التيتانوس

التيتانوس عبارة عن مرض يسمى بداء الكزاز. إذا تكاثرت مُسببات المرض في جرح ملوث، فقد تحدث تشنجات عضلية في جميع أنحاء الجسم بعد 4 أيام إلى 30 يومًا. وغالبًا ما يتوفى المصابون بالتيتانوس بسبب مشاكل التنفس وفشل القلب والأوعية الدموية.

معدل الوفيات بسبب التيتانوس مرتفع للغاية، إلا أنه ينخفض إلى 10 حتى 20 بالمائة في حالة تلقي العلاج في قسم الرعاية المركزة بصورةٍ جيدة. وقد يقي التطعيم الوقائي من المرض. لهذا السبب، فنادرًا ما يظهر التيتانوس في ألمانيا.

يحدث المرض فقط عن طريق الجروح أو الإصابات التي يتكاثر فيها مُسبب مرض التيتانوس. ويُطلق على التيتانوس أيضًا اسم "مرض الكزاز" لأن مجموعات العضلات المختلفة تنقبض وتتصلب.

والعلامات النمطية تشمل:

• حدوث تشنجات عضلية أولاً بالقرب من الجرح، ثم تنتشر لاحقًا أيضًا بحيث يحدث ارتعاش مفاجئ لمجموعات عضلية كبيرة
• حدوث ابتسامة عريضة بسبب تشنج عضلات الوجه (ريسوس ساردونيكوس)
• ضيق الفك، فقدان القدرة على فتح الفم (الضزز)
• الشد المفرط لعضلات الظهر والرقبة (التشنج الظهري)
• صعوبة البلع
• عدم وجود حمى أو وجود حمى طفيفة
• الحفاظ على الوعي

العامل المسبب لمرض الكزاز هو بكتيريا المطثية الكزازية. ومن الناحية العملية، توجد هذه البكتيريا في كل مكان، خاصة في التربة وروث الخيول. ومن الممكن أن تكوّن مسببات مرض الكزاز أشكال لها قدرة مقاومة خاصة: الأبواغ. تقاوم الأبواغ البكتيرية التأثيرات البيئية، مثل الحرارة أو مواد التعقيم. مما يسمح لمُسبب المرض بالبقاء في التربة لسنوات.

إذا تحسنت الظروف المعيشية للبكتيريا مرة أخرى، فإنها تتحول مرة أخرى إلى صورتها القادرة على التكاثر. تتكاثر المطثية الكزازية بشكل جيد في درجة حرارة الجسم وفي ظل انخفاض الأكسجين - أي في حالة عدم وجود الهواء. وعندئذٍ فقط تتكوّن السموم المسببة للمرض (الذيفان).

تنتقل هذه الذيفان إلى الأعصاب على طول الحبل الشوكي. وهناك، تخمد الأعصاب المثبطة تهيج العضلات. ومع ذلك، فإن السموم توقف هذا التثبيط، مما يتسبب في زيادة نشاط العضلات. التبعات: تنقبض العضلات حتى مع أقل المحفزات.

عامل الخطر الأكبر للإصابة بالتيتانوس يكون بين الأشخاص ممن لم يتلقوا التطعيم ضده أو تم تطعيمهم ضده بصورة جزئية فحسب. كما أن الإصابات المكشوفة، أي الجروح، تمثل دائمًا الشرط الأساسي لحدوث العدوى. إلا أن العدوى من شخصٍ لآخر غير ممكنة.

في ألمانيا، هناك أقل من 15 حالة مصابة سنويًا بالمرض في السنوات الأخيرة. وتظهر هذه الإصابات في الغالب بين كبار السن الذين يعانون من عدم كفاية الحماية التطعيمية.

ومع ذلك، فإن الوضع مختلف حول العالم: ففي عام 2017، توفي ما يزيد عن 30,000 من حديثي الولادة بسبب التيتانوس. وتحدث العدوى في المقام الأول في البلاد ذات الطقس الدافئ والرطب وذات معدلات التطعيم المنخفضة والرعاية الطبية غير الكافية.

يتطور المرض بشكل مختلف بين غير الحاصلين على التطعيم مقارنة بمن تلقوا تطعيمًا جزئيًا. ويظهر شكل خاص من المرض بين حديثي الولادة.

تطور الشكل العام من المرض

الشكل العام من مرض التيتانوس يعتبر الشكل الأكثر شيوعًا في ألمانيا ويُصيب المرضى غير الحاصلين على التطعيم. وفي هذا الشكل، تظهر الأعراض النمطية. إذا كانت التشنجات قوية جدًا وتؤثر على عضلات العمود الفقري الباسطة في نفس الوقت، فقد تحدث كسور في العمود الفقري.

ومع تقدم المرض، تهاجم سموم بكتيريا التيتانوس الأعصاب التي تغذي أعضاء الجهاز التنفسي والأوعية الدموية. عندئذٍ، يعاني المرضى من ضيق التنفس وتقلبات في ضغط الدم وتصبب العرق. إذا لم تتوفر رعاية طبية مركزة جيدة، فقد يموتون بسبب فشل الرئة والقلب والأوعية الدموية.

