الألم المزمن

قد يجعل الألم المزمن الحياة صعبة. ولا يمكن دائمًا القضاء على سببه. ويُجرى العلاج على عدة مستويات، حيث يهدف إلى تقليل الألم وتحسين جودة الحياة.

نظرة سريعة

  • يُشار إلى الألم المزمن عندما يستمر الألم لأكثر من 3 إلى 6 أشهر.
  • وينتج هذا الألم لعدة أسباب، من بينها، وجود خلل في الجهاز العصبي أو وجود التهاب مزمن.
  • ويؤثر الألم المزمن على شتى مجالات الحياة، وقد يسبب إجهادًا كبيرًا في الحياة اليومية.
  • يمكن منع تحول الألم إلى ألم مزمن عن طريق علاج الألم الحاد بشكل فعال من البداية.
  • ويبدأ العلاج على عدة مستويات، ويراعي الوضع النفسي والاجتماعي للمريض.

إرشاد: المعلومات الواردة في هذا المقال لا يمكن ولا يجب أن تحل محل زيارة الطبيب ولا يجوز استخدامها للتشخيص الذاتي أو العلاج الذاتي.

طبيب يفحص أسفل ظهر رجل مسن.

ما الألم المزمن؟

الألم يندرج إلى الأسباب الأكثر شيوعًا لطلب المشورة الطبية. ويُشار إلى الألم المزمن عندما:

  • يستمر الألم لأكثر من 3 إلى 6 أشهر أو
  • الألم الذي يستمر بعد الإصابة على الرغم من التئام الجرح

يُدرك الأشخاص الألم بشكل مختلف تمامًا، وقد يتأثر هذا الإدراك بالعوامل الاجتماعية والنفسية.

يؤثر الألم المزمن على شتى مجالات الحياة، ويُقلل جودة الحياة. غالبًا ما يصاب من يعانون من الألم المزمن بالقلق أو الحالة المزاجية الاكتئابية أو اضطرابات النوم.

وقد يكون لذلك تأثير سلبي على إدراكهم للألم وتعاملهم مع الألم، ومن ثمّ، يُسبب تفاقم الألم.

لذلك، فإن أفضل علاج، إلى جانب الأدوية المختلفة، هو ذلك الذي يراعي كذلك الحالة النفسية والاجتماعية للشخص المعني.

من المهم أن تعرف: العلاج الفعال للألم الحاد قد يقي من تطور الألم المزمن. فهذا الأمر مهم للغاية بعد العمليات الجراحية.

كيف يمكن ملاحظة الألم المزمن؟

يظهر الألم بطرق مختلفة للغاية.

حيث إن الألم في الأعضاء الداخلية يكون مزعجًا، أو عميقًا، أو تشنجيًا. وفي الكثير من الأحيان، لا يمكنك تحديد موضع الألم بالتحديد.

وغالبًا ما يكون الألم في الجهاز العضلي الهيكلي واخزًا أو يُسبب الشد أو الحرقة ومن السهل تحديد موضعه.

الألم الناتج عن تضرر الأعصاب قد يظهر على نوبات، أو قد يكون مصحوبًا بتنميل، أو شعور بالخدر أو بفرط الحساسية.

وأحيانًا، يواجه كبار السن خصوصًا صعوبة في وصف آلامهم. فغالبًا ما يصفون أحاسيس "غير مريحة" أو مزعجة.

غالبًا لا يستطيع المصابون بأمراض، مثل الخرف، التعبير عن آلامهم بالكلمات. ومن ثم، فإن علامات الألم تشمل، مثلاً:

  • الوجه العابس بسبب الألم
  • البكاء والتأوّه
  • حماية المنطقة التي بها ألم
  • صعوبة التنفس
  • الارتباك

ما أسباب الألم المزمن؟

ينتج الألم المزمن جراء عدة أسباب، من بينها، وجود خلل في الجهاز العصبي أو اضطراب معالجة الألم أو بسبب وجود التهاب مزمن.

الأمراض التي غالبًا ما ترتبط بالألم المزمن تشمل:

هناك أسباب مختلفة قد تؤدي إلى أنواع مختلفة من الألم:

  • الألم الحسيّ: تنبعث إشارات الألم من مستقبلات الألم - الهياكل التي تساهم بشكلٍ كبير في الإحساس بالألم. ومسببات الألم تشمل، مثلاً، الإصابات أو الحروق أو حصوات الكلى أو النوبة القلبية.
  • الألم الالتهابي: ألم يحدث بسبب التهاب الأنسجة، حيث إن مواد مرسال الالتهابات تسبب تهيّج مستقبلات الألم. ومسببات ذلك تشمل العدوى أو أمراض المناعة الذاتية.
  • ألم الاعتلال العصبي: ينتج بسبب وجود ضرر مباشر في الأعصاب. ومسببات ذلك تشمل إصابات الأعصاب، أو تضرر جذور الأعصاب، أو اضطرابات التمثيل الغذائي، مثل مرض السكري، أو السموم الخلوية، مثل الكحول، أو الأمراض الفيروسية، مثل الهربس النطاقي.
  • الألم المركزي: ألم ناتج عن تغير معالجة الألم في الدماغ أو النخاع الشوكي. حيث يُنتج الدماغ الألم على الرغم من عدم وجود ضرر عضوي. ويحدث هذا النوع، مثلاً، في حالة الألم العضلي الليفي أو متلازمة القولون العصبي أو آلام الحوض المزمنة.

