بذلك يمكن تقوية جهاز المناعة

هناك مجموعة واسعة من المنتجات لتقوية جهاز المناعة. ومع ذلك، فهناك عدد قليل للغاية من هذه المنتجات الذي أثبت فعاليته. من ناحية أخرى، يساهم نمط الحياة الصحي بشكل مباشر في دعم نظام المناعة.

نظرة سريعة

  • يعمل جهاز المناعة على مواجهة مسببات الأمراض.
  • وتنخفض قدرة جهاز المناعة مع التقدم في العمر. 
  • إلا أن النظام الغذائي السليم، والتمارين الرياضية، والنوم بالقدر الكافي، وتقليل التعرض للتوتر، كلها أشياء تقوّي نظام المناعة بطريقة طبيعية وتقوي جهاز المناعة نفسه.
  • كما تتيح التطعيمات تدريب جهاز المناعة وتوفر أيضًا حماية موجهة ضد بعض مسببات الأمراض الخطيرة.

إرشاد: المعلومات الواردة في هذا المقال لا يمكن ولا يجب أن تحل محل زيارة الطبيب ولا يجوز استخدامها للتشخيص الذاتي أو العلاج الذاتي.

جهاز المناعة: يقف العديد من الأشخاص في غرفة مضيئة ويُمارسون تمارين حركية. وفي المقدمة، تظهر امرأة مسنة تُحرك كلتا ذراعيها.

ما الذي يجب أن تعرفه في البداية؟

جهاز المناعة يحمي الجسم من المواد أو الكائنات الحية الغريبة في البيئة. وتشمل هذه المواد، البكتيريا المسببة للأمراض والفيروسات، مثل فيروس كورونا المستجد سارس-كوفيد-2. وفي أشهر الخريف والشتاء خصوصًا، يزداد الاهتمام بقضايا النظافة الصحيّة وتجنب العدوى وتقوية جهاز المناعة. ويتساءل الكثيرون عن كيفية تحسين مناعتهم.

وإذا كتبت هذا السؤال على أحد محركات البحث على الإنترنت، فستجد آلاف المنشورات حول المنتجات والمستحضرات التي يُزعم أنها تقوي جهاز المناعة وتحمي من الأمراض المختلفة. ومع ذلك، فأغلب هذه المقولات غير مُثبتة علميًا. بدلاً من ذلك، خلصت الدراسات إلى أن التغييرات البسيطة في نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وممارسة الكثير من الأنشطة الحركية، والاسترخاء الكافي لمواجهة الإجهاد اليومي، والنوم الصحي، وأخيراً وليس آخراً، التطعيمات، قد يكون لها تأثير إيجابي على جهاز المناعة وبالتالي تُقوّي جهاز المناعة.
 

كيف يعمل نظام المناعة؟

يتكون نظام المناعة بشكل أساسي من مكونين، الاستجابة المناعية الفطرية ونظيرتها المكتسبة.

حيث إن الجلد والأغشية المخاطية والرئتين والأمعاء تسمى جميعًا بأعضاء الجسم الحاجزة بين داخل الجسم وخارجه. وفي هذه الأعضاء، توجد العديد من خلايا نظام المناعي الفطري: حيث تمنع الأعضاء الحاجزة هذه دخول الكائنات الحية الدقيقة إلى الجسم. وإذا تغلبت مسببات الأمراض على هذا الحاجز، فإن المكونات الأخرى (الخلايا المناعية والبروتينات) من الجهاز المناعي الفطري في الجسم تستجيب إلى جميع مسببات الأمراض الدخيلة. ويشير الخبراء أيضًا إلى الاستجابة المناعية غير النوعية.

ومن ناحية أخرى، هناك ما يسمى بالمناعة المكتسبة، والتي تكون أكثر تحديدًا. وهذا يعني أن الخلايا المناعية والأجسام المضادة (الجسم المضاد) تتعرف على مسببات أمراض محددة وتحاربها بسرعة. وهذا الجزء من الاستجابة المناعية "قادر على التعلم" ويمكن تدريبه من خلال التطعيمات.

