الكسور بالقرب من مفصل الورك

الكسور بالقرب من مفصل الورك هي كسور في عظام الفخذ بالقرب من مفصل الورك.

ومع تزايد عدد كبار السن بين السكان، تزايدت أعداد المصابين بمثل هذه الكسور. والسبب عادةً يرجع إلى هشاشة العظام (فقدان العظام) - خاصة بين النساء.

غالبًا ما ينكسر العظام الموجود في عنق عظام الفخذ (رقبة الفخذ). وهذا هو الاسم الذي يطلق على المنطقة بين رأس الفخذ وجسم الفخذ.

كيف يرتبط مفصل الورك بعظام الفخذ؟

مفصل الورك يتكون من رأس الفخذ الكروي وتجويف مفصل الورك الموجود في عظمة الحوض. جدير بالذكر أن أسطح المفصل الملساء محاطة بكبسولة مفصل.

يندمج رأس عظام الفخذ في جسم الفخذ الطويل عبر عنق قصير مائل يمتد حتى مفصل الركبة.

ويوجد أسفل عنق الفخذ المدور الصغير، وعلى جانبه المدور الكبير: والمقصود بذلك نتوءات عظمية ترتبط بها العضلات المختلفة. هذه العضلات مهمة جدًا للمشي. حيث تمنع الحوض من الانقلاب إلى الجانب.

ما أنواع الكسور القريبة من مفصل الورك؟ 

اعتمادًا على مكان كسر العظام، توجد ثلاثة أنواع من الكسور بالقرب من مفصل الورك: 

• كسر في عنق الفخذ مع خط الكسر داخل كبسولة مفصل الورك 
• كسر الفخذ المدور مع وجود خط الكسر بين المدورين الأكبر والأصغر 
• كسر في عظام الفخذ تحت المدور مع وجود خط الكسر أسفل المدورين 

عادةً ما يسبب الكسر بالقرب من مفصل الورك ألمًا في الورك أو الفخذ أو الأرداف أو منطقة الفخذ. في بعض الأحيان، ينتشر الألم إلى الركبة. في المقام الأول، تكون الساق أقصر، وعادةً ما تكون متجهة نحو الخارج.

ويحدث الألم بعد السقوط مباشرةً. كقاعدة عامة، لا يمكن تحميل أي وزن على الساق بعد ذلك. بالإضافة إلى ذلك، لا يستطيع المصاب النهوض بنفسه. وفي حالات نادرة جدًا، يمكن تثبيت أطراف العظام بإحكام بحيث يكون الألم عند أدنى قدر ممكن ويبقى المشي ممكنًا.

إذا كان خط كسر العظام خارج كبسولة المفصل، فقد تظهر أيضًا كدمة كبيرة.  

عادةً ما يرجع سبب الكسر بالقرب من مفصل الورك في سن الشيخوخة إلى سقوط المصاب على جانب الورك مباشرةً.

في بعض الأحيان، يكون سبب الكسر حركة ملتوية عندما تعلق القدم بشيء ما.

قد تتنوع أسباب السقوط في حالة كبار السن. غالبًا ما يرجع السبب إلى بعض الأمراض، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، أو صعوبات في الرؤية، أو الدوار، أو الآثار الجانبية للأدوية.

ويرجع ذلك غالبًا إلى أن كبار السن يصبحون أضعف بشكل عام ولا يعود بمقدورهم الحفاظ على أنفسهم بشكل جيد عندما يفقدون توازنهم.

وإذا كانوا يعانون أيضًا من فقدان العظام (هشاشة العظام)، فإن السقوط من وضع الوقوف يكون كافيًا لكسر العظام لأن العظام لم تعد مستقرة.

ومن ناحية أخرى، عندما يُصاب الشباب بكسر في العظام في منطقة الورك، فإنهم عادةً ما يتعرضون لحادث خطير يتضمن السقوط من ارتفاع أو بسرعة عالية. 

