متلازمة تململ الساقين

"تململ الساقين" والمعروف باللغة الإنجليزية بالمصطلح "Restless Legs".

حيث يشعر المصابون بمتلازمة تململ الساقين (RLS) بوخز غير مريح أو بالشد في الساقين. وتكون لديهم أيضًا حاجة ملحة لتحريك الساقين. يحدث الانزعاج فقط في وضع الراحة ويهدأ، مؤقتًا على الأقل، عند تحريك الساقين.

وعادة ما تكون متلازمة تململ الساقين (RLS) مصحوبة بحركات تشنجية لا إرادية للساق أثناء النوم.

يتم التفرقة بين متلازمة تململ الساقين الأولية والثانوية. ففي الشكل الأوليّ، لا يكون السبب معروفًا. إلا أنه يحدث بشكلٍ شائع في العائلات. ويحدث الشكل الثانوي بالارتباط بظروف أو أمراض معينة - على سبيل المثال الحمل أو نقص الحديد.

ويشير الأطباء أيضًا إلى متلازمة تململ الساقين (RLS) بمصطلح متلازمة ويتماك اكبوم.

يشعر المصابون بمتلازمة تململ الساقين (RLS) بعدم الراحة في الساقين وتكون لديهم رغبة قوية في الحركة. ويصفون الشعور بالوخز أو الضيق أو الشد العميق في الساقين. وعادة لا يوجد ألم ولا يكون الجلد حساسًا للمس.

تظهر الأعراض عند الراحة فقط. كما يُحسنها المشي أو حركات الساق الأخرى مؤقتًا. ويساعد التدليك أو الفرك أيضًا في تخفيف حدة الأعراض. وقد يكون الانزعاج أقوى في المساء والليل، ويبدأ عادةً بعد وقت قصير من الخلود للنوم.

بين من يعانون من متلازمة تململ الساقين (RLS) في مراحلها الشديدة، تظهر الأعراض في وقت مبكر من اليوم عند الجلوس أو الاستلقاء، مثلاً لقراءة كتاب أو الذهاب إلى السينما. وفي الليل، قد يكون الانزعاج مؤلمًا لدرجة تضطر المصاب إلى النهوض لكي تهدأ الأعراض.

الأسباب الدقيقة لمتلازمة تململ الساقين (RLS) غير معروفة على وجه اليقين. إلا أن هناك استعدادًا وراثيًا لحدوث "تململ الساقين": بين 40 إلى 60 بالمائة من المصابين بمتلازمة تململ الساق، تكون المتلازمة وراثية في العائلة. ومن المحتمل أن يندمج الاستعداد الوراثي مع عوامل أخرى لتحفيز متلازمة تململ الساقين.

وتشمل هذه العوامل:  

• نقص الحديد
• بعض الأدوية
• الحمل
• الفشل الكلوي المزمن
• اضطراب التمثيل الغذائي للغدة الدرقية

إلا أن ما يحدث تحديدًا في الجسم في حالة الإصابة بمتلازمة تململ الساقين لا يزال غير واضح. ومع ذلك، فقد تم تحديد التغيرات المختلفة في الجهاز العصبي التي قد تكون مرتبطة بالمتلازمة لدى المصابين بمتلازمة تململ الساقين (RLS).

وتشمل هذه التغيرات، نقص الحديد واضطراب توازن الدوبامين. الدوبامين عبارة عن مادة مرسال خاصة بالجهاز العصبي، ويعرف بمصطلح "هرمون السعادة". لا يعزز الدوبامين الشعور بالسعادة فحسب، بل ينظم أيضًا الحركة.

وقد يلعب اضطراب الدورة الدموية في الساقين أيضًا دورًا في تطور متلازمة تململ الساقين.

من العوامل الهامة التي تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة تململ الساقين (RLS) نقص الحديد. وقد يكون انخفاض مستويات الحديد في الدم مؤشرًا على متلازمة تململ الساقين (RLS).

كما تساعد بعض الأدوية أيضًا على حدوث "تململ الساقين". ويندرج ضمن ذلك:

• مضادات الهيستامين لمواجهة أعراض الحساسية
• بعض مضادات الاكتئاب، والتي تستخدم مثلاً، لعلاج الاكتئاب
• حاصرات بيتا: الأدوية الخافضة لضغط الدم
• محفزات الدوبامين: الأدوية التي تتداخل مع التمثيل الغذائي للأعصاب

من الأفضل لمن يعانون من متلازمة تململ الساقين التحدث إلى طبيبهم حول ذلك.

قد تتطور متلازمة تململ الساقين (RLS) أيضًا بالارتباط مع أمراض معينة: يعاني 25 إلى 50 بالمائة من المصابين بمرض الكلى المزمن في نهاية المطاف من "تململ الساقين". كما تحدث الإصابة أيضًا مع أمراض الأعصاب والنخاع الشوكي والتصلب المتعدد وربما مرض باركنسون.

وبين الأطفال، غالبًا ما ترتبط متلازمة تململ الساقين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) والاكتئاب.