ما هي الأجسام المضادة؟

يشرح هذا الفيديو ما هي الأجسام المضادة، وما هي مهامها.

يوجد مقطع الفيديو والمزيد من مقاطع الفيديو على اليوتيوب

مشاهدة الآن

تسري تعليمات حماية البيانات المعلنة هناك.

عادة لا تظهر أهمية المناعة إلا عندما تصبح ضعيفة، مثلاً، بسبب قلة النوم أو الإجهاد اليومي أو العدوى.

مع التقدم في العمر، تنخفض قدرة جهاز المناعة وتزداد قابلية الإصابة بالعدوى.

ومثل الأعضاء الأخرى، يخضع جهاز المناعة البشري أيضًا للشيخوخة. وهذا يعني أن الجهاز المناعي يتدهور مع التقدم في العمر وتزداد القابلية للإصابة بالعدوى. لا يمكن منع علامات الشيخوخة هذه أو إيقافها بالكامل. ومع ذلك، فمن الممكن طوال الحياة الحفاظ على جهاز المناعة لفترة أطول من خلال بعض الإجراءات البسيطة.

لماذا يُضعف الضغط جهاز المناعة؟

عندما يتفشى الضغط لفترة طويلة، فإنه يُضعف جهاز المناعة ويَزيد من التعرض للأمراض الالتهابية والعدوى. ويمكن أن ينخفض إنتاج الأجسام المضادة أيضًا في ظل التعرض للضغط المستمر، مما يعني أن جهاز المناعة يتدهور ويمكن أن تكون التطعيمات أقل فعالية كذلك.

ومن العوامل المعروفة للضغط الدائم، فترات الاختبارات في المدرسة أو في العمل أو في الجامعة. فمن الممكن أن يتسبب مثل هذا الضغط النفسي طويل الأمد في زيادة الالتهابات وإضعاف المناعة وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة. ولمنع حدوث ذلك، من المهم تجنب الضغط المستمر. ومع ذلك، لم يتم بعد توضيح مدى نفع تقنيات الاسترخاء، مثل تقليل الضغط القائم على الانتباه، في تقوية جهاز المناعة.

كيف تُقوي التغذية جهاز المناعة؟

النظام الغذائي المتوازن والصحيّ لا يُقوّي النبيت الجرثومي المعوي فحسب، بل يَمد الجسم أيضًا بكميات كافية من الفيتامينات والمعادن الهامة التي يحتاجها جهاز المناعة. والتي تشمل في المقام الأول فيتامينات ب1 وب6 وب12 وفيتامين سي وفيتامين د وحمض الفوليك والنياسين بالإضافة إلى معادن الزنك والسيلينيوم والحديد. ومع ذلك، فإن تناول كمية إضافية من المكملات الغذائية ليس ضروريًا عادة لتغطية الاحتياجات اليومية.

ولم يتم بعد التأكد مما إذا كانت المكونات الغذائية الأخرى، مثل الألياف الغذائية، أو بعض كتل البروتين، أو أحماض أوميغا-3 الدهنية أو المواد الحيوية لها تأثير إيجابي أيضًا. على سبيل المثال، تعمل كتل البروتين، التربتوفان، على تقوية جهاز المناعة في الغشاء المخاطي المعوي، بينما تعمل أحماض أوميغا-3 الدهنية والألياف والمواد الحيوية، بما في ذلك الزبادي، على مقاومة الالتهابات.

هل الرياضة تساهم كذلك في تقوية جهاز المناعة؟

يؤثر النشاط البدني أيضًا على أداء جهاز المناعة. فنقص الأنشطة الحركية يُساهم في ألا تستطيع الخلايا المناعية اختراق جميع الأعضاء بشكل كافٍ عبر الجهاز الدوري. وتشير دراسات مختلفة إلى أن نمط الحياة النشط، مع ممارسة الرياضة بانتظام، يبطئ من شيخوخة جهاز المناعة، ويقلل من التفاعلات الالتهابية ويحسن الدفاع ضد الفيروسات والبكتيريا.

