رعاية المصابين بالخرف

يفقد المصابون بالخرف ذاكرتهم وتركيزهم وقدرتهم على التعلم. ويحدث ذلك بسبب التغيرات داخل الدماغ. ويشعر المصابون بالخرف بصعوبة متزايدة في التعامل مع الحياة اليومية بمفردهم.

وفي ألمانيا، تتم رعاية حوالي ثلثي المصابين بالخرف في المنزل بالاستعانة بالأقارب. وغالبًا ما تمثل الرعاية من قِبل الأقارب تحديًا كبيرًا. وتشمل هذه التحديات مشاكل الاتصال، والسلوك العدواني، والاضطراب الليلي، و"الشرود".

ومن الأسهل الحصول على الدعم في رعاية المصاب بالخرف. حيث يمكن للأقارب الذين يقدمون الرعاية العثور على عروض المشورة والمساعدة والدعم من مراكز المشورة وجمعيات المساعدة الذاتية والشبكات المحلية.

مع تطور مرض الخرف، يصبح التواصل مع المصاب أكثر صعوبة. وفي مرحلة معينة، لن يكون من الممكن التحدث عن الذكريات والتجارب كالمعتاد.

تزداد أهمية اعتبار أن المصابين بالخرف قادرون على التفكير، ولكن يجب الاهتمام بمشاعرهم ومعارفهم الاجتماعية: حتى لو تضاءلت القدرة على التفكير والتصرف أكثر فأكثر لدى المصابين بالخرف، فإن الشعور والرغبة في فعل شيء مفيد والشعور بالانتماء يظل قائماً.

وفي الكثير من الحالات، يمكن فهم العبارات والسلوكيات بشكل أفضل من تاريخ حياة المصابين. ومن المهم أيضًا التعرف على المصابين بالخرف ومعاملتهم بصورة متماثلة على الرغم من صعوبة ذلك.

تغيير المنظور: ضع نفسك مكان المصاب

لفهم المصابين بالخرف، يمكن أن يساعدك أيضًا التفكير من وجهة نظرهم. فهذا قد يُحسن قدرتك على فهمهم. كما يساعد على التمتع بالصبر اللازم. فهذا الأمر يمكن نسيانه أحيانًا في الحياة اليومية.

ولتغيير المنظور، اطرح على نفسك الأسئلة التالية:

• ماذا أفعل لو كنت في هذا الوضع (مثل عدم القدرة على ارتداء الملابس بنفسي)؟
• كيف سأشعر إذا كنت في هذا الموقف (على سبيل المثال، إذا لم أعد أعرف الشخص الذي أتحدث معه)؟
• ما الذي سيجعلني سعيدًا لو كنت في هذا الموقف (على سبيل المثال، عند فقدان تسلسل المحادثات باستمرار)؟

الأطفال والشباب

يلاحظ الأطفال والشباب أيضًا عندما يصاب أحد أفراد الأسرة بالخرف.

فلعبة "ماذا لدى الجدة" وموقع ألزهايمر & أنت، التابع لجمعية ألزهايمر الألمانية يشرحان بطريقة مناسبة للعمر سبب تصرف أفراد الأسرة بشكل مختلف فجأة وما يمكن للأطفال والشباب القيام به.

بالنسبة للمصابين بالخرف، غالبًا ما يكون فقدان الذاكرة في بداية المرض مصحوبًا بالخجل والانسحاب. وكلما تلاشت الذاكرة، زادت صعوبة أن يتدبر المرء شؤونه بنفسه في العالم.

ويمكن للاستراتيجيات التالية أن تساعد مقدمي الرعاية الذين يعانون من مشاكل في الذاكرة:

• الحوادث والارتباك من الأمور الطبيعية. لذلك، توقف عن التصحيح للشخص.
• ولا يساعد طرح الأسئلة في تدريب الذاكرة.
• لا تتعامل مع مشاكل الذاكرة بشكلٍ شخصي، مثلًا عندما ينسى الشخص الذي بحاجة إلى الرعاية اسمك.
• لا تتعامل مع الاتهامات على محمل شخصي. الشخص الذي يحتاج إلى رعاية لا يعنيك تحديدًا، ولكنه غالبًا ما يشعر باليأس.
• الملاحظات أو التلميحات في المنزل يمكن أن تدعم الذاكرة في بداية المرض.
• قم بتنظيم شكل البيئة والروتين اليومي.
• انظر إلى الصور القديمة مع الشخص المعني واحتفظ بالذكريات حية لأطول فترة ممكنة.

إذا لم يفهم المصابون شيئًا ما، فيمكن أن تساعد الأفكار والتوصيات التالية:

• تجنب الحجج المنطقية.
• اتفق مع وجهة نظر الشخص أو اصرف انتباهه عن الموضوع.
• لا تتوقع طرح تفسيرات أو مبررات أو اعتذار.
• إذا كان هناك شيء محدد يسبب المتاعب أو المخاوف، فحاول معرفته للقضاء عليه.
• حاول أن تهدأ. يمكنك أن تؤكد أنك موجود، وتعتني به، أو تمسك يده.