أهم عوامل الخطر لحدوث كسر بالقرب من مفصل الورك تشمل: 

• هشاشة العظام (فقدان العظام) 
• زيادة القابلية للسقوط في سن الشيخوخة  

والعوامل التي تزيد من خطر السقوط والكسور تشمل ما يلي:  

• أمراض القلب والأوعية الدموية 
• اضطرابات التمثيل الغذائي مثل مرض السكري 
• فرط نشاط الغدة الدرقية
• الرؤية المحدودة
• الأمراض المسببة للدوار
• بعض الأدوية التي تزيد من الميل إلى السقوط أو ضعف العظام 

من تعرّض لكسر بالفعل في عظمة بالقرب من مفصل الورك، يكون أكثر عرضة للتعرض لكسر العظام مرة أخرى.  

يحدث الكسر بالقرب من مفصل الورك عادةً بين كبار السن.

في ألمانيا، يتعرض ما بين 6 إلى 9 من كل 1000 شخص يزيد عمرهم عن 65 عامًا لكسر في العظام في منطقة الورك كل عام.  

وتُصاب النساء بذلك حوالي ثلاثة أضعاف إصابة الرجال به. وذلك لأن النساء غالبًا ما تُصبن بهشاشة العظام (فقدان العظام) بعد انقطاع الطمث. وبسبب الهرمونات، تنخفض كثافة عظامهنّ بشكل أسرع مقارنةً بالرجال، مما يزيد من خطر الإصابة بكسور العظام. 

كسر عنق الفخذ يصف كسرًا نموذجيًا بالقرب من مفصل الورك. وقد يؤدي كسر العظام إلى تضرر الأوعية الدموية التي تمد رأس الفخذ بالعناصر الغذائية.

إذا لم يعد رأس عظام الفخذ يتلقى قدرًا كافيًا من إمدادات الدم، فإنه قد يموت. ويشار إلى هذا عندئذٍ بمصطلح نخر رأس الفخذ. ويزداد خطر حدوث ذلك إذا انزاحت أطراف العظام.

ما المضاعفات المحتملة؟

على الرغم من تلقي العلاج المناسب، قد تحدث المضاعفات التالية:

• ألم دائم
• تحرك أطراف الكسر
• تعذر شفاء كسور العظام
• قيود الحركة
• صعوبة المشي المصحوب بهبوط الحوض
• التهاب العظام

غالبًا ما يُعالج كبار السن على وجه الخصوص في المستشفيات لفترات طويلة. ومن ثم، قد تنشأ المضاعفات التالية:

• تجلط الدم (جلطات الدم)
• الالتهاب الرئوي
• التهاب المسالك البولية
• اضطرابات التئام جروح الجلد
• التقرحات (قرح الفراش)
• الهذيان (الارتباك) 

إذا كان المصابون من كبار السن، فغالبًا ما يعانون من أمراض كامنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية أو الخرف. حيث تؤثر هذه العوامل على مدى نجاح العلاج ومدى حدوث المضاعفات.  

ولذلك فمن الضروري بشكل عاجل إجراء العملية خلال أول 24 ساعة حتى يتمكن المرضى من النهوض من الفراش في أسرع وقت ممكن. وهذه هي أفضل طريقة لتقليل مخاطر المضاعفات المذكورة.

يزداد خطر الوفاة في الأشهر القليلة الأولى بعد الجراحة. حيث يستطيع حوالي نصف كبار السن فحسب المشي دون دعم بعد الإصابة بكسر بالقرب من مفصل الورك. ويحتاج خمسهم إلى رعاية لفترة طويلة.    

جميع التدابير التي تدعم بنية العظام وتمنع السقوط تساعد على الوقاية من الكسور بالقرب من مفصل الورك. ويندرج تحت ذلك:

• الحفاظ على النشاط الجسدي المنتظم، والقيام بذلك في عمر مبكر قدر الإمكان
• الخضوع للفحص لمعرفة ما إذا كانت هناك إصابة بهشاشة العظام: إذا كان الأمر كذلك، فيجب علاجه باستخدام البايفوسفونيت مثلًا. وهو دواء يصفه الطبيب لتقوية العظام.
• تناول ما يكفي من الكالسيوم وفيتامين D
• تجنب التدخين والكحول
• التدريب بالأوزان
• إزالة المخاطر المسببة للتعثر في المنزل
• علاج الأمراض الكامنة التي تزيد من احتمالية السقوط بشكل مناسب

كقاعدة عامة، يمكن بسهولة التعرف على الكسر بالقرب من مفصل الورك من خلال الأشعة السينية. وقد تكون مقارنة صور الأشعة مع صورة مفصل الورك السليم مفيدة.