متلازمة تململ الساقين (RLS) من الأمراض الشائعة. حيث تحدث بين حوالي 5 إلى 10 بالمائة من البالغين وبين 2 إلى 4 بالمائة من الأطفال والمراهقين. ومع ذلك، فتشير التقديرات إلى أن 2 إلى 3 بالمائة فقط من البالغين يعانون من أعراض متوسطة إلى شديدة.

وقد تحدث متلازمة تململ الساقين (RLS) في أي عمر. ومع ذلك، فهي أكثر شيوعًا بين كبار السن ممن تبلغ أعمارهم 65 عامًا وأكثر. وشيوع المرض بين النساء ضعف حدوثه بين الرجال. وبين الأطفال، لا يوجد فرق في التواتر بين الأولاد والفتيات.

تعاني بعض السيدات أيضًا من "تململ الساقين" أثناء الحمل - خاصة في الثلث الأخير من الحمل (الثلث الثالث). وبعد الولادة، تختفي الأعراض مرة أخرى.

متلازمة تململ الساقين الأولية (RLS) - سبب هذا الشكل من المرض غير معروف - وتحدث قبل سن 30 عامًا. وغالبًا ما يكون هناك أيضًا تواتر للمرض داخل العائلة. وعادة ما يتطور المرض ببطء، ويصل إلى صورته الكاملة بين سن 40 و60 عامًا.

بين حوالي 70 بالمائة من المصابين بمتلازمة تململ الساق، تزداد الأعراض سوءًا على مر السنين. وفي الأشكال الحادة من المرض، غالبًا ما تكون هناك أعراض إضافية في الذراعين، وغالبًا ما تظهر بعد سنوات من ظهور مشاكل الساق.

ومن تبعات متلازمة تململ الساقين، مشاكل النوم والاستيقاظ في الليل. ويمكن لاضطرابات النوم أن تضعف جودة الحياة بشكلٍ كبير، وتؤدي إلى الإرهاق أثناء النهار. ومن يعانون من "تململ الساقين" معرضون أيضًا لارتفاع ضغط الدم والصداع.

يطرح الطبيب أسئلة عن الأعراض والأمراض السابقة ويمكنه رصد متلازمة تململ الساقين (RLS) بناءً على الأعراض النمطية.

عادة لا تكون نتائج الفحص البدني مُلفتة. كما أن الاختبارات الإضافية ليست ضرورية للتشخيص. ومع ذلك، يسحب الطبيب عينة دم لتحديد مستوى الحديد، لأنه غالبًا ما يكون منخفضًا بين المصابين بمتلازمة تململ الساقين (RLS). في حالة الاشتباه في وجود مرض آخر يُسبب الأعراض، فقد تكون هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الفحوصات.

هناك بعض الأشياء التي يمكن القيام بها لتخفيف حدة أعراض متلازمة تململ الساقين (RLS). في حالة "تململ الساقين" ذات الأعراض الطفيفة، يكفي تدليك أو تحريك الساقين لتخفيف حدة الأعراض. إذا كانت الأعراض شديدة، يمكن لبعض التدابير أن تُساعد من يعانون من متلازمة تململ الساقين (RLS) في تناول عدد قليل من الأدوية.

وتشمل التدابير الموصى بها ممارسة الأنشطة الحركية بانتظام والنشاط العقلي أثناء فترات الراحة، مثل حل الألغاز المتقاطعة. كما أن تجنب الكافيين والنيكوتين والكحول له تأثير إيجابي.

من المجدي التحقق مما إذا كانت الأدوية التي يتناولها المرء بالفعل قد تسبب تفاقم الأعراض. إذا كان الأمر كذلك، فيمكن مناقشة الطبيب فيما إذا كانت هناك بدائل مناسبة.

الحصول على قسط كافٍ من النوم من الأمور الهامة أيضًا، لأن قلة النوم قد تسبب تفاقم الأعراض كذلك. في حالة الأطفال ممن يعانون من متلازمة تململ الساقين على وجه الخصوص، يجب على الآباء التأكد من أنهم ينامون بانتظام وبشكل كاف.

إذا كانت نسبة الحديد في الدم منخفضة، فيصف الطبيب أقراص الحديد. ومع ذلك، فلا ينبغي تناول الحديد دون استشارة الطبيب لتجنب تناول جرعة زائدة.

يمكن للأدوية أن تساعد في علاج الأعراض الأكثر حدة، والتي لا تكفي هذه الإجراءات لعلاجها.

وتُستخدم المواد الفعالة التالية بشكل أساسي في علاج متلازمة تململ الساقين (RLS) بالأدوية:

• محفزات الدوبامين مثل براميبيكسول، أو روبينيرول، أو روتيجوتين: حيث تحاكي تأثيرات الدوبامين في الدماغ.
• مضادات الاختلاج، مثل جابابنتين أو بريجابالين: وهي أدوية مضادة للتشنج والتي تستخدم أيضًا في علاج الصرع.

بالإضافة إلى ذلك، قد يستخدم ليفودبا - مادة فعالة تزيد من كمية مادة الدوبامين المرسال - وفي الحالات الشديدة، يتم استخدام مسكنات الألم من فئة المواد الأفيونية.