وقد يصبح الألم مستقلاً. حيث يبقى موجودًا، على الرغم من أن مسبب الألم الفعلي لم يعد موجودًا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للألم الذي يدوم لفترة طويلة أن يجعل الأعصاب أكثر حساسيةً، بحيث تنتقل محفزات الألم في وقت مبكر وبصورةٍ أسرع. يمكن للموصلات العصبية الجديدة أن تخلق "ذاكرة للألم".

وبالإضافة إلى ذلك، فقد يُسبب التوتر الذي يدوم لفترات طويلة الشعور بالألم بشكلٍ أكثر تواترًا أو أكثر حدة.

ما العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث الألم المزمن؟

توجد بعض العوامل التي تَزيد من خطر الإصابة بالألم المزمن. ويندرج إلى ذلك:

  • الاستعداد الوراثي
  • علاج الآلام الحادة السابقة التي لم تتوفر المساعدة بشأنها بصورةٍ كافية
  • الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة
  • الظروف الاجتماعية السيئة
  • التقدم في العمر
  • الاستخدام طويل الأمد لمسكنات الألم، وخاصة المواد الأفيونية
  • تعاطي الكحول والمخدرات

ما مدى تواتر الألم المزمن؟

يعاني حوالي 3 من كل 10 أشخاص في البلدان الصناعية من ألم متوسط إلى شديد يستمر لأكثر من 6 أشهر.

حوالي 3 من كل 10 أشخاص في الدول الصناعية يعانون من ألم مزمن متوسط إلى شديد.

وأكثر من 40 من بين كل 100 من كبار السن يشتكون من آلام مزمنة. والأسباب الأكثر شيوعًا تشمل آلام المفاصل وآلام الظهر.

قد يعاني الأطفال من آلام مزمنة أيضًا.

ما تبعات الآلام المزمنة؟

غالبًا ما تتضرر جودة حياة من يعانون من الألم المزمن إلى حد ما. وعلى الرغم من أن العلاج يساعد في تخفيف حدة الألم، إلا أنه يتعذر غالبًا القضاء على الألم تمامًا.

كقاعدة عامة، لا يكفي تناول دواء واحد لتخفيف الألم. ومن ثمّ، يتناول المرضى عدة أدوية مختلفة، في كثير من الأحيان بجرعات متزايدة. ويُسبب ذلك غالبًا بعض الآثار الجانبية.

حيث إن تناول الكثير من الباراسيتامول، مثلاً، قد يسبب ضررًا حادًا في الكبد. وقد يؤدي الاستخدام المنتظم لمسكنات الألم القوية، مثل المواد الأفيونية، إلى إدمان الأدوية.

ومن الممكن أيضًا تناول جرعة زائدة من المواد الأفيونية، مما يثبط التنفس الحيوي. في بعض الحالات، يسود ألم شديدة الحساسية نتيجة تناول المواد الأفيونية.

كيف يتم تشخيص الألم المزمن؟

بشكلٍ أساسيّ، من المهم أولاً تحديد السبب الدقيق للألم. حيث تستخدم الإجراءات التصويرية مثل التصوير بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد السبب. كما توفر بعض قيم الدم أيضًا أدلة على السبب.

وفي بعض الأحيان، يستخدم الإحصار العصبي أو قياسات التوصيلات العصبية للتشخيص.

ومع ذلك، فحتى في حالة الألم الشديد، لا يمكن دائمًا العثور على مسبب الألم.

ولتقديم العلاج، فمن الضروري أن يكون من الممكن تحديد موقع الألم وتقييمه بدقة. وللقيام بذلك، يطرح الطبيب أسئلة محددة، مثلاً:

  • متى وأين ظهر الألم؟
  • كيف يتم الإحساس الألم؟
  • ما مدى تفاقم الألم على مقياس من 1 إلى 10؟
  • كيف يؤثر الألم على الأنشطة اليومية؟

في الفحص البدني، يحدد الأطباء القيود المحتملة على وظائف الجسم. ومن خلال أسئلة حول الحالة المزاجية أو جودة النوم أو ضغوط الأسرة أو الضغوط المهنية، يكتشفون الظروف المصاحبة التي تؤثر على الإحساس بالألم أو التي قد تتغير بسبب الشعور بالألم المزمن.

كيف يتم علاج الألم المزمن؟

إن أمكن، يجب معالجة الألم المزمن بوسائل متعددة - ليس فقط على المستوى الطبي، ولكن أيضًا فيما يتعلق بمجالات العلاج النفسي والعلاج الطبيعي والعلاج المهني. ومن الناحية المثالية، يتم العلاج بمعرفة خبراء في علاج الألم. كما أن المشورة الاجتماعية والطبية مفيدة أيضًا للمصابين بأمراض مزمنة.

