التوحد

رموز التصنيف الدولي للأمراض: F84 ما هو رمز التصنيف الدولي للأمراض؟

اضطرابات التوحد أو طيف التوحد هي اضطرابات في النمو تؤثر على القدرة على التواصل وعلى التعايش الاجتماعي. ويمكن لبعض تدابير العلاج السلوكي أن تدعم وتعزز استقلالية المصابين بالتوحد.

نظرة سريعة

  • التوحد هو اضطراب نمو خلقي قد يختلف من حيث شدته.
  • يتميز التوحد بوجود صعوبات في التعايش الاجتماعي (التفاعل الاجتماعي) وفي التعبير (التواصل).
  • وتوجد سلوكيات نمطية تتميز بالتكرار واتباع نماذج معينة.
  • لا توجد علاجات طبية للشفاء من اضطراب النمو في حالة التوحد.
  • ومع ذلك، فهناك العديد من التدابير التي يمكن أن تُحسن المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل للمصابين بالتوحد.

إرشاد: المعلومات الواردة في هذا المقال لا يمكن ولا يجب أن تحل محل زيارة الطبيب ولا يجوز استخدامها للتشخيص الذاتي أو العلاج الذاتي.

طفل يتكئ على زجاج النافذة ويبدو حالماً.

ما التوحد؟

يحدث التوحد بسبب اضطراب في نمو الدماغ وقد يظهر بأشكال مختلفة للغاية. منذ فترة طويلة، قسّم الخبراء مرض التوحد إلى أنواع مختلفة: التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة، وتوحد أسبرجر، والتوحد اللانمطي. ومع ذلك، نظرًا لأنه لا يمكن دائمًا التفرقة بينهم بوضوح، يشير الأشخاص بشكل متزايد إلى المرض بمصطلح اضطراب طيف التوحد (ASD). غالبًا ما يُختصر المصطلح المتخصص بمصطلح "طيف التوحد".

يرى المصابون بالتوحد العالم بطريقتهم الخاصة. ويجدون صعوبة متزايدة في فهم مشاعر الآخرين واحتياجاتهم والتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم. مما يجعل تواصلهم مع الآخرين صعبًا. وعند تلقي الدعم المناسب، يكون بإمكانهم التمتع بحياة سعيدة وأن يشاركوا في المجتمع. 

يختلف المصابون بالتوحد اختلافًا كبيرًا: حيث يستطيع بعضهم العناية بنفسه بشكل جيد والحياة بشكل مستقل - على الرغم من أن البعض الآخر يحتاج إلى الدعم في بعض المجالات. ومع ذلك، يُعاني العديد منهم من ضعفٍ شديد ويحتاجون إلى مساعدة شاملة. 

ما أعراض التوحد؟

طيف التوحد هو مرض متنوع. وتوجد ثلاث سمات أساسية تُميز التوحد:

  • مشاكل في التفاعل الاجتماعي
  • صعوبات في التواصل واللغة
  • نماذج السلوك المتكررة (النمطية)
يتجلى اضطراب طيف التوحد في المقام الأول من خلال مشكلات التفاعل الاجتماعي وصعوبات التحدث والإجراءات السلوكية.

صعوبات في التناغم الاجتماعي مع الغير (التفاعل الاجتماعي)

غالبًا ما يبدو المصابون بالتوحد بعيدين ومنعزلين ونادرًا ما يتواصلون بالعين. وبعضهم أيضًا يكون اجتماعيًا للغاية، ولكن في بعض الأحيان يتصرفون بشكل غير عادي مع الغرباء. لأن المصابين بالتوحد لا يستطيعون التعاطف مع الآخرين بشكل جيد. وذلك يجعل انسجامهم مع الآخرين وبناء العلاقات معهم أمرًا صعبًا. كما يكونون أكثر عرضةً لإساءة فهم التواصل ولا يدركون الغموض والسخرية بشكلٍ جيد. وفي العديد من المواقف، يتفاعلون بشكل غير عادي - على سبيل المثال، بألا يستجيبوا للتعبيرات العاطفية للغير.

مشكلات التواصل

يتعلم بعض المصابين بالتوحد التحدث في وقتٍ متأخر وبشكل سيء أو لا يتحدثون مع الآخرين على الإطلاق. كما يستخدمون إيماءات أقل لكي يفهم الآخرون ما يريدون. كما يكون لحن كلامهم أكثر رتابةً. حيث يكرر بعضهم باستمرار مصطلحات وجمل معينة أو يكررون ما يقوله الآخرون. بينما يتحدث آخرون بدقة شديدة وبشكلٍ مرتب.

