الأمراض الاكتئاب

فترات الشعور بالإحباط أو بالسوء هي فترات طبيعية وتمر من تلقاء نفسها. إلا أن الأمر لا يكون بهذه السهولة بالنسبة للأشخاص المصابين بالاكتئاب: فالمشاعر الحزينة والأفكار السلبية تستمر لفترة أطول نسبيًا، وتسيطر على نمط الحياة بأكمله. ويصبح الانخراط في أنشطة الحياة اليومية أو العمل أو التعلم صعبًا. كما يتم تجاهل الأصدقاء والعائلة والهوايات. والكثيرون ينامون بشكلٍ سيء.

يمر الأشخاص المصابون بالاكتئاب بمرحلة من الحزن العميق والتي قد تستمر لعدة أسابيع. وتُسمى هذه الفترة "نوبة الاكتئاب". والعلامات التالية، مثلاً، من أعراضها النمطية:

• الكآبة الدائمة أو الحالة المزاجية الحزينة
• فقدان الاهتمام
• الإرهاق والخمول
• اللامبالاة وانعدام الإحساس
• القلق الداخلي
• انخفاض احترام الذات
• الشعور بالذنب وشرود الذهن المستمر
• صعوبة التركيز واتخاذ القرارات
• الانسحاب من دائرة العائلة والأصدقاء
• الشعور باليأس والخوف من المستقبل
• الأفكار الخاصة بانعدام الرغبة في مواصلة الحياة

تشمل الأعراض الجسدية التي يمكن أن تظهر مع الاكتئاب:

• الإجهاد
• اضطرابات النوم
• فقدان الشهية
• فقدان الوزن أو زيادته
• انعدام الرغبة الجنسية
• مشاكل الجهاز الهضمي، مثل الإمساك

غالبًا ما يظهر الاكتئاب في صورة بعض الأعراض الجسدية، مثل الألم الذي لا يمكن تفسيره، خاصة لدى كبار السن. 

يعاني البعض أيضًا من اكتئاب مزمن. وتستمر الأعراض لسنوات عديدة.

على موقع gesundheitsinformation.de، يصف المصابون كيف عايشوا مرحلة اكتئابهم.

كيفية حدوث الاكتئاب هو أمر لم يتم بحثه بشكل كافٍ حتى الآن. حيث يفترض الخبراء أن العديد من الأشياء تساهم في ذلك بشكلٍ متزامن: العمليات البيولوجية والعوامل النفسية والاجتماعية وظروف المعيشة الشخصية والأحداث الخاصة. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي العوامل التالية إلى الإصابة بالاكتئاب وتؤثر على تطوره:

• الاستعداد الوراثي: أصبح المرض أيضًا أكثر شيوعًا بين أفراد الأسرة.
• التجارب المجهدة، مثل إساءة المعاملة والتعرض للإهمال، وكذلك وفاة أحد الأحباء أو الانفصال عنهم
• أمراض نفسية أخرى، مثل اضطرابات القلق، أو الإدمان، أو اضطرابات الشخصية
• التغيرات الكيميائية الحيوية: قد تلعب التغيرات الأيضية والهرمونية دورًا في ذلك.
• الأمراض الجسدية مثل السكتة الدماغية أو النوبات القلبية أو السرطان أو قصور الغدة الدرقية
• ظروف المعيشة الصعبة، مثل الإجهاد المستمر والمتطلبات المفرطة، والشعور بالوحدة، أو انخفاض الدخل
• قلة التعرض للضوء: يصاب بعض الأشخاص بالاكتئاب بسبب قلة التعرض لضوء النهار في شهور الخريف والشتاء المظلمة.

الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية شيوعًا: تشير التقديرات إلى أن 16 إلى 20 بالمائة من الأشخاص يُعانون من الاكتئاب أو الحالة المزاجية الاكتئابية المزمنة (الاكتئاب الجزئي) لمرة واحدة على الأقل في حياتهم - كثير منهم قبل بلوع 30 عامًا. وتصاب السيدات بالاكتئاب بصورة أكثر من الرجال، ويصاب به كبار السن بصورة أكثر من الشباب.