فبهذه الطريقة، يمكن التعامل مع الذاكرة وفهم المشكلات بصورة تسهل التواصل فيما بينكما.

يبدو أحيانًا أن المصابين بالخرف يتصرفون بعدوانية أو بعنف دون سبب. وفي مثل هذه الحالات، يشير الخبراء إلى "السلوك المشوب بالتحديات" لأن هناك أسبابًا لهذه العدوانية عادةً، إلا أن الأشخاص المصابين بالخرف لم يعودوا قادرين على التعبير عنها بالكلمات.

إذا ظهر مثل هذا السلوك في رعايتك اليومية، فكر مرة أخرى في السبب المحدد بعد ذلك. ففي بعض الأحيان يكون هناك محفز للسلوك العدواني. هل كانت الحالة المزاجية متوترة جدًا أو مضغوطة؟ حاول التعاطف مع الشخص المعني. ما الذي يُحتمل أن يكون أغضبه؟ هل أساء الشخص فهم شيء ما؟ إذا وجدت سببًا، فيمكنك التأكد من تجنبه في المرة القادمة.

ويظهر السلوك المشوب بالتحديات أيضًا بين المصابين بالخرف الذين كانوا يتمتعون بمزاج هادئ ومسالم للغاية قبل المرض.

وهذا الأمر صعب على العديد من الأقارب. فعند حدوث مثل هذا السلوك الصعب، يمكن أن توفر التوصيات التالية بعض المساعدات:

• خذ نفسًا عميقًا. وابق هادئًا بقدر المستطاع. وأخبر نفسك أن السلوك العدواني غالبًا ما يكون جزءًا من المرض.
• حاول تهدئة الشخص المصاب.
• استخدم الأشياء التي يمكنها أن تهدئه، مثل الموسيقى أو الرائحة.
• يمكن أن يساعد التواصل الجسدي أو الإلهاء أيضًا في ذلك الصدد.
• حافظ على أحد طرق الهروب مفتوحًا.
• تجنب المشاجرة الجسدية ولا تُمسك الشخص المصاب بإحكام.
• إذا تعامل الشخص بعنف، فغادر الغرفة.
• في حالة الطوارئ، احصل على المساعدة.
• تحدث إلى الطبيب المُعالج بشأن هذا السلوك.

مع تطور المرض، غالبًا ما يصبح المصابون بالخرف قلقين ولديهم رغبة قوية في الحركة. وغالبًا ما يساعد ممارسة الكثير من الأنشطة الحركية. في حالة حدوث اضطرابات أكبر، يمكن البحث عن السبب سويًا. هل الشخص مريض جسديًا؟ هل يشعر بالجوع أو العطش؟ يمكن أن يؤدي النشاط الجماعي أو تغيير المكان أيضًا إلى تخفيف الاضطراب. وصّل للشخص الشعور بالأمان والسلامة.

مشاكل الدخول في النوم أو الاستغراق في النوم

غالبًا ما يكون النوم صعبًا في حالة الإصابة بالخرف. إذا استيقظ المصابون بالخرف كثيرًا في الليل، يمكن أن يساعد منع النوم أثناء النهار وممارسة التمارين الحركية الكافية في ذلك. كما أن الطقوس من الأمور الهامة أيضًا، مثل تناول الشاي وقت النوم. إذا كان هناك شيء محدد يمنع الشخص من النوم، فقد تتمكن من العثور على العامل المُسبب للقلق وتجنبه.

عند "التجول" ليلاً، من المهم أولاً وقبل كل شيء ألا يؤذي المصابون بالخرف أنفسهم أو يفقدوا طريق العودة. لذلك، يجب تأمين السلالم والنوافذ والمواقد وإغلاق أبواب الشقق. وعند توفير السلامة في المكان، يمكنك النوم بكل راحة.

نظرًا لأن الذاكرة قصيرة المدى تتناقص بشكلٍ متزايد في سياق المرض، فيمكن التعامل مع الأشياء الجديدة بشكل سيئ أكثر فأكثر. ومن ثم، من المهم منح المصابين بالخرف بعض الوقت وتوفير الموثوقية لهم. يجب الحفاظ على الإجراءات والهياكل التي أثبتت جدواها. إذا كان من الضروري إجراء تغييرات، فحاول إدخالها في روتين الحياة ببطء.

حاول أيضًا التركيز على المهارات القائمة. يحب الأشخاص المصابون بالخرف أن يفعلوا شيئًا ما سويًا. حتى عندما تزداد صعوبة التفكير، فلا يزال بإمكانهم غالبًا تذكر الأغاني القديمة والرسم والقيام بأشياء أخرى كثيرة. الهوايات والأنشطة المُحببة من الأمور الهامة.

لا تسمح للشخص الذي يحتاج للرعاية أن ينسحب كليًا إلى الفراش. حاول إشراكه، مثلاً عند الطهي أو تجهيز المنضدة. يمكن أيضًا أن تساعد الأنشطة المشتركة مثل تناول الطعام أو الذهاب للتجول أو الرحلات الاستكشافية في ذلك. والأوقات المحددة لتناول الطعام والراحة والعمل والنوم من الأمور بالغة الأهمية للمصابين بالخرف.

