علاج النطق (علاج اللغة)

علاج النطق، مثل العلاج الطبيعي والعلاج الطبيعي المهني، يُعد من وسائل العلاج. يتعامل معالجو النطق مع مشكلات الصوت واللغة والتحدث والبلع،
وقد تشمل هذه الاضطرابات شكاوى خفيفة، مثل البحة والإعاقات الخطيرة، بسبب وجود أضرار في الدماغ. ومثل هذه الأضرار قد تؤدي إلى فقدان القدرة على التحدث أو صعوبات شديدة في البلع.

علاج النطق الذي يستهدف التحدث أو اللغة يُستخدم لاستعادة مهارات التواصل أو تحسينها. يمكن استخدام مجموعة متنوعة من الوسائل لتحقيق ذلك. يمكن دائمًا اكتساب قدرة التحدث الطبيعية. يتعلق علاج النطق أحيانًا أيضًا بكيفية التعامل مع الأعراض. في بعض الأحيان تكون بعض وسائل الاتصال مفيدة. ويمكنك معرفة كيفية استخدامها أثناء علاج النطق.

فيما يتعلق بعلاج النطق الذي يستهدف الصوت يدور الأمر حول وظيفة الصوت عند التحدث أو الغناء. إذا كان الصوت ضعيفًا بعد الخضوع لعملية جراحية، فقد يكون الهدف من علاج الصوت هو استعادة الصوت نفسه. في بعض الأحيان يدور الأمر أيضًا حول تعلم كيفية استخدام الجهاز الصوتي بطريقة صحية.

الهدف من علاج اضطرابات البلع هو تمكين تناول الطعام بشكل آمن ومستقل بأفضل صورة ممكنة. واعتمادًا على المرض الأساسي، يشمل ذلك أيضًا تعديل النظام الغذائي باستخدام الطعام المهروس أو التغذية الأنبوبية.

يُقدّم علاج النطق بمعرفة مجموعات مهنية مختلفة، مثل معالجي النطق، ومعالجي النطق الأكاديميين، وعلماء اللغة المرضيين، ومدرسي التنفس والكلام والصوت. المصطلح العام المستخدم في ذلك الصدد هو "معالج النطق"، والذي يندرج إليه دائمًا جميع المتخصصين.

قد تحدث اضطرابات اللغة والتحدث والصوت والبلع عند الأطفال والمراهقين والبالغين. وتتنوع الأسباب، حيث تتراوح من الأمراض الخلقية، مثل تشوهات الشفة والحنك، إلى اضطرابات تطور اللغة أو ضعف السمع أو التأتأة، وحتى بعض الأمراض، مثل مرض باركنسون أو الخرف والتي تشمل تبعاتها الحوادث أو السكتات الدماغية. وسواء كانت هذه الأمراض خلقية أو مكتسبة، فإن علاج النطق قد يساعد في الكثير من الحالات.

اضطرابات النطق

غالبًا ما يبدأ الأطفال الذين يعانون من اضطرابات تطور اللغة في التحدث في وقت متأخر جدًا مقارنةً بالأطفال الآخرين وتزداد مفرداتهم اللغوية ببطء شديد. يواجه البعض صعوبة في نطق الكلمات بشكل صحيح أو في تكوين الجمل. 

في بعض الأحيان، تظهر مشكلات التطور اللغوي دون تحديد سببها، وأحيانًا تكون بسبب مرض آخر. قد تشمل هذه الأمراض ضعف السمع والشفة والفك والحنك المشقوقين أو حتى بعض الأمراض الوراثية. قد يؤثر تلف الدماغ جراء حادث أو نقص الأكسجين، على تطور لغة الأطفال.

وقد تؤثر اضطرابات اللغة لدى الأطفال على التعلم والصحة العقلية والتفاعلات الاجتماعية. وبالتالي، فإن علاج النطق في الوقت المناسب مهم جدًا للأطفال الذين يعانون من اضطرابات لغوية حتى يتمكنوا من النمو بشكلٍ جيد على المدى الطويل والمشاركة في الحياة.

