الحمى الصفراء

الحمى الصفراء عبارة عن مرض استوائي معدٍ. ومن خصائص المرض أن يعانى المرضى من الحمى وتتحول بشرتهم إلى اللون الأصفر. ومُسبب المرض هو فيروس ينتقل عن طريق البعوض.

قد يكون المرض خفيفًا أو حتى مميتًا. يموت نصف المصابين بالمراحل الشديدة من الحمى الصفراء تقريبًا.

وقد يقي التطعيم من المرض. ومع ذلك، فإن التطعيم غير مناسب للجميع. فقد يسبب آثارًا جانبية خطيرة، خاصة بين الرضع وكبار السن.

يعتبر التطعيم مطلبًا إلزاميًا لدخول بعض البلاد، وأحيانًا لعبورها أيضًا. السبب: من ناحية، يرغب المسافرون في حماية أنفسهم من المرض، ومن ناحية أخرى، يريدون منع دخول فيروس الحمى الصفراء إلى بلادٍ أخرى ومنع انتشاره فيها.

نظرًا لأن اللوائح تتغير من وقتٍ لآخر، فيوصى بالاطلاع على اللوائح الحالية قبل السفر.

يوفر الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية معلومات محدثة عن لوائح السفر المعمول بها.

غالبًا ما تكون عدوى فيروس الحمى الصفراء خفيفة أو حتى دون أعراض. تتطور العلامات الأولى للمرض بعد 3 إلى 6 أيام من الإصابة. وعندما يحدث المرض، فإنه عادة ما يتطور على مرحلتين.

ففي المرحلة الأولى، يشبه المرض الأنفلونزا ويكون مصحوبًا بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وقشعريرة وصداع وآلام في الجسم وكذلك غثيان وقيء. بالإضافة إلى ذلك، قد يظهر كذلك نزيف في الأنف ويمكن أن تكون نبضات القلب بطيئة بشكل ملحوظ. بعد 3 إلى 4 أيام، تهدأ الأعراض ويتعافى معظم المصابين.

يعاني حوالي 15 من كل 100 مصاب من تطور حاد للمرض في المرحلة الثانية. في بعض الأحيان يكون هناك تحسن طفيف قبل أن ترتفع الحمى بشكل حاد مجددًا وتتباطأ ضربات القلب.

في هذه المرحلة، قد يحدث نزيف في الحلق والجهاز الهضمي والجلد والأعضاء الأخرى. وتسمى هذه الأمراض المصحوبة بالنزيف والحمى بأمراض الحمى النزفية.

ونظرًا لأن فيروس الحمى الصفراء يضر الكبد، فيصبح الجلد مصفرًا. ويشار إلى ذلك أيضًا بمرض الصفراء (اليرقان). وقد تتضرر كذلك الكلى والدماغ.

العامل المسبب للحمى الصفراء هو فيروس الحمى الصفراء. وتنتقل العدوى إلى البشر دائمًا عن طريق لدغات البعوض. وأنواع البعوض الرئيسية التي تنقل فيروس الحمى الصفراء هي الزاعجة وبعوضة المَدْمومَة.

تظهر الفيروسات في أنواع مختلفة من القرود في أفريقيا وأمريكا الجنوبية. وفي الغابات المطيرة، يلتقط البعوض الفيروس من القرود ويمكن أن ينقله إلى البشر عن طريق اللدغات. يُعرف هذا بمصطلح الحمى الصفراء من الغابات.

إذا عاد المصابون حاملين الفيروس في دمائهم إلى المدينة، فيمكن للبعوض الذي يعيش هناك التقاط العامل الممرض ونقله إلى أشخاص آخرين. وعندئذٍ يُشار إلى الحمى الصفراء الحضرية.

إذا أصاب الفيروس أعدادًا كبيرة من الأشخاص غير الحاصلين على التطعيم ضد الحمى الصفراء في المدن الكبيرة، فيمكن للبعوض أن ينقل الفيروس بسهولة، وينشر العدوى على نطاق واسع، من ثمّ، يتسبب في تفشي الحمى الصفراء.

تحدث الحمى الصفراء في البلدان الاستوائية في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وبعض الجزر في منطقة البحر الكاريبي. وفي أمريكا الجنوبية، يظهر المرض بشكل أساسي في بوليفيا والبرازيل والإكوادور وكولومبيا وبيرو. وقارة آسيا خالية حتى الآن من الحمى الصفراء.

تُقيم منظمة الصحة العالمية (WHO) الوضع بأن ما يصل إلى 200,000 حالة مصابة بالحمى الصفراء تحدث في جميع أنحاء العالم كل عام وتتسبب في حوالي 60,000 حالة وفاة.

التطعيم الوقائي يقي من المرض، وجديرٌ بالذكر أنه إلزامي للسفر إلى بعض البلاد. وهذا هو السبب في أن حالات المرض نادرة إلى حد ما بين العائدين من السفر.

في ألمانيا، تم الإبلاغ عن الحمى الصفراء لآخر مرة بين ثلاثة مسافرين عائدين من البرازيل ولم يتلقوا التطعيم في عام 2018. ومات أحد المرضى.

يتوفر تطعيم للوقاية من الحمى الصفراء. ويدور الأمر في ذلك الصدد حول تطعيم بفيروس حي موهن من الحمى الصفراء.