تطور المرض بين حديثي الولادة

يحدث شكل المرض الذي يصيب حديثي الولادة بشكل رئيسي عندما لا يتم تطعيم الأم ولا يتم الحفاظ على نظافة سرة الطفل بشكل سليم. وبين الرضع، يدخل مُسبب مرض التيتانوس الجسم عن طريق السرة. وتظهر خلال أول أسبوعين على الأطفال أعراض مثل تصلب العضلات والتشنجات وسوء الرضاعة. وتحدث معظم وفيات التيتانوس في جميع أنحاء العالم في شكل المرض الذي يصيب حديثي الولادة.

تطور الشكل الموضعي للمرض

يحدث الشكل الموضعي أحيانًا عندما تكون مناعة المرضى جزئية فحسب. وفي هذه الحالة تقتصر الأعراض على العضلات في المنطقة المجاورة مباشرة للجرح. وعادة ما يكون لهذا الشكل مسارًا غير ضار، إلا أنه قد يتحول إلى الشكل العام للمرض.

يمكن توفير الحماية من التيتانوس عن طريق التطعيم. توصي اللجنة الدائمة للتطعيم (STIKO) التابعة لمعهد روبرت كوخ بمنح التطعيمات التالية للأطفال والبالغين:

بدءًا من الشهر الثاني، يجب تطعيم الرضع بثلاث جرعات يفصل بين كلٍ منهما شهر، ثم لمرة واحدة من عمر 11 إلى 14 شهرًا. فبذلك يكون التحصين الأساسي قد اكتمل. يتم منح جرعة التطعيم الأولى في سن 5 إلى 6 سنوات، والجرعة الثانية في سن 9 إلى 16 سنة.

ويمكن للبالغين تعويض التحصين الأساسي المفقود بحسب مخطط تطعيم الأطفال. عندئذٍ يجب عليهم تنشيط الحماية ضد التطعيم كل عشر سنوات.

التطعيم المتعارف عليه هو تطعيم مركب يقي أيضًا من الدفتيريا والسعال الديكي.

يمكنك العثور على إجابات عن الأسئلة الأكثر طرحًا حول التطعيم ضد التيتانوس على موقع معهد روبرت كوخ (RKI).

يمكن للأطباء تشخيص المرض بشكلٍ واضح بناءً على الأعراض النمطية، مثل انغلاق الفك وتشنجات الوجه وتشنجات عضلات الظهر. ولتأكيد التشخيص، يمكن رصد السموم التي تنتجها مسببات الأمراض عن طريق إجراء تجربة على الحيوانات. ومع ذلك، فلا يلزم ذلك إلا في حالات استثنائية.

يعالج الأطباء التيتانوس على مستويات مختلفة. فمن ناحية، يتم مكافحة مسببات الأمراض والسموم التي تفرزها، ومن ناحية أخرى، يتم منح الأدوية التي تستهدف تخفيف حدة الأعراض.

التحصين النشط والسلبي

في حالة وقوع إصابة، يتم حقن المرضى الذين لم يتلقوا التطعيم أو ممن تعتبر حالة التطعيم الخاصة بهم غير معروفة بالغلوبيولين المناعي للتيتانوس. فهذه هي الأجسام المضادة التي تجعل سموم التيتانوس غير ضارة (التحصين السلبي). وفي نفس الوقت، يتم منح التطعيم الطبيعي لتحفيز الجسم بشكل إضافي على إنتاج الأجسام المضادة الخاصة به (التحصين النشط).

المرضى ممن لديهم حماية تطعيمية كاملة وتلقوا جرعة التطعيم الأخيرة منذ فترةٍ قصيرة نسبيًا لا يتلقون الغلوبولين المناعي ولا جرعة التطعيم الإضافية.

العناية بالجروح

بالنسبة لجميع المرضى ممن يعانون من جروح عميقة أو متسخة وتلف كبير في الأنسجة، فيجب على الجراح قطع منطقة الجرح وتنظيفها بعناية. فهذا يمنع مسببات الأمراض من التكاثر وتكوين السموم.

المضادات الحيوية

لا تستطيع المضادات الحيوية محاربة السموم المسببة للمرض، إلا أنها قد تمنع البكتيريا المكونة للسموم من مواصلة التكاثر. لذلك يصف الأطباء أيضًا مضادًا حيويًا، مثل ميترونيدازول.

العلاج في وحدة العناية المركزة

إذا كان المرضى يعانون بالفعل من أعراض مرض التيتانوس، فإن أطباء وحدة العناية المركزة يراقبون الوظائف الحيوية، مثل التنفس والدورة الدموية. ولتجنب التشنجات، يستلقي المصابون في بيئة بها أقل قدر ممكن من التهيج ويتم منحهم دواءً لتهدئة العضلات.