وبين البالغين، عادةً ما تكون اضطرابات النطق ناجمة عن أمراض الدماغ. قد تحدث اضطرابات النطق بعد التعرض لسكتة دماغية، أو بعد إصابة خطيرة في الرأس، أو في حالة الإصابة بالخرف. في بعض الأحيان، يصعب على المصاب فهم الكلمات بشكل صحيح أو تكوينها بشكل مناسب بنفسه. وقد يؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى فقدان كامل للمهارات اللغوية المتمثلة في الفهم والتحدث والقراءة والكتابة؛ وفي بعض الأحيان تتأثر بعض هذه المهارات فقط. ويشار إلى ذلك باسم "فقدان القدرة على الكلام".

اضطرابات التحدث

عندما توجد اضطرابات في التحدث، يضطرب تسلسل الحركات الذي يحتاجه الشخص للتحدث. وعندئذٍ، يتحدث بشكل غير واضح، أو بشكل بطيء أو لا يستطيع التحدث بطلاقة.

ومن أشهر اضطرابات النطق ما يلي: "اللثغات" و"التأتأة". وبين الأطفال، غالبًا ما تكون اضطرابات النطق جزءًا من عملية تعلم اللغة وليس لها سبب محدد. إلا أن بعض التغيرات، مثل سوء تموضع الأسنان أو الفك، وضعف العضلات في الفم وتشوهات الحنك قد تؤدي أيضًا إلى اضطرابات النطق.

تنشأ اضطرابات النطق المكتسبة عادةً من وجود تلف في الدماغ بسبب حادث أو التعرض لسكتة دماغية. وعندئذٍ، يتضرر تخطيط أو تنفيذ حركات التحدث: يصبح النطق مبهمًا ويتباطأ. بالإضافة إلى ذلك، قد توجد مشكلات في التنفس وشدة الصوت، وفي القدرة على التحمل عند التحدث. إذا أصيبت عضلات الحنك بالشلل، فقد يصدر صوت من الأنف (تغير نبرة الصوت). 

اضطرابات الصوت

يتغير الصوت باستمرار في حالة الإصابة باضطراب الصوت. وتظهر اضطرابات الصوت، مثلًا، في تغير نبرة الصوت، أو بحة الصوت، أو انخفاض المرونة والتعب السريع عند التحدث.

هناك أسباب مختلفة جدًا لاضطرابات الصوت. في الكثير من الحالات، تحدث اضطرابات الصوت عندما يتعرض الصوت لإجهادٍ كبير، مثلًا بين المعلمين. ومثل هذا الضغط قد يسبب عقيدات الطية الصوتية. أمراض الحنجرة أو الحنك وكذلك الاضطرابات الهرمونية قد تسبب أيضًا اضطرابات الصوت. قد تؤثر العوامل النفسية أيضًا على الصوت.

صعوبات البلع

في حالة الإصابة باضطراب في البلع، لن يتمكن الشخص من نقل الطعام أو السوائل بشكل صحيح من الفم إلى المعدة. وقد يسود شعور بوجود غصة أو ضغط عند البلع، أو الشعور بالاختناق المتكرر أو تقيؤ الطعام.

قد يكون لاضطرابات البلع أيضًا أسباب عديدة ومختلفة. قد تحدث بعد التعرض لسكتة دماغية أو بعد العمليات الجراحية في منطقة الرقبة أو في حالة الإصابة بأمراض الجهاز العصبي، مثل التصلب المتعدد أو مرض باركنسون. وأحيانًا قد تكون خلقية.

قد تؤثر اضطرابات البلع على جودة الحياة بشدة، وتؤدي إلى عدم تناول كمية كافية من الطعام وتسبب الجفاف. كما أن الاختناق المتكرر قد يؤدي أيضًا إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي.