يتسبب الاكتئاب في تغيّر شعور الأشخاص وتصرفهم. حيث يلوم الكثيرون أنفسهم على حالتهم. ويتجنبون الاتصالات الاجتماعية وينسحبون من المجتمع ولا يغادرون منازلهم إلا بالكاد. وكثيرًا ما يكون الذهاب إلى العمل صعبًا. ومثل هذا السلوك قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض. فكثيرًا ما تكون هناك حاجة لتلقي المساعدة.

حالات الاكتئاب تتطور بصورة متابينة تمامًا:

• ففي حالة البعض، تختفي الأعراض بمرور الوقت، حتى دون علاج، ولا تعود أبدًا.
• وبالنسبة للعديد من الأشخاص، تتباين مراحل الإصابة بين فترات بها أعراض وأخرى دون أعراض.
• في حين أن البعض يعاني من نوبات اكتئاب لفترة زمنية طويلة والتي تزداد حدتها وتقل مرةً بعد الأخرى.
• ويصاب البعض بالاكتئاب المزمن. وهو ما يحدث عندما تستمر نوبة الاكتئاب لأكثر من عامين.

في حالة الإصابة بالاكتئاب، تستمر الأعراض النمطية لمدة أسبوعين على الأقل ويمكن أن تستمر لعدة أشهر. وإذا زالت الأعراض بعد فترة زمنية معينة، يشار إلى ذلك على أنه نهاية نوبة الاكتئاب. يشعر حوالي نصف الأشخاص الذين يتلقون علاجًا من الاكتئاب بتحسن ملحوظ في أعراضهم بعد مضي حوالي 3 إلى 6 أشهر.

وإذا أصيب الشخص بالاكتئاب في غضون 6 أشهر بعد انحسار الأعراض، فيشار إلى ذلك على أنه انتكاس (عودة المرض). يحدث ذلك بين حوالي نصف من يُعانون من الاكتئاب لأول مرة. إذا ظهرت الأعراض مجددًا بعد أكثر من 6 أشهر أو حتى بعد مضي سنوات، يُشار إلى ذلك بالاكتئاب المتكرر.

يعاني أكثر من نصف المصابين بالاكتئاب من أمراض أخرى. ويندرج ضمن ذلك: 

• أمراض نفسية، مثل اضطرابات القلق والهلع، والإدمان، واضطرابات الأكل والاضطرابات الشخصية 
• أمراض جسدية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والصداع وآلام الظهر، ومرض السكري، والأمراض المعدية، وأيضًا الربو أو الحساسية 

قد تُساهم هذه الأمراض في حدوث الاكتئاب، ولكنا قد تحدث أيضًا نتيجةً له.     

يمكنك الاطلاع على المزيد من المعلومات الأكثر تفصيلاً حول موضوع الاكتئاب وأشكاله المختلفة على موقع gesundheitsinformation.de.

من المحتمل أن تكون الأحداث المجهدة، مثل فقدان شريك الحياة أو الإجهاد المزمن، من الأسباب التي تساهم في الإصابة بالاكتئاب. يمكن تقليل بعض الأعباء. تعلم كيفية التعامل مع الأزمات يمكن أن يقلل أيضًا من خطر الإصابة بالاكتئاب. كما تلعب البيئة الاجتماعية أيضًا دورًا مهمًا: الأشخاص الذين لديهم علاقات مستقرة يكونون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب.

يمكن لمن لديهم وضع معيشة صعب يُثقل كاهلهم طلب المساعدة النفسية أو المشورة النفسية في وقت مبكر.