ما توصيات التطعيم السارية في ألمانيا؟

توصي اللجنة الدائمة للتطعيم (STIKO) التابعة لمعهد روبرت كوخ بتطعيم جميع المسافرين إلى المناطق التي تظهر الحمى الصفراء. ولا يمكن القيام بذلك إلا في مراكز التطعيم المعتمدة ضد الحمى الصفراء.

بينما تعتبر منظمة الصحة العالمية (WHO) أن التطعيم الفردي كافٍ مدى الحياة، إلا إن اللجنة الدائمة للتطعيم (STIKO) توصي أيضًا بالتطعيم التنشيطي بجرعة إضافية إذا مر على تلقي التطعيم الأولي أكثر من 10 سنوات. ويمكن استخدام هذه الجرعة التنشيطية، مثلاً، أثناء الإقامة أو قبل السفر إلى منطقة الحمى الصفراء.

قد تكون جرعة التطعيم التنشيطية مفيدة للغاية لمن لديهم ضعف في جهاز المناعة. ويشمل ذلك، مثلاً:

• الأطفال ممن كانت أعمارهم أقل من عامين عندما تلقوا أول جرعة تطعيم
• تطعيم السيدات أثناء الحمل
• المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية
• من تلقوا تطعيمات ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية في نفس وقت التطعيم ضد الحمى الصفراء

على الموقع الإلكتروني للجمعية الألمانية لطب المناطق الحارة وطب السفر والصحة العالمية ج.م.، يمكنك البحث بشكلٍ مستهدف عن مراكز التطعيم ضد الحمى الصفراء في خانة البحث عن طبيب.

ما الآثار الجانبية التي قد يسببها التطعيم؟

نادرًا ما يسبب التطعيم ضد الحمى الصفراء آثارًا جانبية. ومع ذلك، فإن الرضع على وجه الخصوص معرضون لمضاعفات خطيرة، مثل التهاب الدماغ. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي التطعيم إلى الإصابة بالحمى الصفراء، والتي قد تكون مميتة أيضًا. إلى جانب الرضع، فمن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بآثار جانبية خطيرة للتطعيم. ومن ثمّ، يجب على كبار السن طلب المشورة الطبية قبل تلقي التطعيم ضد الحمى الصفراء.

متى لا يوصى بتلقي التطعيم؟

قد تحدث ردود فعل تحسسية لدى المصابين بحساسية من بروتين الدجاج. ومن ثم، لا يوصى بالتطعيم ضد الحمى الصفراء في حالة الحساسية الشديدة.

لا يوصى بالتطعيم أيضًا للمجموعات التالية من الأشخاص:

• الرضع الأصغر من 6 أشهر
• المرضعات
• المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز
• من يعانون من ضعف في جهاز المناعة
• المصابون بأمراض السرطان في المراحل المتقدمة
• المصابون بأمراض الغدة الزعترية: وهي غدة هامة لنضج الخلايا المناعية ولقدرتها الوظيفية

ما الإجراءات الوقائية الأخرى المتوفرة؟

إلى جانب التطعيم، فإن القضاء المستهدف على مناطق تكاثر البعوض يعتبر من الإجراءات الهامة لمكافحة انتشار الحمى الصفراء. تتم محاربة البعوض على نطاق واسع، ولا سيّما في المناطق الحضرية، التي قد ينتشر الفيروس فيها بسرعة.

بالإضافة إلى ذلك، فمن المجدي توفير الحماية بشكل عام من لدغات البعوض في مناطق الحمى الصفراء من خلال:

• ارتداء ملابس طويلة
• استخدام بخاخات البعوض (طارد البعوض)
• النوم أسفل الناموسية

قد يكون أي مرض مصحوب بحمى ويصيب من يتواجد أو كان متواجدًا في منطقة من مناطق تفشي الحمى الصفراء مؤخرًا حمى صفراء.

ومن الممكن أيضًا أن يكون السبب مرض آخر من الأمراض الاستوائية، مثل الملاريا أو حمى الضنك، والتي يكون لها في البداية أعراض شبيهة، وغالبًا ما تكون مميتة إذا تُركت دون علاج.

في المعمل، يمكن رصد الحمض النووي للفيروس مباشرة من خلال اختبار البوليمرز المتعدد (PCR). تتيح الاختبارات الأخرى تحديد أجسام مضادة معينة في الدم. بالإضافة إلى ذلك، تتغير بعض قيم الدم عادةً مع تطور المرض، مثل عدد خلايا الدم البيضاء وتجلط الدم وقيم الكبد والكلى.

يجب الإبلاغ عن مرض الحمى الصفراء. حتى في حالة الاشتباه فيه، فيجب إبلاغ مكتب الصحة.

لا توجد أدوية يمكن استخدامها لمكافحة فيروس الحمى الصفراء بشكل مباشر. لذلك، فمن المهم التعرف على المرض مبكرًا ودخول المريض إلى مستشفى بها إمكانية تقديم العلاج في العناية المركزة.

حيث يمكن للأطباء هناك، بقدر المستطاع، تخفيف حدة الأعراض ودعم وظائف الجسم الحيوية. ومع ذلك، فإن معدل الوفيات بسبب المرض مرتفع: فأكثر من نصف الأشخاص ممن يعانون من مرحلة مرضية شديدة يموتون بسبب هذا المرض.