دعم التوعية الصحية

إذا كنت على دراية جيدة بحالتك الصحية وانتفعت من هذه المعرفة في الحياة اليومية، فإنك تقوم بعمل جيد: فعلى سبيل المثال، إذا كنت تعرف سبب أهمية النظافة الصحية للفم، فستقوم بتنظيف أسنانك بانتظام وستكون أقل عرضة للإصابة بتسوس الأسنان. وينطبق الأمر نفسه عند التعامل مع الأمراض: فأي شخص يعرف أسباب علاج مرض مزمن يكون أكثر استعدادًا لتطبيقه باستمرار على المدى الطويل.

وبهذه الطريقة، تساهم التوعية الصحية في تحسين جودة الحياة.

وفي الوقت نفسه، فمن المعروف أن نقص التوعية الصحية يرتبط غالبًا بنمط الحياة غير الصحي، مثل النظام الغذائي السيء وقلة ممارسة الأنشطة الحركية. ويشعر الأشخاص ممن لديهم معرفة صحية منخفضة أيضًا بأن حالتهم الصحية أكثر سوءًا، ويزداد احتمال إصابتهم بالوزن الزائد، ويتغيبون عن العمل أيضًا لفتراتٍ أكثر بسبب المرض ويزورون الأطباء والمستشفيات وخدمات الطوارئ في الكثير من الأحيان.

ويمكن لمن لديهم قدرًا كافيًا من المعلومات المشاركة بفعالية في القرارات الطبية: وبخلاف الماضي، لم يعد الطبيب وحده هو من يقرر المسار الذي يجب اتباعه، ولكن غالبًا ما يتم إشراك المرضى كذلك في اتخاذ القرار. والتوعية الصحية الكافية تجعل من السهل اتخاذ القرار بشكلٍ جماعيّ.

التوعية الصحية تعني أن يتمتع الأفراد بالمهارات اللازمة للتعامل مع المعلومات التي تؤثر على صحتهم. ولا يشمل ذلك فهم المعلومات الصحية فحسب، بل يشمل أيضًا كيفية العثور عليها: فأول ما يفكر فيه الكثيرون هو المعلومات المطبوعة أو مواقع الويب. إلا أن المصادر الهامة للمعلومات تشمل أيضًا مراكز المشورة، ومنظمات المساعدة الذاتية، وبالطبع الحوار مع الأطباء أو طاقم التمريض.

وفي الوقت الحاضر، لا يمثل العثور على الكثير من المعلومات مشكلةً بشكلٍ عام. ويختلف الوضع عندما يتعلق الأمر باختيار المعلومات الصحيحة وفهمها والنظر في موثوقيتها ومدى جودتها: المعلومات الصحية المتوفرة على الإنترنت لا تتمتع دائمًا بالمصداقية والجودة العالية. وبالإضافة إلى ذلك، فليس من السهل التعرف على ذلك في الكثير من الأحيان.

وفي المقام الأول، تمثل التوعية الصحية الجيدة الأساس لإيجاد المعلومات الصحيحة وفهمها. كما أنها مفيدة في استخدام المعارف المكتسبة في الحياة اليومية أو عند زيارة الطبيب لمناقشة حالتك ومناقشة حالة أفراد الأسرة أيضًا.

واعتمادًا على ظروف الحياة، فقد تتغير متطلبات التوعية الصحية، على سبيل المثال، عند الانتقال إلى بلدٍ آخر أو عند الإصابة بمرض جديد.

كما أن مرافق وهياكل نظام الرعاية الصحية تفرض مطالب على التوعية الصحية لكل من السكان والمرضى.

ماذا تعني التوعية الصحية الرقمية؟

يزداد تحديد التقنيات الرقمية لشكل الحياة اليومية. ويوجد أيضًا عدد من الخيارات الرقمية المتاحة لتحسين الرعاية الطبية المُقدمة. حيث إن التوعية الصحية تعني أن يكون المرء قادرًا على التوصل إلى العروض الرقمية واستخدامها. ومن الأمثلة على ذلك، استخدام عروض التداوي عن بُعد، أو ملف المريض الإلكتروني (ePA)، أو تطبيقات الصحة الرقمية (DiGA)، والمعروفة أيضًا باسم التطبيقات التي تستلزم وصفة طبية (DiGA).