إذا كان هناك خطر متزايد لتكرار الإصابة بالاكتئاب، فإن العلاج طويل الأمد بالأدوية أو العلاج النفسي يمكن أن يساعد في منع تكرار الإصابة. يمكن أيضًا تظهر أعراض مختلفة معًا.

بعض الأشخاص لا يعتبرون اكتئابهم مرضًا، بل فشلًا شخصيًّا أو مرحلة مؤقتة مرتبطة بتعرضهم للإجهاد. من ناحية أخرى، يعاني العديد من الأشخاص الآخرين من مرض خطير لدرجة تجعلهم غير قادرين على الذهاب إلى الطبيب أو طلب المساعدة من تلقاء أنفسهم. وفي كلتا الحالتين، يجب على الأقارب دعم ومرافقة الشخص المعني، على سبيل المثال، لحضور جلسة المشورة الأولية مع الطبيب.

ولتشخيص الاكتئاب، يطرح الطبيب بعض الأسئلة عن الأعراض النموذجية للاكتئاب. ومن ناحية أخرى، من المهم استبعاد الأمراض أو المشاكل الأخرى التي يمكن أن تسبب أعراضًا مشابهة. وقد يتطلب ذلك أيضًا إجراء بعض الفحوصات الجسدية.

وتنقسم الأعراض النموذجية للاكتئاب إلى أعراض رئيسية وأخرى ثانوية.

والأعراض الرئيسية هي:

• الحالة المزاجية المكتئبة والحزينة
• انعدام الشعور بالسعادة، وقلة الاهتمام بالأشياء التي كانت مُهمة من قبل
• الخمول والتعب سريعًا، غالبًا بعد أي مجهود بسيط

يمكن أن تشمل الأعراض الثانوية ما يلي:

• فقدان الشهية
• اضطرابات النوم
• انخفاض التركيز وقلة الانتباه
• قلة احترام الذات والثقة بالنفس
• الشعور بالذنب
• القلق الداخلي
• فقدان الأمل
• الأفكار الانتحارية أو محاولات الانتحار

غالبًا ما تستخدم استبيانات معينة لتشخيص المرض. وإذا استمرت العديد من الأعراض الرئيسية والثانوية لمدة أسبوعين أو أكثر، يتم تشخيص الإصابة بالاكتئاب. واعتمادًا على عدد ونوع وشدة الأعراض، يفرق الخبراء بين الاكتئاب الخفيف والمتوسط والشديد - وكذلك بين الاكتئاب المزمن ونوبة الاكتئاب. 

كما يسأل المعالج أيضًا عن وجود أمراض أخرى وكيف تؤثر أعراضها على الحياة اليومية. لأن كلاهما يلعب دورًا في اختيار العلاج. 

تتوفر خيارات علاج مختلفة للاكتئاب. وأهمها:

• العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي و/أو
• العلاج بالأدوية

إلى جانب ذلك، توجد عدة خيارات أخرى، مثل عروض المشورة النفسية، أو مجموعات المساعدة الذاتية، أو التوعية النفسية، أو البرامج عبر الإنترنت، أو التحفيز العصبي، أو العلاج بالتمارين الرياضية. يمكن أن يُجرى العلاج في العيادات الخارجية أو في المستشفى.

ويعتمد اختيار العلاج المناسب على جملة أمور، من بينها:

• شدة المرض 
• صورة مرض الاكتئاب
• الأعراض القائمة
• الأمراض الأخرى الموجودة
• كيف يؤثر المرض على الحياة الشخصية
• كيف تتطور الأعراض

ويمكن مناقشة مزايا وعيوب العلاجات التي يمكن التفكير بها والتوقعات المرتبطة بكل منها مع المعالج أو المعالجة.

يمكنك العثور على المزيد من المعلومات حول علاج الاكتئاب على موقع gesundheitsinformation.de.