يجب علاج الألم المزمن بطريقة متعددة الوسائل، بما في ذلك استخدام الأدوية والعلاج النفسي والعلاج الطبيعي والعلاج الطبيعي المهني.

العلاجات غير الدوائية

  • مشورة العلاج السلوكي: تهدف هذه المشورة إلى التوصل لطريقة أفضل للتعامل مع الألم ودعم النوم الجيد ليلاً.
  • النشاط البدني ومجموعة التمارين الحركية: في ظل توجيه العلاج الطبيعي لتحسين وظائف الجسم وتقليل الشعور بالألم
  • الوخز بالإبر: سواء في حالة الألم المحدود موضعيًا (محليًا) والألم المنتشر في جميع أنحاء الجسم
  • المشورة الغذائية وإنقاص الوزن: إذا تسببت زيادة الوزن في الشعور بالألم
  • أدوات المساعدة، مثل العكازات أو الجبائر أو أحذية تقويم العظام
  • التحفيز العصبي المحيطي: تساعد النبضات الكهربائية الخفيفة على تقليل الإحساس بالألم. التدخل الجراحي البسيط ضروري للتحفيز الدائم.

العلاجات الدوائية

  • الحقن بالمواد المخدرة الموضعية أو المراهم والجيل التي بها مسكنات ألم مضادة للالتهابات لعلاج الألم الموضعي
  • مضادات الاكتئاب، حتى لو لم تكن هناك إصابة بالاكئتاب، لأنها قد تؤثر على إدراك الألم. بحسب الدواء، قد تتعذر ملاحظة تخفيف حدة الألم إلا بعد عدة أسابيع.
  • أدوية الصرع (مضادات الصرع) لعلاج ألم الأعصاب الناتج عن تضرر الأعصاب
  • الأدوية المرخية للعضلات إذا كان هناك ألم مصاحب للتشنجات العضلية
  • يجب عدم تناول مسكنات الألم المضادة للالتهابات من مجموعة العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، مثل الأيبوبروفين أو الباراسيتامول، إلا إذا اشتدت حدة الألم للغاية. وقد يكون من المجدي تجربة مسكنات ألم مختلفة، لأن تأثيرها يختلف من شخصٍ لآخر.
  • يجب عدم تناول المسكنات القوية، مثل المواد الأفيونية أو الأدوية التي تؤثر على معالجة الألم في الدماغ، مثل المهدئات من مجموعة البنزوديازيبين، إلا بشكلٍ مؤقت فحسب.

من المهم أن تعرف: لا ينبغي النظر في العلاج طويل الأمد بالمواد الأفيونية إلا إذا تعذر القضاء على الأسباب العضوية للألم ولم تنجح جميع العلاجات السابقة. حيث إن المواد الأفيونية لا تحدث تأثيراً جيدًا على المدى الطويل مقارنةً بمسكنات الألم الأخرى، خاصة بالنسبة لألم الجهاز العضلي الهيكلي.

من الأفضل دائمًا تحديد الإجراءات العلاجية التي يجب اتخاذها مع الطبيب. ويلزم التحلي بالصبر وتوفر الثقة بين الطبيب والمريض لعلاج الألم المزمن.

كيف يتم التعامل مع الألم المزمن في الحياة اليومية؟

يتطلب الألم المزمن علاجًا طويلًا. وغالبًا ما يتحسن الوضع بشكل مؤقت، ويظهر بين الحين والآخر على نوبات.

من المهم لمن يعانون من الألم المزمن أن يتعلموا كيفية التعامل مع الأعراض في الحياة اليومية: أي أن يتعلموا كيف يمكنهم التأثير على آلامهم والسيطرة عليها بأنفسهم.

يمكن للأطباء والمعالجين المتخصصين تقديم الدعم، فضلاً عن توفر مراكز المشورة ومجموعات المساعدة الذاتية المختصة بذلك.

وعلى الموقع الإلكتروني لمركز الاتصال والمعلومات الوطني لتشجيع ودعم مجموعات المساعدة الذاتية (NAKOS) ستجد عروض مساعدة ذاتية مناسبة في قاعدة البيانات.

أين يمكنني العثور على المزيد من المعلومات حول الألم المزمن؟

يمكن العثور على المزيد من المعلومات حول الألم المزمن على الموقع الإلكتروني للجمعية الألمانية لعلاج وبحوث الألم النفسي ج.م. وجمعية علاج الألم الألمانية ج.م.

كما توجد معلومات مجمعة عن الأمراض المختلفة المسببة للألم وإجابات على الأسئلة الشائعة على الموقع الإلكتروني لمؤسسة أمراض الدماغ الألمانية ج.م.

خضع للاختبار من قبل الجمعية الألمانية لطب الأعصاب ج.م. (DGN).

الحالة:
هل وجدت هذا المقال مفيدًا؟