يمكن لنمط الحياة المفعم بالنشاط أن يُبطئ شيخوخة الجهاز المناعي، ويقلل من ردود الفعل الالتهابية ويُحسّن مقاومة الفيروسات والبكتيريا.

ومن ثمّ، يوصى بممارسة الأنشطة الحركية بانتظام وممارسة تمارين اللياقة البدنية كإجراءات داعمة لتقوية جهاز المناعة.

من الضروري أن تعرف: إذا كنت تمارس الرياضة في الهواء الطلق، فإنك تصطاد عصفورين بحجرٍ واحد: ففي الهواء الطلق، ينتج الجلد فيتامين د عند تعرضه لأشعة الشمس فوق البنفسجية. وهذا الفيتامين مهم أيضًا لتقوية جهاز المناعة.

ما أهمية النوم في تقوية جهاز المناعة؟

الأرق من المشاكل المنتشرة اليوم. فغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالأرق من ضغوط يومية وأفكار لا تنتهي. وفي مثل هذه الحالات، يوصي الخبراء بالاسترخاء الكافي لموازنة الضغط المتعرضين إليه. ومن الأشياء التي ينساها البعض بسهولة: النوم له أهمية بالغة في الحفاظ على جهاز المناعة وتقويته. فأثناء النوم، يُجدد الجسم جهاز المناعة والتوازن الهرموني، وينظف الدماغ والجهاز العصبي من الإجهاد الذي يتعرض له نهارًا وينظم عملية التمثيل الغذائي. بالإضافة إلى ذلك، يلعب النوم دورًا مهمًا في التعلم والذاكرة. 

كما يؤثر النوم أيضًا على الالتهابات. فحتى الآن، تمت دراسة ذلك بشكل أفضل بين الأشخاص الذين يعانون من النقص المزمن للنوم. وتشير الدراسات إلى أنهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التي تسببها التفاعلات الالتهابية المزمنة، بما في ذلك مرض السكري وتصلب الشرايين وأمراض الجهاز العصبي.

كيف تُقوي التطعيمات جهاز المناعة؟

التطعيمات التي أوصت بها لجنة التطعيم الدائمة (STIKO) في ألمانيا التابعة لمعهد روبرت كوخ (RKI) تعتبر من الطرق الأخرى لتقوية جهاز المناعة. حيث يوفر التطعيم الحماية من بعض مسببات الأمراض. وبالتالي، يُمكن منع العدوى بهذه العوامل الممرضة أو تكون أخف بكثير.

وأفضل مثال على ذلك هو تطعيم الأنفلونزا، الذي يوصى به لكل من يزيد عمره عن 60 عامًا: يوفر التطعيم "ذاكرة مناعية"، مما يعني أنه عند التعرض لفيروس الأنفلونزا حاليًا، يبدأ جهاز المناعة محاربة الفيروس بسرعة وفعالية.

ما هي الخلاصة؟

يريد الكثيرون التمتع بنظام مناعة قوي لتجنب الإصابة بنزلات البرد، وتجاوز موسم الأنفلونزا السنوي جيدًا، والنجاة من جائحة كوفيد-19 بسلام. ومن غير الضروري اللجوء إلى تناول المكملات الغذائية لتحقيق ذلك، لأن جميع العناصر الغذائية الضرورية موجودة بكميات كافية عند اتباع نظام غذائي متوازن وصحي. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض مجالات الحياة التي تؤثر أيضًا على جهاز المناعة، ولكن غالبًا ما يتم تجاهلها: الحد من الإجهاد، والنوم الكافي، وممارسة الرياضة وكذلك قضاء الوقت في الهواء الطلق جميعها أشياء تدعم أيضًا جهاز المناعة في عمله.

خضع للاختبار من قبل الجمعية الألمانية لعلم المناعة ج.م.

الحالة:
هل وجدت هذا المقال مفيدًا؟