لا يُستخدم التصوير المقطعي المحوسب (CT) إلا في حالات الشك؛ ونادرًا ما يُجرى التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

يمكن استخدام إجراءات التصوير هذه لتحديد نوع كسر العظام. والتصنيف الدقيق يساعد الأطباء على تحديد العملية الجراحية الضرورية.

يمكن للفحص البدني الدقيق تحديد ما إذا كانت هناك إصابات إضافية في أجزاء أخرى من الجسم.

إذا لم يكن سبب السقوط واضحًا، فسيُجرى المزيد من الفحوصات بعد العملية لمعرفة السبب.  

تُجرى عملية جراحية لعلاج معظم الكسور القريبة من مفصل الورك في أسرع وقت ممكن. والهدف هو استعادة قوة العظام على الفور حتى يُمكن التحرك مرة أخرى. يجب علاج الألم في البداية بمسكنات الألم. 

يعتمد الإجراء الجراحي المستخدم على نوع كسر العظام. إما أن يتم تثبيت العظام المكسور بالمسامير - وهذا يكون بين الشباب فقط - أو زراعة مسمار أو إزالة رأس الفخذ المكسور واستبداله بمفصل ورك اصطناعي.

ويعتمد القرار بشأن العلاج الذي يجب اتخاذه أيضًا على عمر المريض ونشاطه البدني. إذا أصيب الشباب بكسر بالقرب من مفصل الورك، فإنهم يحاولون دائمًا الحفاظ على مفصل الورك الخاص بالجسم.

متى لا تكون العملية الجراحية خيارًا؟

في بعض الاستثناءات النادرة، لا يلزم اللجوء للجراحة. ويحدث ذلك عندما: 

• يتم تثبيت الأطراف المكسورة للعظام سويًا ويمكن المشي دون ألم يُذكر. ومع ذلك، غالبًا ما يتم زرع المسامير في هذا الموضع لمنع حدوث انزلاق لاحقًا. 
• يكون المرضى طريحي الفراش أو مصابين بالخرف قبل حدوث كسر في العظام ولا يشعرون سوى بالقليل من الألم 
• يكون المصاب لديه أمراض أخرى تمنع إجراء الجراحة

ما العلاجات التي لا تزال تُستخدم؟

من مكونات العلاج المهمة، إدارة الألم. يمكن استخدام مسكنات الألم على شكل أقراص أو حقن أو تسريب وريدي أو حاصرات عصبية.

وبما أن الراحة في الفراش قد تُشكّل جلطة دموية في أوردة الساق بسرعة، يتم منح الأدوية التي تمنع تخثر الدم كإجراء وقائي.

في حالة الإصابة بالالتهاب الرئوي، من المهم إجراء تدريب خاص على التنفس. 

بعد علاج الكسر بالقرب من مفصل الورك مباشرةً، يجب أن يبدأ العلاج الطبيعي بالتحرك من السرير - على سبيل المثال الجلوس أو الوقوف - وتمارين الحركة.

اعتمادًا على طريقة العلاج المستخدمة، من المهم تجنب بعض الحركات أو أوضاع الساق في البداية. ويشرح الطاقم الطبي هذه الأمور.

والهدف النهائي هو إتاحة القدرة على الحركة مجددًا والقدرة على المشي بشكل مستقل في أسرع وقت ممكن. لكي يتمكن كبار السن من تحميل وزنهم بالكامل على ساقهم مرة أخرى، يتم تثبيت الكسر باستخدام المسامير أو باستخدام طرف اصطناعي.

كقاعدة عامة، يتبع العلاج الحاد الخضوع للعلاج اللاحق أو إعادة التأهيل. إذا أصيب كبار السن، فيجب أن يتم ذلك في عيادة طب أمراض الشيخوخة.

إذا لم يكن سبب السقوط واضحًا، فيمكن استخدام الوقت المتاح في العيادة لتحديد السبب الدقيق وبدء العلاج المناسب.