي يبدأ على الفور في إعداد المستقبل لإبقاء الوقت بين إزالة الأعضاء وزراعتها قصيرًا بقدر المستطاع، ومن ثمّ زيادة فرص النجاح.

فيما يتعلق بالاستعداد للتبرع بالأعضاء، ينطبق القرار التالي في ألمانيا: لا يُسمح بإزالة الأعضاء والأنسجة من المتوفى لغرض زراعتها إلا إذا وافق على إزالة العضو خلال حياته. ومن الناحية المثالية، يتم توثيق القرار كتابيًا.

 التوثيق الكتابي متاح:

•    في بطاقة التبرع بالأعضاء
•    في السجل المركزي للتبرع بالأعضاء
•    في وثيقة حق الحياة أو في صورة إقرار كتابي آخر 

إذا لم تكن هناك موافقة كتابية، يسأل الأطباء في المستشفى الأقارب المُقربين عن رغبة المتوفى ويطلبون منهم اتخاذ قرار نيابة عنه. ويمكن أن يكون اتخاذ مثل هذا القرار في موقف صعب عبئًا إضافيًا أو إثقالًا على أفراد الأسرة. ويمكن لملء البطاقة أو الإدراج في سجل التبرع بالأعضاء أو وصية حق الحياة أن توفر عليهم التعرض لمثل هذا العبء وتضمن معرفة رغبات الشخص المعني واحترامها.

ترسل شركات التأمين الصحي القانونية والخاصة بانتظام مواد تنويرية للمؤمن عليهم وبطاقة التبرع بالأعضاء عن طريق البريد. ونموذج البطاقة المطبوع متوفر بصيغة بطاقة السحب أيضًا في العديد من عيادات الأطباء والصيدليات والمستشفيات ومكاتب تسجيل السكان.

ويمكن أيضًا طلب بطاقة التبرع بالأعضاء مجانًا من المركز الاتحادي للتثقيف الصحي.

من الممكن أيضًا ملء البطاقة عبر الإنترنت وطباعتها.

يجب أن يكون من السهل العثور على بطاقة التبرع بالأعضاء. لذلك، من المفيد أن تحمل البطاقة معك دائمًا في مكان حفظ أوراق الهوية الشخصية. من المهم إبلاغ الأقارب بقرارك وإخبارهم بمكان حفظ البطاقة.

السجل الخاص بإقرارات التبرع بالأعضاء والأنسجة (سجل التبرع بالأعضاء) يُعد دليلًا إلكترونيًا مركزيًا يمكنك من خلاله تقديم إقرارك الشخصي رقميًا لصالح أو ضد التبرع بالأعضاء والأنسجة. يتم تخزين بياناتك بشكل آمن فيه وحمايتها من الوصول إليها من قبل أطراف ثالثة غير مصرح لهم. وفي حالة الوفاة، لن يمكن أن يصل إلى هذه الوثائق سوى طاقم المستشفى المصرح له بشكل مناسب. يتيح ذلك للموظفين معرفة ما إذا كنت ترغب في التبرع بأعضائك أو أنسجتك بعد تأكيد الوفاة. 

الإدراج تطوعيّ ومجاني. موافقتك في سجل التبرع بالأعضاء متاحة في أي وقت، ويمكنك الوصول إليها. ويمكن رفض الإدراج أو تغييره في أي وقت. 

يمكنك إدخال قرارك الشخصي سواء بالتبرع بالأعضاء والأنسجة أو عدم التبرع بها على الموقع الإلكتروني لسجل التبرع بالأعضاء. 

كيف يُقدّم سجل التبرع بالأعضاء؟

يُقدّم سجل التبرع بالأعضاء تدريجيًا بمعرفة المعهد الاتحادي للأدوية والأجهزة الطبية (BfArM). وعند التقديم، يتم التخطيط للخطوات التالية:

• منذ 18 مارس 2024، يمكنك إدخال إقرارك الشخصي عبر الإنترنت في سجل التبرع بالأعضاء. وللقيام بذلك، ستحتاج إلى وثيقة هوية يمكن إثبات الهوية منها بصورة إلكترونية، مثل بطاقة الهوية الشخصية المعنية.
• بحلول يوليو 2024، يجب أن تكون جميع المستشفيات المانحة متصلة بسجل التبرع بالأعضاء وأن تكون قادرة على الوصول إلى الموافقات المخزنة في السجل.
• اعتبارًا من صيف 2024، يجب أن يكون السجل متاحًا عبر تطبيق ملف المريض الإلكتروني (ePA) أو تطبيقات التأمين الصحي.
• واعتبارًا من 1 يناير 2025، سيتم أيضًا ربط مرافق الأنسجة بالسجل. 

كيف يمكنني توثيق قراري بشكل موثوق خلال فترة الإدراج؟

لكي يمكن مراعاة قرارك بشكل موثوق أثناء إدراج سجل التبرع بالأعضاء، يجب أيضًا توثيق قرارك في بطاقة المتبرع بالأعضاء أو في وثيقة حق الحياة.

ومن المهم أيضًا إبلاغ أقرب أقربائك دائمًا بقرار التبرع بالأعضاء أو الأنسجة.

يمكنك العثور على المزيد من المعلومات حول السجل المركزي للتبرع بالأعضاء على الموقع الإلكتروني للمركز الاتحادي للتثقيف الصحي (BZgA).

يُجيب الفريق عن الأسئلة المتعلقة بالتبرع بالأعضاء والأنسجة على هاتف معلومات التبرع بالأعضاء التابع للمركز الاتحادي للتثقيف الصحي (BZgA). يمكن الوصول إلى الموظفين من يوم الاثنين إلى الجمعة من الساعة 9 حتى الساعة 18 على الرقم المجاني 9040400 0800.