السلوك النمطي والمتكرر

يميل المصابون بالتوحد إلى تكرار سلوكيات معينة مرارًا وتكرارًا، مثل التلويح بأذرعهم أو القيام بالأشياء بطريقة معينة. وغالبًا لا يهتمون سوى بأشياء قليلة أو غير عادية، ولكنهم يهتمون بها بشكل شديد للغاية.

وتكون المرونة والعفوية صعبة بالنسبة لهم. جدير بالذكر أن الإجراءات الروتينية والترتيبات الموثوقة مهمة جدًا بالنسبة لهم. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم يتفاعلون في بعض الأحيان بشكل حساس للغاية أو غير حساس للغاية مع المحفزات الخارجية، مثل الضوضاء أو الروائح أو اللمس.

من المهم أن تعرف: يختلف وقت حدوث هذه الأعراض الأساسية وشكلها بشكل كبير لدى كل شخص بشكلٍ فردي. فبعض الأشخاص لا تظهر لديهم سمات معينة على الإطلاق.

بالإضافة إلى السمات المذكورة، فقد يُعاني المصابون باضطرابات طيف التوحد من بعض المشكلات الأخرى.

يندرج ضمن ذلك على سبيل المثال:

قد تحدث أيضًا سلوكيات صعبة، مثل إيذاء النفس ونوبات الغضب الشديدة والعدوانية - إلا أن ذلك عادةً ما يكون علامة على أن المصابين بالتوحد يحملون أكثر من طاقتهم أو يشعرون بعدم فهم من حولهم لهم. 

يعاني نصف المصابين بالتوحد تقريبًا من مشكلات عقلية. أما النصف الآخر، يكون مستواهم عاديًا وقد يكونون أذكياء للغاية، لكن القليل منهم فقط هو من يتمتع بموهبة متميزة.

ما أسباب التوحد؟

التوحد مرض خلقي يحدث نتيجة لخلل في نمو الدماغ. الأسباب الدقيقة للتوحد غير واضحة بعد. ومع ذلك، فهناك بعض العوامل المعروفة بأنها تزيد من خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد.

ما العوامل التي تعزز حدوث التوحد؟

تزيد العوامل الوراثية، أي العوامل الجينية، وبعض الأحداث التي تقع أثناء الحمل من خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد.

العوامل الوراثية

الاستعداد الوراثي له تأثير قوي على ذلك. الآباء ممن يعانون من مرض التوحد يكونون أكثر عرضة لإنجاب أطفال مصابين أيضًا بالتوحد. إذا كان لدى الآباء طفل مصاب بالتوحد بالفعل، فإن احتمالية إصابة الطفل الثاني بالتوحد تزيد أيضًا - في المتوسط من 10 إلى 20٪. ويعتمد الخطر الفردي على الحافز الوراثي. مع تقدم الأمهات والآباء في السن، يزداد خطر إنجاب طفل مصاب بالتوحد. ويرجع ذلك في المقام الأول إلى أن التغيرات الجينية تصبح أكثر تواترًا مع التقدم في العمر.

التأثيرات التي تحدث أثناء الحمل

كما أن المضاعفات التي تحدث أثناء الحمل قد تلعب دورًا في ذلك. وتشمل هذه العوامل على وجه الخصوص العدوى بفيروس الحصبة الألمانية أو الولادة المبكرة. إذا تناولت الحوامل أدوية معينة لعلاج الصرع (خاصةَ التي بها مكون حمض الفالبرويك النشط)، فإن ذلك يزيد أيضًا من المخاطر.

من المهم أن تعرف: لا يحدث التوحد بسبب التطعيمات أو طريقة تربية الوالدين. فهذا الإدعاء يظهر أحيانًا، ولكن تم دحضه علميًا.

ما مدى تواتر الإصابة بالتوحد؟

يعاني شخص تقريبًا من كل 100 شخص في ألمانيا من اضطراب طيف التوحد. يتم تشخيص مرض التوحد بين الشباب والرجال بضِعف مقدار انتشاره بين الفتيات والنساء. 

في العقود الأخيرة، زاد عدد المصابين بالتوحد بشكل ملحوظ. ويرجع ذلك بشكلٍ أساسي إلى وجود عدد أكبر من الأشخاص يبحثون عن التشخيص مقارنةً بذي قبل. ومن غير الواضح ما إذا كان مرض التوحد أكثر شيوعًا بشكل عام مقارنةً بذي قبل.