العروض الرقمية لتوفير المعرفة حول الصحة ضخمة وتُستخدم غالبًا: يستخدم حوالي 70 بالمائة من السكان الإنترنت للتعرف على المسائل المتعلقة بالصحة. وفي الوقت نفسه، فليس من السهل دائمًا تصنيف جودة المعلومات. وهذا أيضًا يعتبر أحد الأسباب التي جعلت أكثر من ثلثي الأشخاص في استبيان الرأي يؤكدون أنهم سيتواصلون أولاً مع الطبيب إذا كانت لديهم أسئلة صحية عاجلة. وأجاب واحد فقط من بين كل خمسة أشخاص أنه، في مثل هذه الحالات سيبحث أولاً عن إجابات على الإنترنت.

ما وضع التوعية الصحية في ألمانيا؟

أوضحت دراسة تناولت التوعية الصحية للسكان في ألمانيا أن التعامل مع المعلومات الصحية صعب لأكثر من نصف الأشخاص. وعلى الرغم من أن الصحة أصبحت في بؤرة الاهتمام نتيجة لجائحة كورونا، إلا أن التوعية الصحية لم تتحسن إلا بشكل طفيف نتيجةً لذلك.

وبخلاف ما قد يتوقعه المرء، فإن الحال ليس أفضل بين الشباب البارعين في استخدام الإنترنت: فبين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا، يواجه الغالبية صعوبة في تقييم المعلومات الصحية واتخاذ القرارات المتعلقة بصحتهم.

وتم إنشاء بوابة الصحة الرقمية gesund.bund.de لكي يكون العثور على معلومات صحية موثوقة على الإنترنت أسهل لجميع المواطنين.

كما يجيب الموقع الإلكتروني للمركز الفيدرالي للتثقيف الصحي على العديد من الأسئلة المتعلقة بالصحة.

أفاد حوالي ثلاثة أرباع الألمان إنهم يواجهون صعوبة كبيرة في تقييم المعلومات الصحية الرقمية، ولا يمكنهم تقييم ما إذا كان موقع ويب بعينه جديرًا بالثقة ومحايدًا. ولهذا السبب، فمن المفيد معرفة كيفية التعرف على المعلومات عالية الجودة.

تسرد الشبكة الألمانية للطب القائم على الأدلة معايير لذلك في ورقة "المعلومات الصحية للممارسات الجيدة". وتؤكد أن المعلومات الصحية الموثوقة يجب أن تكون عامةً خالية من الإعلانات.

ويجب أن يكون أساس المعلومات الصحية أيضًا قائمًا على الأدلة. مما يعني أن تستند المقالات إلى أدلة علمية توضح، مثلاً، مدى فعالية وسلامة طريقة العلاج. وتوفر بيانات المصدر معلومات حول ذلك.

فبالإضافة إلى إعداد البيانات العلمية التي لا تشوبها شائبة من الناحية الفنية والمفهومة للمستخدمين، فيجب على مؤلفي وناشري المعلومات الصحية تقديم أنفسهم بشفافية والإفصاح عن التمويل.

ويمكن فهم ذلك في هيئة التحرير. وتوفر صفحة "نبذة عنا" معلومات إضافية حول الأسلوب. يجب أن يُذكر أيضًا تواتر تحديث المعلومات.

إلى جانب بوابة الصحة gesund.bund.de والخدمات التي يقدمها المركز الفيدرالي للتثقيف الصحي، فهناك العديد من المنظمات التي تقدم معلومات صحية سهلة الفهم وعالية الجودة ومجهزة بشكل ممتع على الإنترنت.

وتوفر شبكة التوعية الصحية الألمانية نظرة عامة عن مقدمي الخدمة الذين يستوفون معايير جودة معينة.

وفي حالة وجود أسئلة طبية محددة، تساعد أدوات المساعدة في اتخاذ القرار في اتخاذ قرار بتنفيذ العلاج الموصوف من عدمه.

وتتوفر أيضًا شركات التأمين الصحي وشركات التأمين الصحي الخاصة لدعم المؤمن عليهم فيما يتعلق بالأسئلة حول الصحة والتوعية الصحية الرقمية من خلال مجموعة واسعة من المعلومات والمشورة، على سبيل المثال مع الإرشادات خطوة بخطوة لتثبيت واستخدام ملف المريض الإلكتروني.