تجهيز بيئة المعيشة بشكل مناسب

يجب أن يكون منزل المصاب بالخرف منظمًا جيدًا ومضاء جيدًا. ومن الأفضل أن يبقى الأثاث والتذكارات في مكانها المعتاد. فالتذكارات لها أهمية خاصة، لأنها عادة ما تمنح شعوراً بالأمان. 

وبدلاً من الأنماط المثيرة والألوان الزاهية، يجب تقليل مثل هذه المحفزات. ومع ذلك، فإنها تساعد إذا كانت تُبرز الأشياء المهمة في البيئة المحيطة. الإضاءات المتباينة مفيدة، على سبيل المثال، في المرحاض، أو مفاتيح الإضاءة، أو الدرابزين، أو إطارات الأبواب، أو الدَرج. ويمكن أيضًا تمييز الغرف - على سبيل المثال بوضع صورة لسرير على باب غرفة النوم.

ضمان السلامة

يجب تأمين السلالم والنوافذ والمواقد وإغلاق أبواب الشقق. يجب ألا تزيد درجة حرارة الماء عن 40 درجة. ويجب أيضًا أن تكون الأبواب، مثل باب الحمام، قابلة للفتح من الخارج إذا قام الشخص الذي يحتاج للرعاية بإغلاق الباب من الداخل ولم يعد بإمكانه فتحه من الداخل.

يمكن لمقدمي الرعاية من الأقارب أن يشعروا بالإجهاد عند رعاية المصابين بالخرف. ومن المهم للغاية الحصول على المشورة بشأن عروض المساعدة والدعم في مرحلة مبكرة.

المشورة والمعلومات عن الخرف

يقدم هاتف مرضى ألزهايمر التابع لجمعية ألزهايمر الألمانية ج.م. المشورة حول جميع الأسئلة المتعلقة بالخرف.
14 95 37 259 030

دليل مرضى الخرف الذي طرحته الوزارة الاتحادية لشؤون الأسرة وكبار السن والنساء والشباب هو عبارة عن معلومات خاصة ومنصة تبادل للرعاية من قِبل الأقارب.

المشورة حول الرعاية

توفر قواعد الرعاية ومراكز مشورة الرعاية معلومات مجانية وشاملة ومستقلة حول رعاية المصابين بالخرف. كما تقدم المشورة بشأن الدعم العملي من خلال إعانات تأمين الرعاية، مثل خدمات التمريض والرعاية النهارية والليلية والرعاية المؤقتة.

وفي قاعدة بيانات المشورة الخاصة بمركز الجودة في الرعاية، يمكنك العثور على قاعدة الرعاية ومراكز المشورة بشأن الخرف في منطقتك.

ويقدم الخط الساخن للمواطنين، والتابع لوزارة الصحة الاتحادية، المشورة بشأن الأسئلة المتعلقة بتأمين الرعاية.
رقم الهاتف: 02 66 60 340 030

مجموعات المساعدة الذاتية ومجموعات الأقارب

في مجموعات المساعدة الذاتية ومجموعات الأقارب، يمكنك تبادل الخبرات مع أشخاص آخرين ممن لديهم وضع مماثل. فمن الممكن أن يساعد فهم بعضكم بعضًا على الشعور بالراحة. وستجد هنا عادةً نصائح سريعة حول المشكلات العملية، ونصائح للمساعدة الاحترافية وتوصيات مفيدة أخرى.

يمكن العثور على قاعدة بيانات على مستوى ألمانيا للأقارب ومجموعات المساعدة الذاتية في مركز الاتصال والمعلومات الوطني لتحفيز ودعم مجموعات المساعدة الذاتية (NAKOS).

شبكات مرضى الخرف

اكتشف ما إذا كان يمكنك الانضمام إلى مبادرة شبكة المبادرة في منطقتك.

المشورة في حالة الضغط النفسي

هل أثقلت عليك الرعاية بشدة بالفعل وتعاني من مشاعر توتر مختلفة؟ يمكنك إذًا الحصول على المشورة من الخدمة الطبية عند الطلب على الرقم 117 116.

في حالات الأزمات الحادة، اتصل بخدمة الرعاية النفسية الهاتفية. حيث ستقدم لك المشورة مجانًا وعلى مدار الساعة: على الأرقام 111 0 111 - 0800 أو 222 0 111 - 0800.

رعاية الأطفال والشباب

غالبًا ما يشارك الأطفال والشباب أيضًا في تقديم الرعاية.

ويقدم موقع Pausentaste التابع للوزارة الاتحادية لشؤون الأسرة الدعم العملي والنفسي للأطفال والشباب مُقدمي الرعاية.

المسائل القانونية

يجب أن يحدد المصابون بالخرف من سيتخذ القرارات الهامة نيابة عنهم لاحقًا. ويجب أن يفعلوا ذلك طالما أنهم لا يزالون قادرين على القيام بم. ويمكنك معرفة المزيد عن ذلك في مقال الاحتياطات لحالات الطوارئ.