كيف يتطور مرض التوحد؟

عادة ما يبقى مرض التوحد مدى الحياة. ومع ذلك، فقد يكون تطوره مختلفًا للغاية. ولكن، غالبًا ما تقل الأعراض النمطية أو تتغير على مر السنين. ومن الممكن أيضًا أن تزيد السمات الفردية بشكل مؤقت أو دائم. ولكن، مع الوقت يتعلم العديد من الأطفال والشباب التواصل والانسجام مع الآخرين بشكل أفضل.

وفي بعض الأحيان تصبح الأمور اللافتة واضحة في وقت مبكر جدًا، بين عمر عام إلى عامين. ومع ذلك، يعيش البعض بمرض التوحد لسنوات عديدة أو عقود دون إدراك إصابتهم به. 

قد تختفي العلامات المبكرة للتوحد لدى الأطفال مع مرور الوقت - أو قد تظهر أسباب أخرى. مما يؤثر بشكل خاص على الأطفال الذين يعانون من أعراض أقل وضوحًا. ومع ذلك، قد ينمو الأطفال بشكل طبيعي في السنوات القليلة الأولى من العمر ولا تظهر عليهم أعراض التوحد إلا في وقتٍ لاحق.

يحتاج العديد من المصابين بالتوحد إلى دعم مكثف طوال حياتهم. ويمكن للبعض الحياة بشكل مستقل والحصول على وظيفة وتكوين أسرة. إلا أنهم يحتاجون في بعض الأحيان أيضًا إلى المساعدة في مواجهة تحديات الحياة اليومية. ومع الوقت، يتمكن العديد من الأشخاص من التعامل مع مرض التوحد بشكل أفضل. 

كيف يتم تشخيص التوحد؟

إذا تصرف طفلك بشكل ملفت، فقد يكون ذلك مقلقًا للغاية للوالدين. ومن ثمّ، فإن عيادة طبيب الأطفال والشباب تُعد جهة الاتصال الأولى الجيدة - حتى في إطار فحوصات U المنتظمة. وإذا لزم الأمر، فسيتم إحالة الطفل إلى مرفق متخصص. يمكن للبالغين في البداية زيارة عيادة طبيب الأسرة. ويمكن أيضًا الاتصال مباشرةً بعيادة العلاج النفسي أو عيادة الطب النفسي.

لا يمكن تشخيص التوحد إلا بالاستعانة بمتخصصين في الطب النفسي والعلاج النفسي أو بمعرفة المعالجين النفسيين. بالنسبة للأطفال والشباب، يجب أن يكون الخبراء متخصصين في التعامل مع هذه الفئة العمرية. إلا أن التشخيص نفسه واسع النطاق ويستغرق وقتًا طويلًا. لأنه من المهم النظر في الأمر عن كثب واستبعاد الأسباب الأخرى.

ويندرج إلى الفحوصات:

  • الحوارات مع الأطفال والآباء
  • الاستبيان التفصيلي للآباء باستخدام نماذج استبيان خاصة
  • مراقبة السلوك عند التعامل مع الآخرين أو أثناء اللعب
  • اختبارات النمو، وخصوصًا اختبار الذكاء واللغة 
  • الفحوصات الطبية

ويتطلب ذلك عدة مواعيد. وغالبًا ما تجري مراقبة نمو الطفل لفترة من الوقت قبل تنفيذ التشخيص. قد يكون التشخيص ممكنًا بدءًا من عمر عامين. يعتمد العمر الذي يمكن فيه إجراء التشخيص الموثوق على جملة أمور، من بينها، مدى وضوح الأمور اللافتة وكيفية تطورها.

وبين البالغين، يكون التشخيص واسع النطاق أيضًا. عادةً ما يكون التشخيص أكثر صعوبة لأن الأعراض غالبًا لا تكون واضحة كما هو الحال بين الأطفال. ومع الوقت، يتعلم العديد من البالغين قمع بعض السمات لتجنب جذب الانتباه - وهذا ما يسمى "التمويه". بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لبعض الاضطرابات الأخرى أعراضًا مشابهة لمرض التوحد، مثل اضطرابات الشخصية أو اضطرابات القلق.

ومن ثمّ، قد تكون مراجعة التشخيص مفيدة على مر السنين. وينطبق ذلك بشكل خاص على الأطفال، حيث تكون السمات أقل وضوحًا. كما يفحص الأطباء بانتظام طريقة نمو الطفل بشكلٍ عام. 

يمكن العثور على معلومات تفصيلية حول الفحوصات على الموقع gesundheitsinformation.de.