في حالة الإصابة بالاكتئاب، قد تصبح الحياة اليومية همًا كبيرًا، ويكاد يكون من المستحيل إدارتها. تلبية متطلبات العمل، والاهتمام بالالتزامات الشخصية، وإدارة الأعمال المنزلية - كل هذا قد يكون مرهقًا للغاية. وغالبًا ما تتغير طريقة تعاملك مع أحبائك. كما قد يكون من الصعب عليهم جدًا التأقلم مع المرض. إذا انسحب الشخص من مجتمعه وفقد اهتمامه بما كان مُهمًا بالنسبة له من قبل وكاد أن يكون متبلد المشاعر، فقد يؤدي ذلك إلى سوء فهم وخلافات، مما يزيد من صعوبة الموقف على الجميع.

غالبًا ما يكون شركاء الحياة أو الأصدقاء أو الأقارب أول من يلاحظ أعراض الاكتئاب والتغيرات التي تطرأ أو يتعرفون عليها، وذلك لأنهم أول جهة اتصال بالشخص المعنيّ. ودعمهم للأشخاص المصابين بالاكتئاب هو أمرٌ بالغ الأهمية. ومع ذلك، يمكن أن يفوق الأمر طاقة هؤلاء الأحباء كذلك - وغالبًا ما يحتاجون إلى المساعدة بدورهم، خاصة في حالة الاكتئاب الشديد. يمكن أن تكون مجموعات المساعدة الذاتية أو العروض عبر الإنترنت مفيدة في ذلك الصدد، كما قد يكون الدعم الطبي أو النفسي مفيدًا كذلك.

إذا كانت هناك علامات تدل على وجود أفكار انتحارية، فإن المساعدة وتقديم الدعم النشط من الأمور ذات الأهمية البالغة. في معظم الأحيان، يبقى الأمر مجرد فكرة - ولكن يجب أن تؤخذ على محمل الجد. يجب على أي شخص تنتابه مثل هذه الأفكار أن يثق بالآخرين.

في مثل هذه الحالات، تتوفر خدمات متنوعة يمكن للمعنيين وعائلاتهم الحصول على المساعدة من خلالها: على سبيل المثال، خدمة الطب النفسي الاجتماعي، أو مراكز الأزمات، أو الرعاية النفسية الهاتفية. إذا لزم الأمر، يمكن القيام بذلك أيضًا بصورة مجهولة الهوية، وهذه الخدمات متاحة غالبًا على مدار الساعة. إذا كان هناك شخص في خطر شديد، فعليه الاتصال بالرقم 112. قد يكون الدخول إلى مصحة نفسية ضروريًا أيضًا.

يمكنك العثور على اقتراحات ونصائح حول كيفية بدء محادثة مع شخص ربما يكون مصابًا بالاكتئاب على موقع gesundheitsinformation.de.

بالنسبة لمعظم الأشخاص، فإن أطباء الأسرة هم أيضًا نقطة الاتصال الأولى عندما يتعلق الأمر بمشاكل الصحة العقلية. ومع ذلك، يُمكن أيضًا اللجوء إلى مراكز المشورة النفسية أو المعالجين النفسيين أو الأخصائيين النفسيين مُباشرةً. ولا تلزم الإحالة من الطبيب لتلقي المشورة الأولية في عيادة العلاج النفسي.

ستجد المزيد من المعلومات حول العلاج النفسي والنصائح حول كيفية تحديد المواعيد في أقرب وقتٍ ممكن أو الخدمات التي يغطيها التأمين الصحي القانوني على موقع gesundheitsinformation.de.

طورت مستشفى جامعة ميونخ، بالتعاون مع مؤسسة Beisheim، موقع ich-bin-alles.de خصيصًا لخدمة الأطفال والشباب الذين يعانون من مشاكل نفسية. ويستهدف الموقع الأطفال والشباب المصابين بالاكتئاب وأولياء أمورهم، وكذلك الأطفال والشباب الذين يرغبون في معرفة المزيد عن الاكتئاب.