هناك العديد من الطرق المختلفة التي يمكن استخدامها أثناء علاج النطق. وتختلف الطرق المناسبة لكل حالة بشكلٍ فردي بشكل كبير وتعتمد على الأعراض والأمراض المصاحبة والعمر وأهداف العلاج الخاصة. وقد يشمل العلاج الأقارب والبيئة أيضًا إذا لزم الأمر.

يهدف علاج النطق إلى تحسين مهارات الاتصال أو الحفاظ عليها أو استعادتها.
وقد يشمل ذلك تمارين للفهم اللغوي وتطوير المفردات والتدريب على استدعاء الكلمات والقواعد واستخدام اللغة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أيضًا تعلُّم طرق بديلة للتواصل في الحياة اليومية والتدريب على ذلك. توجد علامات أو رموز أو وسائل مساعدة فنية، مثل لافتات الكلمات أو الحواسب اللغوية.

في علاج النطق، يستهدف الأمر التحدث بصوت أعلى وأكثر وضوحًا. ويمكن أيضًا التدرب على حركة العضلات التي يحتاجها الشخص للتحدث: اللسان والشفتان والخدان ولهاة الحنك والحجاب الحاجز. وتُقدّم أيضًا تمارين للتأثير على التنفس أو الوضعية أو سرعة الكلام.

أثناء علاج الصوت، يمكنك القيام بتمارين صوتية خاصة والتدريب على التنفس والنطق الصحيح. وقد يكون تحسين وضعية الجسم وتوتره جزءًا من علاج الصوت.
إذا كان من الضروري استئصال الحنجرة، فيمكن العمل على إصدار صوت بشكلٍ بديل باستخدام المريء. يمكن لأي شخص لديه جهاز صوتي صناعي أو يرغب في استخدام أداة إلكترونية مساعدة للتحدث بدلًا من الصوت أن يتدرب على كيفية استخدامها بشكل صحيح أثناء العلاج.

ويهدف علاج البلع إلى إتاحة تناول الطعام بشكلٍ آمن. والهدف من ذلك يتمثل في منع حدوث مشكلات، مثل الالتهاب الرئوي الناجم عن البلع. يمكن التدرب على التناغم بين التنفس ووضعية الجسم والعضلات التي يحتاجها الشخص من أجل البلع. لا يمكن دائمًا حل مشكلات البلع بشكل كامل. لذا، في بعض الأحيان يجب تعديل سلوك تناول الطعام. مما قد يعني ضرورة تجنب بعض الأطعمة أو تحضيرها بطريقة معينة. في بعض الأحيان تكون التغذية الأنبوبية ضرورية أيضًا. يمكن لأخصائي النطق أيضًا تقديم المشورة حول ذلك.

إذا كنت بحاجة إلى علاج النطق، فيمكن للطبيب أو طبيب الأسنان أن يُحرر لك وصفة طبية. وعندئذٍ، ستتحمل شركة التأمين الصحي المختصة عادةً تكاليف العلاج.

قد يكون علاج النطق أيضًا جزءًا من إعادة التأهيل للأشخاص الذين يحتاجون إلى إجراءات علاج النطق حتى يمكنهم المشاركة في الحياة العملية مرة أخرى. وحينها، قد يتم ذلك في عيادة إعادة التأهيل أو في عيادة الطبيب.

يمكن للأطفال أيضًا تلقي علاج النطق في بعض الأحيان في إطار ما يسمى بالتدخل المبكر. وهذا التدخل المبكر من الخيارات المتاحة للأطفال من ذوي اضطرابات النمو. ولبدء التدخل المبكر، عادة ما تكون عيادة طبيب الأطفال هي جهة الاتصال الأولى.

كيف يُجرى علاج النطق؟

يبدأ علاج النطق عادةً بمحادثة تمهيدية مع المعالج. وبعدها، يتم تحديد أهداف العلاج والتخطيط للعلاج نفسه. ويراعي التخطيط تشخيص المريض وأعراضه بالإضافة إلى قدراته ورغباته. يمكن أيضًا أن يشمل العلاج أقارب الأطفال والمراهقين أو المرضى البالغين الذين يعانون من ضعف شديد في التواصل.

