مرض الزهري

يُطلق على مرض الزهري أيضًا اسم الزهري التناسلي أو الزهري المنقول جنسيًا أو القرحة الصلبة. وهو مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي وينتشر في جميع أنحاء العالم.

إذا لم يتم علاج الزهري، فقد يتطور على ثلاث مراحل، ولكن يمكن أيضًا أن يشفى تلقائيًا. وبين هذه المراحل، فأحيانًا لا توجد أي أعراض على الإطلاق لسنوات. وقد تكون الأعراض خفيفة للغاية ولا يلاحظها جميع الأشخاص عندما يصابون بالزهري. وبهذه الطريقة، يمكن للمصابين نشر مسببات الأمراض دون إدراكهم للمرض.

يحدث مرض الزُّهري حاليًا في ألمانيا بشكل رئيسي بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال. والسبب في ذلك، من بين أمور أخرى، هو أن المثليين جنسيًا في ألمانيا يستخدمون الواقي الذكري بشكل أقل نظرًا لوجود أدوية لمنع الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).

وقد تنتقل البكتيريا اللولبية بالطرق التالية:

• من خلال الاتصال الجنسي المباشر، والتلامس المكثف مع الأغشية المخاطية
• من الجروح الجلدية الصغيرة أو الأغشية المخاطية
• لدى الحامل المصابة بالعدوى عن طريق الرحم إلى الجنين (الزهري المنقول من الحامل إلى الجنين)

وقد تنتقل مسببات الأمراض أيضًا عن طريق نقل الدم. ومع ذلك، فنظرًا للاختبار المنهجي الذي يُجرى عند التبرع بالدم، فلم يعد ذلك يحدث عمليًا.

تظهر أعراض المرض بين نصف مرضى الزهري فحسب. وإذا ترك المرض دون علاج، فقد يتطور على ثلاث مراحل مصحوبًا بأعراض مختلفة، ولكن قد يشفى المرض أيضًا تلقائيًا.  

المرحلة الأولى (مرحلة الزهري الأولى، الزهري الأولي) 

في البداية، تتكون عقيدة صغيرة تدخل منها البكتيريا إلى الجسم. وعادة ما تظهر على القضيب أو الشفرين، واعتمادًا على نوع النشاط الجنسي، فقد تظهر أيضًا في منطقة الفم أو الشرج. تنتفخ الغدد الليمفاوية المجاورة، وتتحول العقدة إلى قرحة صلبة. القرح الموجودة على الأعضاء التناسلية لا تكون مؤلمة. وتشفى المرحلة الأولى من تلقاء نفسها بعد 4 إلى 6 أسابيع. 

المرحلة الثانية (مرحلة الزهري الثانية من الدرجة الثانية، مرض الزهري الثانوي) 

تنتشر البكتيريا في جميع أنحاء الجسم، وقد تظهر الأعراض التالية بدرجات متفاوتة: 

• الحمى 
• ألم الرأس أو المفاصل أو العضلات 
• تورم العديد من الغدد الليمفاوية 
• تساقط الشعر كما لو كان العث أكله 
• الطفح الجلدي: عقديات غير مكتملة إلى عقد صغيرة، وتصبح متقشرة لاحقًا، ونادرًا تظهر تقرحات جلدية صغيرة وتغيرات مماثلة في الأغشية المخاطية 
• زيادة تكوين التقرنات على راحتيّ اليد والأخمصين 
• التبعات العصبية، مثل التهاب السحايا والاضطرابات البصرية والسمعية 

قد تستمر هذه المرحلة لعدة سنوات، وقد تظهر الأعراض مرارًا وتكرارًا خلال هذا الوقت.  

المرحلة الثالثة (الزهري من الدرجة الثالثة، الزهري الثالثي) 

قد تظهر الأعراض التالية بدرجات متفاوتة خلال هذه المرحلة: 

• عقيدات على الجلد 
• تقرحات عقيدية (صمغات) على الجلد والأعضاء الداخلية 
• حدوث تغيرات في الأوعية الدموية في الشريان الرئيسي، وانتفاخات في الأوعية (تمدد الأوعية الدموية) والتي قد تتمزق 
• التبعات العصبية: التهاب السحايا الذي يصيب الأعصاب المحيطية والأعصاب القحفية والنخاع الشوكي والدماغ  

قد تكون الأعراض العصبية للمرحلة الثالثة من مرض الزهري: 

• الألم والتنميل أسفل البطن والساقين (التابس الظهري) 
• الشلل والاضطرابات الحسية 
• اضطرابات التحدث (الحبسة) 
• نوبات التشنج 
• تغير استجابة الحدقة للضوء  
• الأعراض العقلية، مثل الارتباك أو تقلب الحالة المزاجية أو اضطرابات التفكير أو الهلوسة أو الهذيان أو الغيبوبة 

إذا لم يتم علاج هذه المرحلة النهائية أيضًا، فإن الشلل التدريجي يؤدي إلى الوفاة بعد حوالي 4 إلى 5 سنوات. من حيث المبدأ، يمكن لمرض الزهري أن يشفى في أي مرحلة، إلا أن تضرر الأعضاء الذي حدث لا يمكن أن يتراجع. 

ينتج مرض الزهري عن بكتيريا اللولبية الشاحبة. والمرض منتشر في جميع أنحاء العالم ويحدث فقط بين البشر.

الاتصالات الجنسية غير المحمية والتي تحدث بين أشخاص متعددين وبشكل متكرر تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهري.