شاب يميل جبهته على عمود مياه مضيء.

كيف يمكن علاج التوحد؟

اضطرابات طيف التوحد هي اضطرابات في النمو تؤثر على الحياة بأكملها. وغالبًا ما تكون هذه الاضطرابات مجهدة جدًا للمصابين بالتوحد وأسرهم.

وبشكل عام، فإن العلاج يستهدف:

  • تحسين جودة الحياة
  • دعم المشاركة الاجتماعية
  • دعم استقلالية المصابين بالتوحد واعتمادهم على أنفسهم

ويعتمد مدى نجاح ذلك إلى حد كبير على الصورة الفردية للتوحد، والوقت الذي بدأ فيه العلاج، ومدى الدعم. 

بالنسبة للأطفال، تُوضع خطة علاج فردية بعد التشخيص. قد تحتوي هذه الخطة على العناصر التالية:

  • العلاج السلوكي، بما في ذلك التدريب على المهارات الاجتماعية
  • علاج النطق
  • العلاج الطبيعي المهني
  • المعلومات والمشورة (التربية النفسية)

يُقدَّم العلاج السلوكي المبكر والموجه خصيصًا نحو مرض التوحد بين الأطفال قبل بدء ارتياد المدرسة. ويُشارك الوالدان في العلاج ويحصلان أيضًا على الدعم. يمكن للبالغين المصابين بالتوحد أيضًا الانتفاع من عروض العلاج النفسي.

وقد يُحسّن العلاج من نمو الأطفال والشباب ويُخفف من حدة الأعراض. وقد يساعد أيضًا في التعامل بشكل أفضل مع التوحد ودعم نقاط قوة الطفل. بالنسبة للشباب والبالغين، يتعلق الأمر بشكلٍ أكبر بقبول مرض التوحد ضمن هويتهم ومواءمة حياتهم اليومية مع المرض. وقد يلعب علاج الأمراض المصاحبة أيضًا دورًا مهمًا.

من المهم أن تعرف: لا يمكن علاج التوحد نفسه أو الشفاء منه بالأدوية. ومع ذلك، فقد تُستخدم الأدوية في بعض الأحيان لتخفيف السلوك النمطي الصعب أو المسبب للألم. يمكن أيضًا علاج الأمراض المصاحبة، مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) أو اضطرابات النوم واضطرابات القلق أو اضطراب الوسواس القهري أو نوبات الاكتئاب أو الصرع بالأدوية.

كيف يؤثر التوحد على الحياة اليومية؟

قد يكون للتوحد تأثيرات مختلفة جدًا على حياة المصاب والأسرة. يواجه المصابون بالتوحد صعوبة في التواصل الاجتماعي وغالبًا ما يُساء فهمهم. كما أنهم أكثر عرضةً لمواجهة الصعوبة في مزاولة مهنة أو الانخراط في علاقات. بعض المصابين بالتوحد يكونون متضررين للغاية لدرجة تجعلهم يحتاجون إلى الكثير من المساعدة في الحياة اليومية. ومن ناحية أخرى، يعيش آخرون حياة مستقلة، ويحصلون على وظيفة، ويؤسسون أسرة، ويعيشون حياة جيدة. ويعتمد مدى تأثير التوحد على سمات الفرد، والإعاقات العقلية القائمة، ولكن أيضًا على ظروف الحياة المحددة والبيئة الشخصية.

تتوفر خدمات الدعم التالية:

تُدفع مصروفات معظم خدمات العلاج والدعم عن طريق مساعدة الاندماج وليس عن طريق شركات التأمين الصحي. يُقدم طلب المساعدة في الاندماج لدى مكتب الشباب أو مصلحة الشؤون الاجتماعية. 

توجد معلومات تفصيلية عن المساعدة والدعم على الموقع gesundheitsinformation.de.

ويمكن أيضًا العثور على معلومات عامة حول دعم الأطفال والشباب المحتاجين إلى الرعاية في مقالنا حول ذلك.

أين يمكنني تلقي الدعم بخصوص التوحد؟

تقدم مبادرة الآباء ومجموعات المساعدة الذاتية للأشخاص المصابين باضطرابات طيف التوحد وذويهم إمكانية للحصول على المعلومات والمشورة وتبادل الخبرات الشخصية.

يمكن العثور على عناوين الاتصال لدى جمعية .Autismus Deutschland e.V وجمعية .Aspies e.V.

بالتعاون مع معهد الجودة والكفاءة في الرعاية الصحية (IQWiG).

الحالة:
هل وجدت هذا المقال مفيدًا؟