وعندئذٍ، يمكن بدء العلاج الفعلي. عادةً ما تستغرق جلسة العلاج من 30 إلى 60 دقيقة. يتكون علاج النطق من عدة جلسات علاج خلال فترة زمنية معينة. في بعض الحالات، قد يكون العلاج الجماعي مجديًا أيضًا.

حيث يتم فحص نجاح العلاج باستمرار طوال فترة العلاج لكي يمكن تعديل خطة العلاج إذا لزم الأمر. لكي ينجح علاج النطق، من المهم ممارسة العلاج بشكل مستقل في المنزل بين الجلسات.

تتم مواءمة علاج النطق للأطفال حسب أعمارهم وغالبًا ما يكون مرحًا. وبالنسبة للأطفال، فإن الدعم المقدم من الوالدين يُعد مهمًا للغاية لنجاح العلاج

وصف الطبيب للعلاج يُعد شرطًا أساسيًا لتغطية شركة التأمين الصحي للمصروفات. وتُحدد إرشادات اللجنة الاتحادية المشتركة (G-BA) الخاصة بالمنتجات العلاجية التكاليف التي تتم تغطيتها بالضبط. 

ومع ذلك، يجب على المؤمن عليهم في التأمين الصحي القانوني (GKV) دفع مبالغ إضافية. بالنسبة لعلاج النطق، يجب دفع 10 بالمائة من المصروفات الإضافية. وبالإضافة إلى ذلك، هناك 10 يورو لكل وصفة طبية. ويُعفى الأطفال والشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا من المصروفات الإضافية.

وتنطبق لوائح مختلفة على من لديهم تأمين خاص. يعتمد مقدار تغطية مصروفات علاج النطق عن طريق التأمين الصحي الخاص على أسعار التأمين المتفق عليها.

إذا كان علاج النطق جزءًا من إعادة التأهيل، فإن التأمين الصحي لن يغطي التكاليف بشكلٍ مُلزم. واعتمادًا على هدف أو سبب إعادة التأهيل، قد يكون تأمين التقاعد أو التأمين ضد الحوادث هو الجهة المختصة بذلك. يمكنك العثور على المزيد من المعلومات حول كيفية التقدم بطلب لإعادة التأهيل في مقال "إعادة التأهيل الطبي".

يمكن العثور على المزيد من المعلومات حول الشروط الدقيقة لتنظيم علاج النطق في مقال "العلاجات".

يُقدم علاج النطق في:

• عيادات علاج النطق
• المستشفيات ومرافق إعادة التأهيل
• مراكز التدخل المبكر
• مراكز الأطفال الاجتماعية
• المؤسسات التعليمية الخاصة، مثل رياض الأطفال المختصة بعلاج النطق
• مدارس الدعم

إذا كانت هناك ضرورة طبية، فيمكن أيضًا وصف إجراء علاج النطق في صورة زيارة منزلية في حالات استثنائية. وإذا لزم الأمر، فيمكن للأطفال الخاضعين لإجراءات الاندماج أن يتلقوا أيضًا علاج النطق في المرفق الذي يرتادونه.

توفر قائمة مقدمي العلاج الطبي الخاصة بالرابطة الوطنية لصناديق التأمين الصحي القانوني نظرة عامة على عيادات علاج النطق.

ويمكنك أيضًا البحث عن عيادات علاج النطق باستخدام دليل المعالجين التابع للجمعية الاتحادية الألمانية لعلاج اللغة الأكاديمي وعلاج النطق ج.م. وخدمة البحث عن معالج النطق التابعة للجمعية الاتحادية الألمانية لعلاج النطق ج.م. يمكنك أيضًا الفلترة بناءً على أهداف العلاج أو اللغات المحددة.