هل ترغب في تقييم خطر إصابتك بالزهري وغيره من الأمراض المنقولة جنسياً (STI)؟ يقدم مركز الصحة الجنسية والطب "WIR - Walk In Ruhr" اختبارًا مجهول الهوية لاستعراض مخاطر الأمراض المنقولة جنسيًا عبر الإنترنت.

يتزايد عدد حالات الإصابة بالزهري المبلغ عنها بشكل مطرد منذ عام 2010. ويتم حاليًا تشخيص حوالي 8,000 شخص بالإصابة بمرض الزهري في ألمانيا كل عام. 

ويُصاب بالمرض حوالي 12 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، و90 بالمائة منهم في البلدان النامية.

يتطور مرض الزهري على مراحل. ويُمكن أن يُشفى المرض تلقائيًا بالكامل. إذا تم رصد العدوى مبكرًا، فيمكن علاجها بسهولة بالمضادات الحيوية. ومع ذلك، إذا ترك المرض دون علاج، فإنه يؤدي أحيانًا إلى إعاقات شديدة وقد يكون مميتًا.

يمكن لممارسة العلاقات الجنسية بصورةٍ آمنة أن تقي من الإصابة بمرض الزهري. ويمكن لكل من الواقي الذكري والواقي الأنثوي والحواجز المطاطية المستخدمة في طب الأسنان أن تقي من العدوى. إلا أن الاستخدام المتسق والصحيح مهم للغاية. قد ينتقل مرض الزهري أيضًا من الفم إلى الفم ومن الفم إلى الأعضاء التناسلية أو الشرج. يجب على من ثبتت إصابتهم بمرض الزهري الامتناع عن ممارسة الأنشطة الجنسية حتى نهاية العلاج. 

في حالة الاشتباه في الإصابة بالزهري، قد يقوم الأطباء بسحب مسحة من المناطق المصابة وفحصها تحت مجهر خاص أو باللجوء إلى اختبارات معملية خاصة. ويمكن رصد البكتيريا هناك مباشرة. والاكتشاف الإيجابي للعامل الممرض يستلزم دائمًا تلقي العلاج.  

يمكن كذلك الكشف عن الأجسام المضادة المختلفة في عينات الدم في المعمل. حيث توجد أجسام مضادة يمكن استخدامها للكشف عن التلامس مع مسببات الزهري والأجسام المضادة التي يمكن استخدامها لتحديد مدى نشاط المرض. من خلال اختبارات الأجسام المضادة هذه، يمكن للأطباء تحديد ما إذا كان المريض بحاجة إلى العلاج وفيما بعد تحديد ما إذا كان العلاج ناجحًا. 

لتشخيص الزهري العصبي، يجب أن يسحب الأطباء عينة من السائل الشوكي من المصابين واختبارها بحثًا عن الأجسام المضادة. 

نتائج الاختبارات السريعة لفحص الزهري ليست موثوقة مقارنة بالاختبارات المعملية. ومع ذلك، فيمكن استخدامها كاختبارات فحص، حيث إنها تمنح مؤشرًا على وجود عدوى. وفي أعقاب ذلك، يلزم إجراء المزيد من اختبارات الأجسام المضادة لتوضيح الأمر بشكلٍ دقيق.  

تتم الإصابة بالزهري بسبب البكتيريا. لذلك، يمكن علاج المرض بشكل جيد بالمضادات الحيوية. كقاعدة عامة، يستخدم عقار البنسلين في جميع مراحل المرض. واعتمادًا على مرحلة المرض المعنية، يتم علاج الزهري بحقنة واحدة إلى ثلاث حقن في عضلة الأرداف على فترات فاصلة تبلغ أسبوع. قد يلزم تلقي العلاج عن طريق الوريد لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لعلاج الزهري العصبي. توضح اختبارات الأجسام المضادة المنتظمة نجاح العلاج. 

إذا تحطمت البكتيريا بسرعة مع العلاج بالبنسلين، فقد تؤدي المكونات السامة لمسبب المرض إلى ردود فعل عنيفة في جهاز المناعة. وعندئذٍ، تظهر أعراض مثل القشعريرة والحمى والصداع. ولتخفيف حدة هذه الأعراض، فغالبًا ما يقوم الأطباء بمنح جرعة كورتيزون إضافية، ويتم منح جرعة منه مباشرة قبل بدء العلاج.  

بعد انتهاء العلاج، يتم إجراء فحص كل ثلاثة أشهر: حيث يفحص الأطباء مدى انحسار الأعراض السريرية وانخفاض عدد بعض الأجسام المضادة في دم المريض. 

في مرض الزهري المبكر، عادة ما تنحسر الأعراض بسرعة بعد العلاج. ويجب على المصابين تجنب الأنشطة الجنسية حتى يشفوا تمامًا. في مرض الزهري المتأخر، قد يحدث ضعف دائم بسبب ضرر الأعضاء. 

مرض الزهري هو أحد الأمراض المعدية التي يجب الإبلاغ عنها. والإبلاغ يتم بشكلٍ مجهول الهوية من قبل المختبر والطبيب المعالج.  

الجهة المختصة في حالة الزهري 

Liebesleben هو الموقع الإلكتروني الخاص بالمركز الفيدرالي للتثقيف الصحي (BZgA). يمكنك معرفة المزيد عن الحب والجنس والحماية من هنا.

يوفر مركز الصحة الجنسية والطب "WIR - Walk in Ruhr " أيضًا معلومات مهمة ومفيدة حول مرض الزهري وغير ذلك من الأمراض المنقولة جنسياً.